أكرم القصاص - علا الشافعي

"الحق ونصرة الفقير" ضمن بردية نادرة بـ كتاب يقرأه محمد صلاح.. اعرف التفاصيل

الإثنين، 13 أبريل 2020 09:00 م
"الحق ونصرة الفقير" ضمن بردية نادرة بـ كتاب يقرأه محمد صلاح.. اعرف التفاصيل محمد صلاح
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

التاريخ المصرى القديم يجذب كل الأفراد حول العالم، لما يحمل بين طياته الكثير والكثير من الحكايات عبر الزمان، والكثير حول العالم يحرصون على اقتناء الكتب المختصة فى علم المصريات، كما أن جميع المصريين يعشقون تاريخهم فهم يستمعون لمن يحكى حكاية مصرية قديمة بكل تركيز، وأخرون يقتنون الكتب لقراءة حول هذا التاريخ، فمؤخرًا  نشر النجم محمد صلاح، لاعب ليفربول الإنجليزى ومنتخب مصر الوطنى، "استورى" على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "انستجرام"، لكتاب "مصر الفرعونية" للدكتور أحمد فخرى، وهو من أبرز المؤلفات فى علم المصريات والحضارة المصرية القديمة، والصادر عن مكتبة الأسرة، ونشر للمرة الأولى عام 1957م، ويحتوى هذه الكتاب جانب مهم وهى بردية تعد من المصادر القديمة التى تحوى العديد من النصائح والتوجيهات من ملك لأبنه الذى سيخلفه فى الحكم، وتوجد تلك البردية فى متحف لبنجراد.

البردية التى تحدثنا عنه فى المقدمة السابقة من أهم المصادر القديمة لدراسة الحالة فى مصر فى أواخر أيام إهناسيا، تلك البردية التى تحتوى على النصائح والتوجيهات التى وجهها الملك أختوى الرابع "خيتى" إلى ابنه الملك مريكارع، وهذه البردية فى متحف لبنجراد والنسخة الحالية من عصر الأسرة الـ 18 لأن المصريين فى تلك الفترة عنوا عناية كبرى بالآداب القديمة، وكانت هذه القطعة الأدبية من القطع المحببة إليهم لمتانة أسلوبها وجمال معانيها، وليست نسخة متحف الإرميتاج بليننجراد هى النسخة الوحيدة بل توجد نسختان أخريتان ولكنهما ليستا كاملتين مثلها، وأول من نشر هذه البردية جولينيشف فى عام 1913 وظهرت لها ترجمات كثيرة فى اللغات المختلفة .

من هو "أختوى"؟

ولكن قبل الخوض فى تفاصيل البردية نود أولا أن نستعرض من هو أختوى الرابع هو ملك جلس على عرش إهناسيا بعد "نفر كارع"، وأختوى هو "واج كارع" ملك حازم أحد ملوك الأسرة التاسعة، وبدأ هذا الملك فى تطهير الدلتا من الفوضى السائدة فيها بسبب وجود عصابات البدو التى كانت تنشر الفزع وتنهب الناس، وبعد أن أستتب له الأمر بعض الشئ أردا أن يتخلص من أمراء طيبة وحلفائهم فى الجنوب فحدثت حرب بين الفريقين دارت رحاها فى إقليم ثينيس "ثنى" على مقربة من أبيدوس، انتصر فيها الإهناسيون بمعونة أمراء أسيوط ولكن الطيبين عادوا فاسترجعوا ما فقدوه تحت قيادة "واح عنخ ـ إنيوتف" الذى لم يكتف باستعادة حصن ثينيس بل تقدم شمالا حتى استولى على مدينة كوم اشقاو "أفرود يتوبوليس" فى الإقليم العاشر من أقاليم الصعيد أى إلى حدود إقليم أسيوط نفسه.

نصائح أختوى لابنه الملك مريكارع

خلف أختوى وصيته لابنه، تلك الوصية تلقى ضوءًا كبيرًا على ذلك العصر، وفى البردية كثيرًا من المعلومات المهمة عن ذلك العصر الغامض يحاول أختوى أن يعطى خلاصة تجاربه لابنه حتى لا يقع فيما وقع فيه هو من أخطاء، ويبدأ هذه النصائح بتحذير ابنه من أى تابع له يكثر من الكلام ووراءه أتباع كثيرون فإن هذه الشخص يسبب الانقسام بين الناس، وينصحه بقوله :"اقتله، امح ذكراه (هو) واتباعه الذين يحبونه، ويوصى ابنه بعد ذلك بأن يكون فنانًا فى الحديث، لأن اللسان كالسيف للإنسان، وينصحه بأن ينهج سبيل آبائه وأجداده وأن يكثر من قراءة ما خلفوه من كتب الحكمة وألا يفعل الشر وأن يتحلى بالصبر ويترك وراءه ذكرى حسنه من حب الناس له.

كما يحذر أختوى ابنه من الطمع ونصحه بأن يعتنى بتثبيت حدوده، وأن يعلى من شأن رجاله ويقويهم، لأن الغنى فى غير حاجة لمحاباة غيره، أما الفقير فإنه لا يقول الحق الذى يؤمن به وإنما يحابى من يملك شيئا يعطيه له، يقول لابنه :"ما أعظم الشخص العظيم عندما يكون رجاله المقربون عظماء، وما أشجع الملك الذى يكون له رجال بلاط، وما اعظم وأقوى الذى يكون له نبلاء كثيرون، ويكثر من نصح ابنه لاتباع جادة الحق وإقامة العدل ويحذره من ظلم الأرملة، ويوصيخ وصية حازمة بقوله "حاذر من أن تعاقب الناس دون خطأ جنوه، لا تقتل فإن ذلك لا يجديك شيئا ولكن عاقب بالضرب والاعتقال فتصلح المور فى البلاد، اللهم إلا الثائر عيك الذى تتثبت من أمره".

ويقول عالم المصريات الدكتور أحمد فخرى، لول مرة فى تاريخ مصر نقرأ فى تلك النصائح عن وجود محكمة بعد الموت يقف أمامها الإنسان صاغرًا ولا ينفعه أمام قضائها إلى العمل الصالح، "فإن أعماله توضح مكدسة إلى جواره"، ويشير أختوى إلى الشباب فينصح أبنه بالعناية بهم وتقربهم منه، وأن يمنحهم الحقول ويكافئهم بإعطائهم بعض الماشية ولكنه يحذره بشدةمن أن يميز ابن شخص غنى على ابن شخص فقير، بل يجب أن يقدر كل إنسان حسب كفاءته الشخصية.

كما يوصى ابن بالإكثار من إقامة المنشآت الدينية وترتيب القرابين، وأن يرضى اله فإن الله يعرف الذين يعملون من أجله، ثم يتدرج بعد ذلك إلى ذكر ما كان حادثًا فى مصر من انقسان فيقول لأبنه: إنه لا يخلو أحد من وجود أعداء له، وأن الأعداء فى داخل مصر لا يهدأون، ثم يشفع ذلك بقوله "إن القدماء قد تنبأوا بأن جيلا سيظلم جيلا آخر وأن مصر ستحارب حتى فى الجبانه وتهدم القبور، لقد فعلت ذلك وأصابنى ما يصيب من يعصى أمر الله".

تلك البردية التى كتبها أختوى الرابع لابنه لا تمدنا فقط بتلك المعلومات الهامة عن الحالة الداخلية فى البلاد بل تمدنا بما هو أهم من ذلك، وهو ظهور تلك النغمة الجديدة من التواضع، فلم يعد الملك ذلك الإله المترفع الجبار الحاكم فوق البشر، بل أصبح شخصا يتحدث عن ضعفه ويردد عبارات ندمه كسائر البشر.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة