وتتعاظم أهمية هذا المشروع بالنسبة للأوروبيين في كل يوم مع اتساع نطاق مشكلة الهجرة غير الشرعية من جنوب المتوسط صوب السواحل الأوروبية عبر الزوارق المطاطية وزوارق الصيد الصغيرة. 

وكانت اليونان قد بادرت بالانضمام إلى التحالف الفرنسي الإيطالي لإنتاج هذا النوع من الزوارق السريعة مطلع الشهر الجاري، بعد أن باتت سواحلها مقصدا وبوابة للمهاجرين من أفريقيا إلى داخل الاتحاد الأوروبي ، كما أبدت أسبانيا رغبة شديدة في الانضمام إلى هذا التحالف، بعد أن صارت سواحلها مستهدفة من موجات الهجرة البحرية من غرب أفريقيا . 

ووفقا للمصادر الإيطالية سيتم إنتاج زوارق سريعة تزن 3000 طن للزورق الواحد من خلال أرصفة الإنتاج البحري الإيطالية التي تتبع مؤسسة Fincantieri، أما المحركات وأنظمة الملاحة والتشغيل فستكون مسؤولية مؤسسة Naval Group Naviris الفرنسية التي تأسست في العام الماضي. 

وتشير دراسات الجدوى الخاصة بالمشروع إلى أن إلانتاج الأول سيستهدف تلبية احتياجات القوات البحرية وقوات خفر السواحل وحراس المياه العميقة في كل من فرنسا وإيطاليا،على ضوء التمويلات المتاحة حاليا بمعرفة المؤسسات الاقتصادية في البلدين؛ لتغطية احتياجات المشروع المالية، لكن تعاظم مشكلة الهجرة غير الشرعية صوب السواحل الأوروبية اكسبت المشروع جاذبية إضافية لدى عدد من الدول الأوروبية الأخرى مثل أسبانيا، واليونان؛ للمشاركة فيه، الأمر الذي خلق آفاق حياة، وتوسع أكبر في المشروع، والبحث عن حوافظ الممولين . 

وتتميز الزوارق الأوربية وفقا لمخططاتها الفنية بالقدرة على الاستطلاع والكشف المبكر عن زوارق المهاجرين غير الشرعيين، كما أنه من الممكن رفع كفاءتها الفنية؛ لتشكل سلاحا قتاليا معاونا للقوات البحرية في مجال رصد الغواصات، والتصدى لها بعد تزويدها بالطوربيدات اللازمة لذلك، أو بالتعامل مع الأهداف البحرية الحربية المعادية بعد تزويدها بالمنظومات النيرانية / سطح – سطح / اللازمة . 
وتضع مفوضية الاتحاد الأوروبي إنتاج هذا الطراز الجديد من زوارق الحراسة الساحلية الأوروبية ضمن المشروعات ذات الأولية على سلم الاستثمار و التمويل في دول الاتحاد الأوروبي، باعتباره من المشروعات ذات الطابع الجماعي لدول الاتحاد، ويمس اعتبارات حماية أمن البلدان الأوروبية من موجات الهجرة غير الشرعية التي تحملها لهم أمواج المتوسط. 

وعلى ضوء تقدير احتياجات الطلب على زوارق الحراسة الأوروبية الجديدة، فمن المقرر أن يتم البدء في إنتاجها عمليا، اعتبارا من العام القادم بعد استكمال تلقي عروض المؤسسات الأوروبية الراغبة في الاسهام ماليا في المشروع، وتحديد مورديه الصناعيين. 

وأشارت دورية ديفنس نيوز الأمريكية المتخصصة في الشأن الدفاعي إلى أن القوات البحرية الفرنسية والإيطالية لا تزالا إلى الآن المشترى الأهم لتلك الزوارق المتطورة وبشكل خاص إيطاليا التي تأمل أن تستبدل سفن الحراسة الساحلية التى لديها من طرازات Cassiopea و Commandante-class و Minerva-class، وجميعها باتت طرازات عتيقة لا تتصدى بالقدر اللازم لموجات المهاجرين، وأصبح من الضروري استبدالها بالطراز الجديد من الزوارق بعدد 8 زوارق على الأقل، أما فرنسا فتسعى إلى امتلاك 6 زوارق منها.