اعتبر قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن خميس العهد هو اليوم الذى أسس فيه السيد المسيح لفضيلة التواضع حين غسل أرجل تلاميذه مؤكدا: الحياة الصاخبة تلهينا عن التواضع وجاهدوا أنفسكم لأجل ذلك.
وقال البابا تواضروس فى عظة قداس خميس العهد الذى صلاه البابا بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، إن السيد المسيح فى هذا اليوم صنع خمسة أفعال تمم الشريعة من خلال الفصح وأكل الفصح مع تلاميذه، الفصح يعنى العبور وقد تناول عشاء الفصح وقد كان العشاء الأخير أما العمل الثانى هو أن قدم لنا أهم فضيلة فى المسيحية وهى التواضع بعدما قام وغسل أرجل تلاميذه بينما الأمر الثالث هو أن أسس المسيح الكنيسة من خلال سر التناول أو الافخارستيا الذى تقوم عليه الكنيسة فى صلاة القداس، كذلك فإن الأمر الرابع هو أن المسيح تحدث مطولا عن حديث العلية وهو حديث طويل، ويأتى الأمر الخامس وهو أن صلى المسيح الصلاة الوداعية وينفرد بها القديس يوحنا الحبيب التلميذ الذى كان المسيح يحبه، وتعتبر هذه الصلاة قدس العهد الجديد ولديها معانى عميقة وترسم حياة الكنيسة.
وأشار البابا تواضروس إلى أن الكنيسة تصنع خمسة أعمال فى هذا اليوم أولها ترفع بكور باكر ثانيا تعمل الكنيسة ما يسمى دورة تبكيت يهوذا والتى نرى فيها خيانة يهوذا الذى سلم المسيح بحفنة من المال وأنهى حياته بيديه وهى دورة عكسية بها توبيخ واضح جدا ليهوذا حتى لا يعيش بيننا يهوذا جدى مؤكدا إن قداس هذا اليوم مختلف، وفى عشية هذا اليوم، الكنيسة تصلى وتقرأ أربعة فصول من الأناجيل فى كل ساعة وهى من أحاديث المسيح مع تلاميذه.
ورأى البابا تواضروس، أن أهم فعلين فى هذا اليوم هما الدرس الأخير التواضع والحب وهما قدمين يسير عليهما كل خادم للمسيح منذ أيام المسيح وحتى نهاية الدهر فالإنسان لا يملك سوى الحب والتواضع والاثنين مرتبطين ببعضهما أشد الارتباط.
وأوضح البابا تواضروس، أن المسيح فى تواضعه يصل قمة الحب وفى محبته يصل قمة التواضع ولا نستطيع فصلهما عن بعضهما وفى غسل الأرجل قمة التعليم الذى قدمه المسيح بالقدوة وهو فعل لم يحدث من قبل أن يغسل المعلم أرجل تلاميذه فرفض بطرس بينما أراد المسيح أن يصنع هذا العمل العظيم لعلاج خطأ وقع فيه جميع التلاميذ حين سقطوا فى خطيئة من هو الأعظم ورد بطرس على المسيح قائلا: لا تغسل يدى أبدا فأحيانا الأفعال العظيمة لا يفهمها العقل فرد المسيح بهدوء شديد إن كنت لن أغسلك فليس لديك معى نصيب وهنا بطرس أعاد التفكير وكأن المسيح يقول له أريد أن أغسل عنك عنادك وكبريائك حتى لا تدعى إنك المتقدم وسط التلاميذ وبدأ بعدها بطرس يستوعب الدرس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة