بعد انتشار فيروس كورونا ظهرت ازمة إلغاء الحجوزات بالفنادق بعد إلغاء الرحلات الجوية وتوقف قطاع السياحة فى أغلب دول العالم، الأمر الذى أدى إلى مشكلات وخسائر للقطاع الفندقى فى اغلب الدول، وظهور أزمات كبرى فى استرداد المبالغ المالية التى تٌثقل عاهل القطاع بالكامل فى وقت حرج.
ولذلك لجأت القطاعات الفندقية وبعض شركات السياحة فى أغلب الدول إلى مبادرات مبتكرة للحفاظ على الحجوزات التى تمت بالفعل لشهور مايو ويونيو والموسم الصيفى بالكامل، حيث دعت الفنادق والشركات عملائها بعدم إلغاء الحجوزات وإنما تأجيلها لشهر آخر أكثر أمانا مثل أكتوبر ونوفمبر وديسمبر حيث الموسم الشتوى المقبل، والذى من المتوقع أن يشهد عودة لحركة السياحة والسفر.
وتأتى تلك المبادرات فى محاولة للحد من خسائر القطاع السياحى المتواليه، بعد أن تأكد من مؤشرات انتشار فيروس كورونا المستجد أن الموسم الصيفى سيلحق أيضا بالمواسم السابقه له وخاصة الربيع، وقد يشهد استمرار لشلل حركة السياحة والسفر.
وبدأت دبى فى تطبيق تلك المبادرة من خلال رفع شعار "العميل أولا" حيث منحت العميل مجموعة من الاختيارات ليختار المناسب له دون غرامات، وشجعت الفنادق العملاء على تغيير حجوزاتهم في الوقت الذي يناسبهم بدون اي رسوم.
وتعامل القطاع الفندقي في دبي مع الظرف الحالى والتحديات التي فرضها فيروس كورونا بوضع استراتيجية "العميل أولا" من خلال اتباع سياسة مرنة مع العملاء والمجموعات السياحية التي قامت بالغاء او تغيير حجوزاتها، تتضمن توفير مجموعة من الخيارات التي تشتمل على الغاء الحجوزات او تغيير مواعيدها دون رسوم بهدف كسب العميل.
وقالت صحيفة البيان الاماراتية أن جميع الضيوف الآن يمكنهم إلغاء حجوزاتهم دون تكبد أي رسوم وذلك حتى 30 يونيو من العام الجاري، لافته إلى ان القطاع الفندقي في الامارات بشكل عام وفي دبي بشكل خاص اظهر مرونة كبيرة في التعاون مع العملاء خلال الظروف الحالية بهدف الحفاظ على ولائهم، وعلى الرغم من الضغوط التي يتعرض لها القطاع الفندقي خلال الفترة الحالية الا انه يحاول الخروج بحلول مرضية لجميع الاطرف.
وفى ألمانيا التى تعد أكبر سوق مٌصدر للسياحة فى أوروبا، أطلق الاتحاد الألماني للسياحة DRV حملة لتشجع المسافرين على تأجيل الرحلات التي حجزوها بالفعل وإعادة جدولتها إلى تاريخ لاحق بدلاً من إلغائها، وذلك فى محاولة لانقاذ الوضع بعد الخسائر المتلاحقة التى منى بها قطاع السياحة.
وتوقع الاتحاد الألماني للسياحة DRV خسارة في المبيعات السياحية في ألمانيا تبلغ 4,8 مليار يورو حتى نهاية أبريل القادم، وذلك بعد انتشار فيروس كورونا فى العالم، لافتا إلى أنه إذا استمرت الأزمة فإن الاحتياجات المالية للصناعة ستستمر في الزيادة.
وأوضح الاتحاد انه تم إلغاء جميع الحجوزات المقررة خلال الفترة القادمة، وبالتالي يجب على منظمي الرحلات السياحية إعادة الأموال المتعلقة بتلك الحجوزات الملغية إلى العملاء، مما يضع معظم الشركات في أزمة مالية خانقة مما استدعى تدخل الاتحاد DRV ومطالبته بدعم الدولة للشركات لمنع انهيارها.
وكان الاتحاد الألماني للسياحة DRV، قد قام باستطلاع كشف تراجع المبيعات فى السوق السياحى إلى 75%، فى حين ترى معظم الشركات السياحية التي شملها الاستطلاع أن نهاية التحديات الاقتصادية الحالية سوف تكون في النصف الثاني من العام على أقرب تقدير.
وقال نوربرت فيبج رئيس الاتحاد تعليقا على تلك النسبة أن "الناس الآن موسوسون وغير مستقرون ويحجمون في الوقت الراهن عن أي حجوزات سياحية ترقباً لما سيحدث"، ويضيف متفائلاً "السياحة مهمة جدًا بالنسبة للألمان، وأراهن على عام سياحي قوي في آخر لحظة"، حيث يتم محاصرة فيروس كورونا قريباً، وسوف تتعافى السياحة العالمية سريعاً وتعود كما كانت من قبل بل وسيحدث بها نمو غير مسبوق.
وفى مصر انضمت بعض الفنادق الشهيرة فى الغردقة وشرم الشيخ إلى المبادرة، حيث أعلنت عبر صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعى دعوة لعملائها بعدم إلغاء الحجز وتغيير موعده لوقت لاحق، وقالت الفنادق " لا تلغى حجزك فقط غير تواريخه للاستمتاع بجمال وسحر المقاصد السياحية فى مصر".
وبدأ كلاء السفر في جميع أنحاء البلاد على نطاق واسع لمساعدة عملائهم على تغيير الخطط لتجنب الفوضى، وانضمت أيضا شركات الطيران للمبادرة حيث أعلنت الخطوط الامريكية لعملائها "إذا كانت لديك تواريخ متاحة في الصيف أو حتى خارجها ، ففكر في تبديل عطلتك إلى تلك الأيام بدلاً من إلغاء رحلتك تمامًا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة