السلطان المملوكى طومان باى، آخر سلاطين المماليك، وكان المصريون يحبونه كثيرًا، وقد قف فى وجه العثمانى سليم الأول بكل شجاعة، لكن الخيانة جعلت سليم الأول ينال من السلطان طومان باى، الذى أعدم فى مثل هذا اليوم من عام 1517م، فمن الذى أوقع به، وسلم رأسه للغازى العثمانى؟
بعد آخر معركة دارت بين طومان باى وسليم الأول وهى الموقعة التى دارت بقرب "وردان" يوم الخميس 10 ربيع الأول 923 هـ / 1517م"، دارت الدائرة أولا على العثمانيين وقتل منهم مقتلة عظيمة، إلا أن نيران المدافع والبنادق العثمانية أوقعت بجيش المصريين وكانت هذه هى المعركة الخامسة التى دافع فيها المصريون المماليك عن بلادهم، وذهب طومان باى إلى أحد رؤساء الأعراب بالبحيرة المدعو "حسن بن مرعى" وكان له عليه أياد عظيمة، فاختفى عنده.
وجاء فى كتاب "تاريخ مصر من الفتح العثمانى إلى قبيل الوقت الحاضر" للباحث عمر الإسكندرانى وسليم حسن، أنه عندما قرر طومان باى الاختفاء عند ذلك الرجل استحلفه أن لا يخونه، ولكن الأخير نقض الحلف وكاشف السلطان سليم بأمره، فأرسل إليه عسكرًا قبضوا عليه منتكرًا فى زى الأعراب، وجاءوا به إلى السلطان سليم، فحين رآه قام له وعاتبه ببعض الكلام وبقى معه فى معسكره 17 يومًا يحضر مجلسه ويسائله سليم الأول عن شئون مصر وإدارتها وسياسة أهلها وكيفية ريها وجباية خراجها، وبقية أمورها.
وفى يوم 21 ربيع الأول عان 923 هـ/ 1517م"، أمر سليم الأول أن يعودوا بطومان باى إلى القاهرة، فدخلوا به وهو بزى الأعراب من جهة شارع أمير الجيوش إلى الرقوقية، حتى إذا صار تحت باب زويلة أنزلوه عن فرسه، وكان لا يدرى ماذا يصنع به، فلما رأى الحبال مدلاة من حلقة الباب على أنه مشنوق، فتشهد وقرأ الفاتحة وسأل الناس أن يقرءوا له الفاتحة، وشنق بين ضجيج الناس عليه بالبكاء، ويقى مصلوبًا 3 أيام، ثم أنزل ودفن خلف مدرسة الغورى وكان بعمر 44 عامًا، ولم يشنق ممن حكم مصر من الخلفاء والسلاطين سلطان غيره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة