حصل الكاتب الجزائرى عبد الوهاب عيساوى، على الجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" فى دورتها الثالثة عشر، عن روايته "الديوان الإسبرطى" الصادرة عن دار ميم للنشر في الجزائر، والتى تتحدث عن خمس شخصيات تتشابك فى فضاء زمنى ما بين 1815 إلى 1833، فى مدينة المحروسة، الجزائر.
أول تلك الشخصيات الخمسة الصحفي ديبون الذي جاء في ركاب الحملة على الجزائر كمراسل صحفى، وكافيار الذي كان جندياً في جيش نابليون ليجد نفسه أسيراً في الجزائر، ثم مخططاً للحملة، شخصيات جزائرية تتباين مواقفها من الوجود العثماني في الجزائر، وكما تختلف في طريقة التعامل مع الفرنسيين، يميل ابن ميار إلى السياسة كوسيلة لبناء العلاقات مع بني عثمان، وحتى الفرنسيين، بينما لحمة السلاوي وجهة نظر أخرى، الثورة هي الوسيلة الوحيدة للتغيير.
أما الشخصية الخامسة فهي دوجة، المعلقة بين كل هؤلاء، تنظر إلى تحولات المحروسة ولكنها لا تستطيع إلا أن تكون جزءا منها، مرغمة لأنه من يعيش في المحروسة ليس عليه إلا أن يسير وفق شروطها أو عليه الرحيل.
عالجت الرواية قضية التواجد العثمانى فى الجزائر الذى يبقى مشرعا على أسئلة لا تنتهى، ونقاط ظلى قد تحتاج إلى كثير من "الجرأة" للوقوف على حقائق قد تكون صادمة خصوصاً فى ظل الأحداث التى تعرفها الساحة العربيّة وبروز الدور العثماني الجديد كرقم مؤثر بشكل أو بآخر فى كثير من النزاعات، فهل جاء الزمن لتسمية الحقائق بمسمياتها، والتأكيد على أن التواجد العثماني بالجزائر كان شكلاً من أشكال الاستعمار تحت غطاء الحماية مثلاً؟ أم هو بمثابة "محرم انتدبته الجزائر لنفسها؟.
الرواية تحاول "النبش" في هذا "الطابو" التاريخى من وجهات نظر مختلفة، فهي بتعبير لوكاتش تثير الحاضر بوصف تاريخنا السابق ليس بإعادة سرد الوقائع التاريخية كما هي -دور المؤرخ مثلاً- ولكن بمعايشة الدوافع الاجتماعية والإنسانية التي أدت بهم إلى التفكير والتصرف بذلك الشكل ولن يكون ذلك طبعاً بتبرير تلك الأعمال وإنما بوضع مخرجات لها ظاهرة أو مضمرة استطاعت رواية "الديوان الإسبرطى" إثارتها بامتياز.