غضب الرئيس عبد الفتاح السيسى من عدم تطبيق الاجراءات الاحترازية لحماية العمال فى أحد مواقع المشروعات الانشائية مؤخرا له ما يبرره.. فليس من المقبول أو المعقول أن تقوم الدولة بكل هذه المجهودات لحماية المواطنين وحماية البلاد من فيروس كورونا بصورة أكثر من رائعة ثم يأتى سلوك صغير من أحد المسئولين الصغار لم ينفذ التعليمات لخدش هذه الصورة.
الرسالة من الزيارات التفقدية المستمرة من الرئيس بنفسه لمواقع العمل أو فى أى مكان آخر كانت واضحة.. فالرئيس لن يسمح بأى خلل فى منظومة الأداء الشامل فى خطة المواجهة والتعليمات والقرارات ينبغى تنفيذها ليس فى القمة فقط بل الأهم والضرورى أن تلتزم بها القاعدة سواء فى المشروعات أو فى القرى والمدن الصغيرة والمحافظات.. كما أن الرئيس بتفقده وزياراته للمواقع يؤكد أن عجلة العمل والانتاج لن تتوقف بالتالى لا بد من الاهتمام الكافى لحماية العمال فى مواقع العمل والانتاج.. فالدولة تحارب على جبهة المرض بالإجراءات والقرارات المطلوبة، وتحارب أيضا على جبهة العمل باستمرارية الانتاج لتحقيق أهداف التنمية وفقا للجدول الزمنى لها.
زيارات الرئيس عبد الفتاح السيسى أيضا لها رسالة مهمة وقد كررها مرات عدة فى خطاباته للشعب وهى قضية الوعى ..ويبدو أن الأزمة الحالية ايضا افرزت درسا مهما للغاية يتعلق بالوعى الطبى والأخلاقى والانسانى وهى قضية مهمة للغاية طالما أن الحكومة قد بدأت فى تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل، فالمسألة لا تتعلق فقط بالعلاج ولكنها كما تعلمنا فى الماضى بأن الوقاية تسبق العلاج وهى خير منه أحيانا كثيرا ، فالوعى الصحى جزء مهم من الوعى العام وأظن أن ما حدث فى قرية البهو مركز أجا بمحافظة الدقهلية وغيرها من بعض القرى الآخرى هو خير دليل ومؤشر على ذلك . فعدم الوعى- ولن أقول الجهل- وتدنى الثقافة الطبية هو من جعل أهالى القرية يتجمهرون ويرفضون دفن شهيدة الواجب الطبيبة عبد العظيم فى مدافن القرية خوفا من العدوى.. وهى التى ضحت بروحها لعلاج أهلها وانتهى الامر بتدخل الأمن بعد مناقشات ومشاورات. وهنا وجب تقديم واجب الشكر للدكتور أيمن مختار محافظ الدقهلية، الذى قرر إطلاق اسم الدكتورة سونيا ضحية كورونا على مدرسة شبرا البهو مركز أجا ليصبح اسمها مدرسة الدكتورة سونيا عبد العظيم عارف الابتدائية وذلك تخليدا لذكراها وتقديرا لعطائها.
ويبدو أن صدى الحملات التوعوية لدعم الجيش الابيض من الاطباء لم تصل الى القاعدة من الناس فى الريف وهنا يبرز دور القيادات الشعبية وقادة الرأى فى هذه المناطق ودورها فى توعية الناس وربطها بكافة الحملات التى تدشنها الحكومة أو المنظمات الأهلية أو وسائل الاعلام.. وفى الاخير ستصل بنا القضية وبصراحة شديدة إلى الدور التى تقوم به المحليات فى مصر.
فى السابق كنا نعانى من أداء القمة الحاكمة فى مصر وأداءها الباهت.. الآن نحن أمام مطلب حيوى وهو إعادة تأهيل وإصلاح القاعدة الشعبية.
الخارج قبل الداخل أشاد بأداء القيادة السياسية والحكومة فى مصر وأبدى اعجابه الشديد بإدارة الأزمة فى التعامل مع فيروس كورونا حتى أصبح هذا الأداء نموذجا يحتذى به كثير من دول العالم، فحزمة القرارات والإجراءات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والأمنية والتجارية التى اتخذتها الدولة المصرية في إدارة الأزمة يجب أن تدرس سواء فى الأزمة أو بعد الأزمة.