أكرم القصاص - علا الشافعي

"نيويورك تايمز" تنشر تفاصيل حول إخفاق ترامب فى التعامل مع كورونا..عملية اتخاذ القرار فى مواجهة الوباء تأثرت بخلاف داخل الإدارة إزاء التعامل مع الصين..والرئيس الأمريكى تعامل بشكوك مع مسئولى حكومته بعد مساعى عزله

الأحد، 12 أبريل 2020 08:30 م
"نيويورك تايمز" تنشر تفاصيل حول إخفاق ترامب فى التعامل مع كورونا..عملية اتخاذ القرار فى مواجهة الوباء تأثرت بخلاف داخل الإدارة إزاء التعامل مع الصين..والرئيس الأمريكى تعامل بشكوك مع مسئولى حكومته بعد مساعى عزله ترامب والبيت الابيض
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا تزال الصحف الأمريكية تحمل الرئيس دونالد ترامب مسئولية الوضع المأسوى الذى وصلت إليه الولايات المتحدة مع تفشى وباء كورونا، حيث أصبحت  البلاد أكبر بؤرة للوباء على مستوى العالم سواء من حيث عدد الإصابات المقدر بمئات الآلاف أو الوفيات التى كسرت حاجز الـ 20 ألفا.

 

 ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تحقيقا عن فشل ترامب فى التعامل مع الوباء بشكل مبكر، وقالت إنه كان بإمكانة رؤية ما هو قادم، فقد تم تحذيره بشأن الجائحة إلا أن الانقسامات الداخلية وغياب التخطيط وإيمانه بغرائزه الخاصة قد أدى إلى توقف الاستجابة.

 

وتقول الصحيفة إن د.كارتر  ميكير، المستشار الطبى رفيع المستوى فى وزارة شئون المحاربين كتب فى 28 يناير رسالة بريد إلكترونى إلى مجموعة من خبراء الصحة العامة من الحكومة والجامعات يقول: "أى طريقة يتم خفضه بها، فإن هذا سيكون سيئا"، حجم التفشى المتوقع يبدو بالفعل من الصعب تصديقه.

 وبعد أسبوع من تسجيل أول إصابة بكورونا فى الولايات المتحدة، وبعد ستة أسابيع من قيام الرئيس ترامب بالتحرك القوى لمواجهة الخطر الذى تواجهه البلاد، وهو الوباء الذى من المتوقع أن يودى بحياة  عشرات الآلاف من الأمريكيين،  كان ميكر يحث الصفوف العليا فى جهاز الصحة العام للاستيقاظ والإعداد لإمكانية القيام بإجراءات أقوى.

 

 ولم يكن هذا هو الصوت الوحيد، كما تقول الصحيفة. فبينما قلل ترامب مرارا خلال شهر يناير من خطورة الفيروس وركز على قضايا أخرى، حددت مجموعة من الشخصيات داخل حكومته، من كبار مستشارى البيت الأبيض إلى الخبراء فى الوكالات الحكومية وأجهزة الاستخبارات، التهديد، ودقوا أجراس الإنذار وأوضحوا الحاجة غلى عمل قوى.

 

لكن ترامب كان بطيئا ليلاحظ حجم الخطر والتحرك وفقا لذلك، وركز بدلا من ذلك على التحكم فى الرسالة وحماية المكاسب فى الاقتصاد وعارض التحذيرات القادمة من كبار المسئولين، وكانت تلك مشكلة قال إنها جاءت من العدم ولم يكن من الممكن توقعها.

 

 وحتى بعد أن اتخذ ترامب أو إجراء ملموس له فى نهاية يناير، بفرض قيود على السفر من الصين، كان على الصحة العامة فى كثير من الأحيان أن تنافس الاعتبارات الاقتصادية والسياسية فى المناقشات الداخلية، مما أبطأ الطريق نحو القرارات المتأخرة لطلب المزيد من المال من الكونجرس والحصول على الإمدادات اللازمة ومعالجة النقص فى الاختبارات والتحرك فى نهاية الأمر لإبقاء أغلب الأمريكيين فى منازلهم.

 

ومع حدوث تلك الأحداث فى أعقاب محاولات عزله من قبل مجلس النواب ومحاكمته فى مجلس الشيوخ، كانت استجابة ترامب يشوبها الشكوك والازدراء مما اعتبره الدولة العميقة. كما أن عملية اتخاذ القرار شابهها تعقيد بخلافات قديمة داخل الإدارة حول كيفية التعامل مع الصين.

 ففى البداية تراجع الفيروس أمام الرغبة فى عدم إزعاج بكين خلال محادثات التجارة، لكن فى وقت لاحق أدى الاندفاع نحو إحراز نقاط ضد بكين، القوتين الرائدين فى العالم نحو مزيد من الانقسام، وهما تواجهان أحد التهديدات العالمية الحقيقية الأولى فى القرن الحادى والعشرين.

 

 وتقول نيويورك تايمز إن عشرات المقابلات مع المسئولين الحاليين ولسابقين ومراجعة رسائل بريد إلكترونى وسجلات أخرى  كشفت تفاصيل تنشر لأول مرة وصورة أكبر لأسباب ومدى توقف الاستجابة لتفشى الوباء القاتل.

 

 ومن بين التفاصيل التى نشرتها الصحيفة أن مكتب مجلس الأمن القومى المسئول عن تتبع الأوبئة تلقى تقارير استخباراتية فى أوائل يناير تتنبأ بانتشار الفيروس إلى الولايات المتحدة، وفى غضون أسابيع تم طرح خيارات مثل إبقاء الأمريكيين فى منازلهم وإغلاق مدن بحجم شياغو، لكن ترامب لم يطبق هذه الإجراءات إلا فى مارس.

ورغم إنكار ترامب، فقد تم إخباره فى 29 يناير فى مذكرة أعدها مستشاره التجارى بيرت نافارو، تحدد بالتفصيل المخاطر المحتملة لوباء كورونا، ومنها وفاة نصف مليون شخص وخسائر اقتصادية بتريليونات الدولارات.

 

 كما أشارت الصحيفة إلى أنه فى الأسبوع الثالث من شهر فبراير، خلص كبار خبراء الصحة العامة فى الغدارة إلى أنهم يجب أن يوصو ترامب بإتباع نهج جديد يتضمن تحذير للشعب الأمريكى من المخاطر والحث على اتخاذ خطوات مثل الابتعاد الاجتماعى والبقاء فى المنزل. لكن البيت الأبيض ركز بدلا من ذلك على  الرسائل ومضت أسابيع قبل أن يتم قبول آراء الخبراء بتردد من قبل الرئيس، وكان الوقت قد مضى حتى انتشار الفيروس.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة