لم تتخل مصر يوما عن دورها الريادي فى القارة الافريقية، وذلك من خلال تقديم المساعدات والدعم لهم ليس فقط في مجال الموارد المائية بل في كافة المجلات فضلاً عن جهود وزارة الموارد المائية والرى من أجل تنمية علاقاتها الثنائية مع مختلف دول القارة خاصة دول حوض النيل، من خلال توظيف الوزارة لخبراتها وإمكانياتها في دعم هذا التوجه ولخدمة الدول الأفريقية الشقيقة في كافة المجالات المتعلقة بالموارد المائية .
و يمثل التعاون الثنائي لا سيما مع دول حوض النيل أحد المحاور الرئيسية في السياسة المصرية الخارجية، والتى تعتبر من أهم عوامل النجاح في دعم العلاقات المصرية مع دول حوض النيل من خلال تنفيذ مشروعات تنموية تعود بالنفع المباشر على دول حوض النيل .
أوضح تقرير أن وزارة الموارد المائية والرى خلال الفترة من يوليو إلى مارس من العام المالي الحالي بالعديد من النجاحات في ملف مشروعات التعاون الثنائى مع الدول الأفريقية ودول حوض النيل بصفة عامة من خلال تنفيذ مشروعات تنموية تعود بالنفع المباشر على مواطني القارة الأفريقية ومنها مشروعات التعاون الفني مع جمهورية جنوب السودان ، حيث يجرى حالياً تنفيذ عدد من مشروعات التنمية في مجال الموارد المائية بمنحة مصرية وتشمل تأثيث محطتي قياس المناسيب والتصرفات بمدينة منجلا ونيمولى على بحر الجبل تمهيداً لتشغيلها بصورة كاملة، وبدء عملية إنشاء 6 محطات مياه شرب جوفية في فبراير الماضى والتي تم التعاقد عليها مع احدى الشركات المتخصصة حيث تم الانتهاء من المسح الهيدروجيولوجي والجيوفيزيقي وإعداد الدراسات اللازمة و البدء في حفر البئر الأول في المستشفى القبطي بجوبا ومن المتوقع الانتهاء من البئر الأول في نهاية ابريل الحالى.
أما عن مشروعات التعاون مع أوغندا ، فقد تم البدء في تنفيذ مشروع إنشاء 5 سدود حصاد مياه الأمطار في أوغندا للاستفادة منها في الشرب والاستخدامات المنزلية وللثروة الحيوانية والذى يتكون من محطات لخزانات أرضية لتجميع مياه الأمطار ، كما يجرى حالياً التجهيز للمرحلة الثانية من مشروع درء مخاطر الفيضان بمقاطعة كسيسي والذي تم الانتهاء من المرحلة الأولى منه في فبراير 2018 حيث ساهم هذا المشروع في انقاد المنطقة من كوارث محققة حيث ساهمت الأعمال المنفذة في حماية الأرواح والممتلكات بمنطقة كاسيسى بغرب أوغندا فضلاً عن الإمكانية المستقبلية لاستغلال مياه الفيضان التي كانت تهدر وتتسبب في خسائر مادية وبشرية لقاطني المنطقة، وتهدف المرحلة الثانية إلى استكمال أعمال الحماية علاوة على أعمال تنموية أخرى مثل تأهيل مأخذ لمياه الشرب والحفاظ على التربة من الأكل وحماية جوانب النهر وإنشاء شبكة رصد هيدرولوجى على مجرى النهر كما يجرى حالياً التجهيز للمرحلة الخامسة من المشروع المصرى الأوغندي لمقاومة الحشائش المائية .
أوضح الدكتور أحمد بهاء الدين رئيس قطاع مياه النيل بأن القطاع يقوم بتنفيذ مشروعات التعاون مع الكونغو الديمقراطية وأثيوبيا ، حيث تم متابعة دراسة الطلبة الوافدين بمنح دراسية ضمن مشروعات التعاون الثنائى مع كلا البلدين حيث تم إيفاد طالب من دولة أثيوبيا لنيل درجة الدكتوراه بكلية الهندسة بجامعة القاهرة كذلك طالب كونغولي لنيل درجة الماجستير بكلية الهندسة جامعة القاهرة. والمشاركة في الوفد المصرى في زيارة إلى الكونغو الديمقراطية للتباحث مع الجانب الكونغولى حول إمكانية اشتراك مصر في تنفيذ المراحل القادمة من مشروع سد إنجا وكذلك تفعيل الربط الكهربائي مع سد إنجا في يناير 2020 ، فضلاً عن استقبال الكوادر الفنية من دول حوض النيل ضمن دبلومة معهد بحوث الهيدروليكا والقاء محاضرات عن تاريخ التعاون مع دول حوض النيل في يناير الماضى .
وأضاف بهاء الدين بأن الإدارة المركزية للتعاون الخارجي تقوم بالتنسيق والتعاون فيما يخص المياه العابرة للحدود ومتابعة الملفات الخاصة بالتعاون مع المنظمات العربية والإسلامية والأوربية والمتوسطية والدولية وغير ذلك من المنظمات ذات الصلة، وتمثل الإدارة المركزية للتعاون الخارجي وزارة الموارد المائية و الري على المستوى الفني في مجلس وزراء المياه الأفارقة، ومجلس وزراء المياه العرب، و الاتحاد من اجل المتوسط, وبرنامج تطوير البنية التحتية بأفريقيا PIDA، حيث قامت الإدارة بالإعداد والتنسيق والمشاركة في العديد من المحافل الدولية وتنظيمها لتقوية العلاقات الإقليمية مع دول القارة الأفريقية بالإضافة إلى مشاركتها في المحافل الدولية والعربية والإسلامية وكذلك إعداد سرد تاريخي وإنشاء قاعدة بيانات لتلك الاجتماعات والمحافل لدعم التنسيق المؤسسي لتلك المحافل، كما تشارك في برنامج تنمية البنية التحتية بافريقيا PIDA التابع لمفوضية الاتحاد الأفريقي بهدف وضع برامج لتنمية البنية التحتية في افريقيا في مجالات الطاقة والمياه والنقل والاتصالات عن طريق دعم تنفيذ العديد من المشروعات الهامة داخل القارة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة