ما حدث بالأمس فى قرية شبرا البهو، التابعة لمركز أجا بمحافظة الدقهلية، من اعتراض البعض على دفن الطبيبة المتوفية بفيروس كورونا شىء مؤسف وجريمة ضد الإنسانية، وتصرفات لم يعهدها من قبل الشعب المصرى المعروف بمروءته وشهامته.
هذا الفعل يجعلنا نتساءل عن سبب ذعر المواطنين لهذا الحد، ومن المسؤول عن ترسيخ هذه الشائعات فى عقولهم بأن المتوفى بمرض كورونا قد ينقل العدوى للأحياء، فى حين نفت مستشارة بـ"الصحة العالمية" ذلك قائلة، "كورونا لا ينتقل من الموتى بعد دفنهم بطريقة سليمة"، كما أوضحت أيضاً استشارية بمكافحة العدوى أن جثمان المتوفى بسبب كورونا غير معدٍ، لأنه مرض يخص الرئة وليس كالإيبولا على سبيل المثال.
ولابد أن نؤكد هنا على أن فيروس كورونا المستجد ليس وصمة عار أو جريمة، ما يدعى البعض للتنمر على المصابين وكأنهم منبوذين داخل المجتمع، فى الوقت المفترض أنهم فى أمس الحاجة للوقوف بجانبهم ومواساتهم والتخفيف عنهم، والترحم على من مات منهم، ومواساة اهلهم وذويهم.
وما لفت انتباهى وأثار إعجابي سرعة تفنيد ورد المؤسسات الدينية، وعلى رأسها الأزهر ودار الإفتاء والأوقاف على هذه الدعوات واستنكارها تماما أخلاقيا ودينيا، حيث قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب: "مشهد بعيد كل البعد عن الأخلاق والإنسانية والدين، فمن الخطورة بمكان أن تضيع الإنسانية وتطغى الأنانية، فيجوع المرء وجاره شبعان، ويموت ولا يجد من يدفنه"، مضيفاً "إن إنسانيتنا توجب على الجميع الالتزام بالتضامن الإنسانى، برفع الوصمة عن المرض وكفالة المتضررين وإكرام من ماتوا بسرعة دفنهم والدعاء لهم".
كما وضح أمين عام الفتوى بدار الإفتاء الدكتور خالد عمران، أنه فور توفى المسلم يكون له حق فى أعناقنا وهو تكريمه ودفنه، مشيرًا إلى أن المتوفى نتيجة إصابته بوباء فيروس كورونا المستجد يعد من الشهداء فى الشريعة الإسلامية".
وتأكيد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن احترام حرمة الميت وآدميته وإنسانيته واجب شرعى ووطنى وإنسانى، وقد مرت جنازة على سيدنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم)، فهبّ (صلى الله عليه وسلم) واقفا، فقيل له: إنها جنازة يهودى، فقال ( صلى الله عليه وسلم ) :" أليست نفسًا".
ونحن كإعلاميين وصحفيين نحاول محاربة الشائعات المتعلقة بفيروس كورونا المستجد بكل السبل، من خلال الاستضافات الدورية لمسئولى وزارة الصحة والمتخصصين فى المجال الطبي، للأخذ بتعليماتهم ونصائحهم وعرضها بكل الوسائل الممكنة على العامة، كما يقوم العلماء والشيوخ فى توضيح المفاهيم المتعلقة بالجانب الدينى تجاه معاملة المصاب والمتوفي، حتى لا يتكرر مثل هذا المشهد المحزن.
فى المقابل وما يؤكد رسوخ الأخلاق والقيم فى قلوب المصريين، لم يلتفت أهالى كفر الشيخ إلى ما فعله بعض مواطنى قرية شبرا البهو، حيث قاموا بأداء صلاة الجنازة صباح اليوم الأحد، على سيدة ضحية "كورونا"، حيث شهدت الجنازة التزام الأهالى الكامل، بشأن التوجيهات الخاصة بإجراء عملية الدفن لضحايا الفيروس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة