قال الدكتور رضا حجازى، نائب وزير التربية والتعليم لشئون المعلمين، إن فيروس كورونا المستجد اجتاح حواجز الزمان والمكان وتزامن معه دعوات التعلم الإلكتروني للتحرر من الزمان والمكان وتمكين الطلاب من مواصلة التعلم واكتساب مهارات التعلم الذاتي والمستقل ومهارات العمل والتفكير الإبداعي والناقد.
وتابع نائب الوزير: قد أصبح من الضروري إتاحة الفرص للمتعلمين للتمكن من التعلم الذاتي، والتشجيع عليه من خلال الاستفادة التقنيات الحديثة والحاسب الآلي وبنك المعرفة وشبكة المعلومات الدولية والدخول علي المواقع الموثوق بها من أجل استكشاف المعارف والوصول اليها، هذه المهارات لم تعد من قبيل الرفاهية الآن بل صارت ضرورة ملحة.
وأوضح الدكتور رضا حجازى، أنه فى ظل التعليم الإلكتروني سوف يتعلم الطلاب خارج غرفة الصف مدعومين بأجهزة مختلفة، مستمعين لمعلمين من اختيارهم، كما لن تقتصر مهارات التعلم على استخدام الأوراق، بل سترتكز على أداء الطلاب في مجالهم، وأن التعليم لن يتلاشى ولكنه سيأخذ أشكالاً مختلفة، وفي هذا الصدد سوف نستعرض هنا مجموعة من المبادئ التي ستشكل مستقبل التعليم خلال السنوات العشرين القادمة.
وأكد حجازى: لم تعد المناهج الجاهزة والمفروضة من جهات عليا مناسبة للأجيال القادمة بل يجب أن تكون المناهج عبارة عن بناء اجتماعي متجدد ومفتوح السياق ويشارك في إعداده وبناءه الطلاب والمعلمين وتناسب مفردات العصر وتراعي مستجداته وتخاطب علوم المستقبل وتكون قادرة على تأهيل الطالب لما متوقع أن يستحدث من وظائف، وريادة الأعمال التحرر من الزمان والمكان وإتاحة فرص متعددة للتعلم خلال أيام الدراسة، ستكون هناك أوقات مختلفة، وأماكن متعددة.
وأشار إلى أن أدوات التعلم الإلكتروني تُوفر فرصاً للتعلم عن بعد، والتعلم الذاتي، فالفصول الدراسية ستصبح مقلوبة، بمعنى أن الجزء النظري من المنهج سيتم تعلمه خارج الفصل، بينما الجزء العملي يجب أن يدرس وجهاً لوجه وبشكل تفاعلي، ومع توفير أدوات تعليم تتوافق مع قدرات الطلاب وسيصبح الطلاب معززين بشكل إيجابي خلال عملية التعلم الفردية، وأن يتعلم كل متعلم وفق سرعته في التعلم وهنا يتحقق التأكيد على مبدأ مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين.
وأكد أنه سيكون بمقدور الطلاب تغيير عمليات تعلمهم وفقا للأدوات التي يشعرون أنها ضرورية بالنسبة لهم، وسيتعلم الطلاب بأجهزة مختلفة، وبرامج مختلفة، وتقنيات تعتمد على رغباتهم، موضحا أن المهن تتكيف مع مستقبل اقتصاد العمل الحر فطلاب اليوم سيتكيفون مع التعليم القائم على المشاريع، وهذا يعني أن عليهم تعلم كيفية استخدام مهاراتهم في فترات قصيرة وظروف متنوعة.
وتابع: ستعمل المدارس على توفير المزيد من الفرص للطلاب لاكتساب مهارات العالم الحقيقية والتي ستؤهلهم لوظائفهم، وهذا يعني أن المناهج ستخلق مساحة أكبر للطلاب لينخرطوا في التدريب الميداني، وقيادة المشاريع، والمشاريع التعاونية.
ولفت حجازى إلى أنه في العشرين سنة القادمة، متوقع أن يكون الطلاب أكثر استقلالية في عملية تعلمهم، وسيصبح التوجيه والإرشاد أساسيا لنجاح الطلاب، وسيشكل المعلمون نقطة مركزية في توجيه الطلاب للمعلومات الأساسية بين الكم الهائل من المعرفة ليشقوا طريقهم من خلالها، مما يتسق من توجهات العالم المتحضر في جعل الطالب هو مركز العملية التعليمية وليس المعلم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة