أردوغان يستغل كورونا لمواصلة قمع معارضيه.. كاتب تركى فى واشنطن بوست: الديكتاتور العثمانى يسعى لإبعاد الانتباه عن فشل الحكومة فى التعامل مع الوباء.. يقدم مشروع قانون يطلق سراح المجرمين ويبقى سجناء الرأى

الأحد، 12 أبريل 2020 06:00 ص
أردوغان يستغل كورونا لمواصلة قمع معارضيه.. كاتب تركى فى واشنطن بوست: الديكتاتور العثمانى يسعى لإبعاد الانتباه عن فشل الحكومة فى التعامل مع الوباء.. يقدم مشروع قانون يطلق سراح المجرمين ويبقى سجناء الرأى أردوغان يستغل أزمة كورونا
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 قالت صحيفة واشنطن بوست إن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يستغل تفشى وباء كورونا  لمواصلة قمع السجناء السياسيين.

 وأوضحت الصحيفة فى مقال لكان دوندار، رئيس تحرير جريدة جمهوريت التركية السابق، والذى يعيش الآن فى المنفى، فى مقاله بالصحيفة إن تركيا أصبحت الدولة التى بها أعلى معدل تزايد لحالات الإصابة بكورونا، وبلغت الإصابات المؤكدة فيها حوالى 50 ألف حالة مع ما يقرب من ألف وفاة منذ ظهور الوباء فيها فى العاشر من مارس. لكن بدلا من معالجة هذه الاتجاهات المقلقة، فإن البرلمان التركى مشغول بمناقشة قانون لإطلاق سراح 90 ألف مجرم من السجون، بينما يبقى السجناء السياسيين محبوسين.

 وتابع الكاتب قائلا إن أردوغان ضرب عدة عصافير بحجر واحد بطرح مشروع القانون هذا فى وقت أزمة. وهو يعيد توجيه الانتباه بعيدا عن معركة الحكومة غير الناجحة ضد كورونا، والتخفيف، على الأقل جزئيا، من الخطر الكبير الذى يمكن أن يسببه الفيروس للسجناء بخفض عدد الموجودين خلف الأسوار. لكن هناك مؤشرات على أنه سيستخدم مشروع القانون لخدمة أغراضه السياسية. وفى حين أن أطلق سراح بعض أنصاره، فإن لم يطلق سراح أيا من السجناء السياسيين فى تركيا المقدرة أعدادهم بعشرات الآلاف.

 وأوضح المقال أنه عندما وصل حزب أردوغان، العدالة والتنمية، إلى السلطة فى عام 2002، كان عدد المعتقلين والسجناء فى البلاد 60 ألف. وقد زاد الآن ليصل إلى ما يقرب من 300 ألف. أحد الأسباب الرئيسية لهذه الزيادة الكبيرة هو أن الحكومة تختلق جرائم جديدة، فمثلا هناك أكثر من 100 ألف شخص يواجهون تحقيقات بزعم إهانة الرئيس، وفقا لتقارير نقابة المحامين فى أنقرة.

وعندما أدى الضغط السياسى إلى إهانات جديدة، يتابع الكاتب، وأدت الإهانات إلى السجن، كان على الحكومة بناء 178 سجنا جديدا. لكن حتى هذا لم يكفى لاستيعاب عدد السجناء. والآن ومع الأحكام المعلقة، سيتم إطلاق سراح حوالى ثلث السجناء  المحبوسين فى الزنازين. لكن بالطبع، أولئك الذين أهانوا الرئيس ليس لهم عفو. وذلك لأن القضايا المرفوعة ضد معظمهم ليس لانتقاد الحكومة ولكن للانتماء إلى تنظيم إرهابى، وقد يواجه هؤلاء المدانون  سنوات أطول خلف القضبان، بمن فيهم الصحفيون الذين اعتقلوا بسبب تقاريرهم والكتاب المدانين لتعليقاتهم ونشطاء حقوق الإنسان المسجونين بسبب مشاركتهم فى احتجاج أو السياسيين المحتجزين لإلقاء خطب.

يأتى هذا فى الوقت الذى حذرت فيه منظمة الصحة العالمية، عن قلقها إزاء انتشار وباء كورونا فى تركيا، وذلك بعدما سجلت البلاد أعلى ارتفاع يومى فى حالات الإصابة الجديدة، الأربعاء. وبحسب ما ذكرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، فإن هانز كلوج، المدير الإقليمى للمنظمة لأوروبا، قال للصحفيين إن تركيا شهدت زيادة هائلة فى انتشار الفيروس خلال الأسبوع الماضى. وأشارت بلومبرج إلى أن هذه التصريحات تعد التحذير الأكثر خطورة من منظمة الصحة العالمية بشان تفشى الوباء فى تركيا.

بينما حذرت مجلة فورين بوليسى الأمريكية من أن وباء كورونا سيؤدى إلى تدمير اقتصاد تركيا، مشيرة إلى أن النظام المالى لأنقرة كان ضعيفا بالفعل قبل الوباء، إلا أن مزيجا من الدين الخارجى وأزمة الصحة العامة والرئيس الذى يختار أن يحمى سمعته بدلا من شعبه يمكن أن يمثل كارثة.

وقالت المجلة الأمريكية إن كوفيد 19 قد فاجأ الحكومات والقطاع الخاص فى كل دول العالم. لكن أردوغان، وطوال سنوات من سوء الإدارة السياسية والاقتصادية قد وضع بلده فى الموقف الأكثر ضعفا بين كل الأسواق الناشئة الكبرى. ولو أصر أردوغان على مضاعفة أخطاء الماضى، فإنه سيجلب المزيد من الدمار الاقتصادى لتركيا، وستسمر التداعيات المالية والجيوسياسية لذلك لما بعد نهاية الوباء.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة