تعد الفيديوهات والأنباء العاجلة مجهولة المصدر، والتى يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعى، الفخ الأكثر خطورة على وسائل الإعلام المرئية والمقروءة الذى ينصبه المضللون بمعلومات أو لقطات مصورة مثيرة تجذب المتابع، سواء كان مشاهد عادى أو إعلامى.
لكن تكمن المشكلة الحقيقية هنا، عندما تتداول القنوات الفضائية التى يشاهدها ملايين الأشخاص، مقطع فيديو منسوب بشكل مضلل لواقعة غير حقيقية، ما يساعد على سرعة انتشاره دون التحقق من صحته.
الفيديو الصحيح لمظاهرة يهود فى مدينة القدس عام 2017
وتقع القنوات الفضائية المحلية والعربية، فى فخ الفيديوهات واللقطات المصورة المفبركة بسبب الحبكة الزمنية التى يعتمد عليها مروج المقطع المصور أو المعلومة، إضافة لعدم اعتماد تلك القنوات على الوسائل التكنولوجية الحديثة المتاحة للجميع، للتأكد من صحة الفيديو أو الصور المنسوبة لواقعة ما على عكس الواقع.
Watch as staff at Barnet Hospital clap and cheer 94-year old patient Dennis Palmer as he leaves hospital after recovering from COVID-19. Congratulations to Dennis and well done to all the heroes at Barnet who cared for him! pic.twitter.com/6cg8TtTslV
— Royal Free London (@RoyalFreeNHS) April 9, 2020
Amazing to see
— Inside Mill Hill (@InsideMillHill) April 10, 2020
Yesterday at Barnet hospital a 94 year old patient has been discharged having beaten #COVIDー19 Safe to say he got a standing ovation
The NHS are heroes#BarnetHospital #RoyalFreeLondonNHS #NHSheroes #NHSheroes #NHSThankYou @BarnetCouncil @NHSEnglandLDN @NHS pic.twitter.com/ya1bFbNaQO
الفيديوهات الصحيحة لخروج مواطن من مستشفى بريطانى بعد تعافيه من كورونا
فعندما نتحدث على سبيل المثال عن إجراءات حظر التجول والإغلاق المتبعة فى كثير من الدول فى ظل الأزمة الحالية لانتشار فيروس كورونا المستجد، وفى المقابل يتم الترويج عبر فيديو عن استخدام القوة من قبل الشرطة تجاه تجمع أو مظاهرة أو جنازة حاشدة، سيكون من السهل على المتابعين لمنصات السوشيال ميديا تصديق الأمر، وما يعطى الواقعة مصداقية أكبر عرض الفيديو عبر قناة فضائية مشهورة يثق فيها الجمهور، وهنا تكمن الخطورة التى توجب على العاملين فى وسائل الإعلام التريث فى تناول المعلومات والتأكد منها قبل إذاعتها على الجمهور.
وفى واقعتين متتاليتين خلال الأسبوع الماضى، نشرت قنوات فضائية محلية وعربية، مقطع فيديو لاستخدام قوات شرطة خراطيم ضخ مياه قوية لتفريق تجمع لليهود الأرثوذوكس، وعرضت القنوات هذا الفيديو، لافتة إلى الفيديو يعود لمشاركة يهود فى مدينة نيويورك الأمريكية بجنازة، وعندما لم يستجيبوا للتعليمات بضرورة التفرق كون المشاركة فى هذه الجنازة أمر مخالف لإجراءات الحجر الصحى المتبع للحد من انتشار فيروس كورونا، اضطرت الشرطة لاستخدام خراطيم ضخ المياه لتفريق المشاركين فى الجنازة.
لكن بالبحث، نكتشف أن مقطع الفيديو المتداول لتفريق مجموعة من الأشخاص يرتدون ملابس اليهود، يعود لشهر نوفمبر 2017، وكان فى مدينة القدس وليس نيويورك الأمريكية، حيث تجمع حينها مجموعة من اليهود المتطرفين للمشاركة فى احتجاجات والتى تعاملت معها الشرطة الإسرائيلية بخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين واعتقلوا حينها عدد منهم.
وقد ساعد فى تضليل القنوات الفضائية والمواقع الإخبارية الناقلة لمقطع الفيديو عنها بالتبعية، أنه قبل عدة أيام، نشر فيديو يرصد تشييع العشرات من اليهود الأرثوذكس جنازة في ضاحية بروكلين بمدينة نيويورك، غير ملتزمين بتدابير التباعد الاجتماعى، لذا وقعت القنوات فى فخ الفيديو المضلل من بعده لتشابه الملابس والتجمع، ولكن دون أن يدققوا البحث للتأكد من صحة الفيديو والواقعة التى لم تحدث قط.
ولم تكن هذه هى الواقعة الوحيدة للوقوع القنوات الفضائية فى فخ فيديو مضلل، ففى الأسبوع ذاته، وقبل يوم تقريبًا، خرج رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون، من المستشفى عقب شفائه من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ولم يمر وقت طويل حتى تم تداول مقطع فيديو لمريض – تم تعريفه بأنه جونسون - ينام على سرير بالمستشفى والذى يدفعه ممرضين، حيث كان المريض فى طريقه للخروج بعد شفائه من كورونا، وعلى جانبى الممر يقف الأطباء والممرضات، وهم يصفقون لتحية المريض المتعافى.
بدورها نقلت القنوات الفضائية، مقطع الفيديو المضلل وأذاعت أن هذا المشهد الذى يقف فيه الأطباء والممرضات للتصفيق للمريض قبل خروجه من المستشفى، كان لرئيس الوزراء البريطانى الذى تعافى لتوه من الفيروس التاجى، واستغل مروج هذا الفخ على الشعر الأشقر للمريض المغطى وجهه بالقناع الطبى "الكمامة".
وبالبحث والتدقيق أيضًا، نكتشف أن المريض على السرير كان بالفعل أحد المتعافين فى بريطانيا من فيروس كورونا المستجد، لكنه ليس رئيس الوزراء بوريس جونسون، بينما كان مريضًا يبلغ من العمر 94 عامًا، وفور تعافيه من الفيروس القاتل، كان فى طريقه للخروج من مستشفى بارنت، وأثناء مغادرته حرص الفريق الطبى المعالج على تحيته بالتصفيق لانتصاره على المرض.