منذ أعلنت جامعة أسوان، إغلاق المستشفى الجامعى على خلفية استقبال حالة مصابة بفيروس "كورونا" المستجد وتوفيت بعد نقلها إلى العزل، ودب القلق فى نفوس الكثير من أهل أسوان، باعتبار أن مستشفى أسوان الجامعى هى القبلة الأولى للمرضى داخل المحافظة، وحرص "اليوم السابع" على كشف تفاصيل الواقعة وخطوات أخرى اتخذتها جامعة أسوان للوقاية من هذا الفيروس من خلال لقاء الدكتور أحمد غلاب رئيس جامعة أسوان.
ماذا حدث داخل مستشفى أسوان الجامعى ؟
يوم الأحد الماضى ترددت سيدة مسنة تدعى "س.أ.م" 64 سنة مقيمة بمنطقة الشنقراب قسم أول أسوان، على قسم الاستقبال بمستشفى أسوان الجامعى، فى حوالى الساعة السابعة صباحاً، وكانت تعانى من مرض السكر وحالتها متأخرة، وتبين من الكشف المبدئى أنها مريضة بالتهاب رئوى حاد، وتم تحويلها إلى غرفة الرعاية، وعندما تم سحب عينات تحليل منها تبين بعد 6 ساعات من التحليل، إيجابية الحالة، وإصابتها بفيروس كورونا، وتم نقلها على الفور من مستشفى أسوان الجامعى إلى مستشفى العزل بالصداقة الجديدة فى حوالى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك، إلا أن الحالة توفيت أثناء محاولة علاجها داخل مستشفى العزل بالصداقة الجديدة، بعد أن مكثت نحو 15 ساعة داخل مستشفى أسوان الجامعى قبل نقلها إلى العزل.
وكيف تم التعامل مع الأقسام التى ترددت عليها المصابة داخل المستشفى ؟
كنوع من الإجراءات الوقائية والاحترازية تم اتخاذ قرار بإغلاق قسم الاستقبال وقسم العناية المركزة بمستشفى أسوان الجامعى لحين الانتهاء من إجراءات تعقيم وتطهير للمكان، ضمن الإجراءات الاحترازية التى تتخذها المستشفى للوقاية من انتشار فيروس كورونا، وبالتنسيق مع اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، والدكتور إيهاب حنفى، وكيل وزارة الصحة بأسوان، تم تحويل الحالات المرضية الجديدة إلى استقبال مستشفى التأمين الصحى وذلك بشكل مؤقت لحين الانتهاء من تعقيم وتطهير المستشفى الجامعى.
وهل هناك أشخاص خالطوا الحالة المصابة ؟ وكيف تم التعامل معهم أيضاً ؟
تم سحب عينات من المخالطين للحالة التى مكثت لأكثر من 15 ساعة داخل المستشفى، سواء من طاقم التمريض والأطباء والعاملين بمستشفى أسوان الجامعى، والبالغ عددهم 39 شخصاً، شملوا: 5 أطباء و32 تمريض واثنين من العاملين، وتم نقلهم إلى استراحة الجامعة بمنطقة صحارى بطريق مطار أسوان، كمكان للعزل وقضاء فترة الاشتباه المقدرة بـ14 يوماً لحين ظهور نتائج التحاليل اللازمة لهم، مع توفير إدارة الجامعة لكافة الرعاية لهم لحين ظهور نتائج التحاليل، والتى أظهرت النتائج الأولية لهم سلبية 12 عينة منهم، وجارى ظهور نتائج باقى التحاليل، ونقل المرضى من المستشفى إلى مستشفى الصدر بأسوان.
ومتى سيتم إعادة العمل بالمستشفى الجامعى مرة أخرى ؟
تم اتخاذ إجراءات التعقيم والرش والتطهير اللازمة لقسم الاستقبال وأيضاً قسم العناية المركزة، وسيتم إعادة العمل بالقسمين بالمستشفى خلال ساعات بعد الانتهاء من تقرير مدير مستشفى أسوان الجامعى.
هناك تكليفات من وزير التعليم العالى لرؤساء الجامعات بتحديد أماكن داخل المستشفيات الجامعية لتحويلها إلى مستشفيات عزل إذا لزم الأمر،، ماذا عن أسوان؟
بتوجيهات من وزارة التعليم العالى والبحث العلمى وإدارة المستشفيات الجامعية، تم تجهيز قسم بالكامل داخل مستشفى أسوان الجامعى له مداخل ومخارج منفصلة وغير قابل أن يتم فيه خرق أو احتكاك أو تزاحم، وهو قسم المسالك البولية بالمستشفى والذى يضم على 35 سريراً مجهزاً بالكامل ومدعم بـ30 جهاز تنفس صناعى جاهزة لأى احتياج خلال الفترة المقبلة.
كيف تعاملت جامعة أسوان مع أزمة "كورونا" منذ ظهورها ؟
منذ ظهور هذه الأزمة التى نتمنى من الله أن تزول عن أسوان ومصر والعالم أجمع، وإدارة الجامعة حريصة على توصيل المقررات الدراسية لأبنائها الطلاب، بداية من ظهور الأزمة وتعليق الدراسة بالجامعات بتاريخ 15 مارس الماضى، ومنذ ذلك التوقيت والمجلس الأعلى للجامعات برئاسة الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى، فى حالة انعقاد دائم مع رؤساء الجامعات عبر الفيديو كونفرانس للتواصل ومناقشة الوضع ومتابعة كل ما هو الجديد.
ونتيجة هذه الأزمة كان لابد على جامعة أسوان، أن تضع خطة لمعالجة الأمور أولاً بأول، ووضع سيناريوهات لما يتم باستمرار، من خلال تشكيل غرفة طوارئ أو "خلية أزمة" برئاسة رئيس الجامعة وعضوية عمداء الكليات ومديرى الإدارات وممثلى عن الرقابة الطبية ومكافحة العدوى بالمستشفى الجامعى للبدء على الفور فى اتخاذ الاحتياطات والإجراءات الوقائية بالتعاون مع محافظة أسوان ومديريتى الزراعة والصحة لتعقيم وتطهير الحرم الجامعى وجميع منشآت الجامعة من مدرجات وقاعات تدريس ومكاتب إدارية ومداخل ومخارج وبوابات تم تعقيمها ورشها بالكامل وفقاً لخطة مسبقة سواء المنشآت الخاصة بالجامعة بصحارى أو فرع أسوان الجديدة أو الفروع الأخرى للجامعة بأسوان، علاوة على التعقيم اليومى للمستشفى الجامعى، وتتم هذه الإجراءات استعداداً لما تقرره وزارة التعليم العالى فى شأن الدراسة بالجامعات خلال العام الدراسى الحالى سواء بعودة الطلاب للامتحانات فى شهر مايو أو تأجيلها أو بحسب ما يتراءى للوزارة.
وماذا عن خطة الجامعة فى توصيل المقررات الدراسية للطلاب خلال العام الدراسى الحالى؟
حرصنا وفقاً لتوجيهات وزير التعليم العالى، أن يتم تعويض الطلاب وتحصيل دروسهم بطريقة أخرى، وهى كانت فرصة لتطبيق التعليم عن بعد، أو التعليم الإلكترونى، من خلال إنشاء منصة إلكترونية لخدمة طلاب الجامعة، البالغ عددهم نحو 24 ألفا و500 طالب وطالبة موزعين على 19 كلية ومعهد البحوث والدراسات الأفريقية لدول حوض النيل، وتم رفع الجزء المتبقى من المقررات الدراسية التى لم يتم تحصيلها للطلاب فى الفترة ما بعد 15 مارس 2020 ، وتم رفع هذه المقررات بأكثر من صورة وبأشكال متنوعة "PDF ، Powe point ، Videos ، وغير ذلك، عن طريق أعضاء هيئة التدريس البالغ عددهم نحو 1300 عضو هيئة تدريس نجحوا فى رفع 98 % من المقررات الدراسية للمراحل المختلفة حتى درجات الليسانس والبكالوريوس والدراسات العليا والماجستير، وتم عمل حسابات خاصة بكل طالب وعضو هيئة تدريس، عن طريق الرقم القومى الخاص به.
هل يتم التفاعل من طلاب الجامعة لهذه المنصة الإلكترونية؟ وكيف ترصدون ذلك؟
هناك تفاعل إلكترونى كبير بين أعضاء هيئة التدريس وطلاب الجامعة والتى قدرتها الإحصائيات الإلكترونية لعداد الدخول بنحو ما يزيد عن 70 ألف طالب وطالبة من طلاب الجامعة حتى اليوم، وتم عمل جدول لبعض المقررات الدراسية لضبط مواعيد المواد العلمية والتى تم رفعها وإعدادها بشكل مميز، علاوة على وضع فيديوهات تسهيل للجانب العملى، وسيتم بحث طرق أخرى لتدريب الطالب على الجوانب العملية، وكل هذا يتم بالإشراف ومتابعة من وزير التعليم العالى بنفسه.
وهذه الأزمة رغم مساؤها إلا أن الجميل فيها هو الانطلاق نحو التعليم الإلكترونى واستخدام الانترنت بشكل فعال وأكثر إيجابية فى شتى الجامعات والمصالح الخدمية الأخرى.
هل الجامعة نفذت مبادرات مجتمعية ؟
جامعة أسوان نفذت أكثر من مبادرة منها "خليك فى بيتك" و"أنا فى المستشفى عشانك وخليك فى البيت عشانى" لكلية الطب، و"الإرادة والتحدى" بالتعاون مع محافظة أسوان وغيرها، علاوة على مبادرة طلاب قسم اللغة الإسبانية بكلية الألسن بالجامعة، بدعم الدولة التى يدرسون لغتها عن طريق الدعم المعنوى لهم، وهو ما لاقى إعجاب وإشادة من السفارة الإسبانية بالقاهرة والتى سلطت الضوء على مبادرة الطلاب خاصة بعد تناول اليوم السابع لها على موقعه الإلكترونى .
هل هناك رسالة توجهها إلى الطلاب أو المجتمع ؟
أوجه رسالة إلى طلاب الجامعة والمواطنين بشكل عام، مفادها نتمنى السلامة لأهلنا وللجميع، وعلى المواطنين أن يلتزموا بالتحذيرات التى حددتها الحكومة ووزارة الصحة والجهات المعنية، كما أن جامعة أسوان ومستشفاها الجامعى تعمل على قدم وساق وتقدم ما يطلب منها وما لا يطلب، وعلينا أن نضع أيدينا سوياً للعبور من هذه الأزمة، لأن الدولة المصرية حريصة على سلامة وصحة أبنائها وتبذل قصارى جهدها فى التصدى لهذه الأزمة ومنع تفشى الوباء، من خلال وضع سيناريوهات مختلفة للأزمة التى نتمنى أن نعبر منها جميعاً بسلام.