تزينت الحقول والأراضى بقرى محافظة كفر الشيخ باللون الذهبى، وقت حصاد القمح، ويتواجد الفلاحون وسط الزراعات، مما يعطى صورة تثير البهجة والسعادة ليست للفلاح فقط ولكن لكل المصريين، لبدء استقبال الصوامع والشون للذهب الأصفر .
وفى قرى محافظة كفر الشيخ، ترى الفلاحات والفلاحين من شباب وفتيات وكهول، فى مواضع مختلفة ما بين واقفين وجالسين لحصد القمح، ومتابعة المحصول الرئيسي، والذى يجلب الأموال وتنفرج أزمة الفلاح، ويجنى محصوله بعد أشهر من الزراعة والرى والمتابعة.
وفى الصباح الباكر ترى أشعة من الذهب تغطى مساحات واسعة من الأراضى التى حان وقت حصادها والمزارعون يمسكون بمناجلهم يحصدون محصولهم، وسط حالة من السرور والفرحة تلمع بأعينهم لما يمثله هذا المحصول من خزين سنوى لهم يعتمدون عليه من العام للعام، بل تعتمد عليه الدولة فى توفير الدقيق للمخابز.
وقال علي رجب نصار، وكيل النقابة العامة للفلاحين، نقيب الفلاحين بكفر الشيخ، إن القمح ليس مجرد زرعة ينتظرها الفلاح، وليس مجرد محصول تتداوله الأسواق، ولكنه حدوتة مصرية لتوفير رغيف الخبز فى دولة عُرفت على مدار التاريخ بـأنها سلة غلال العالم، مضيفا أن بعد الزراعة ونضج المحصول تأتى مرحلة الحصاد، وسط تجمع الفلاحين والفلاحات و أغانى تحفز الفلاحين على الحصاد، وتعقبها مراحل التخزين، ونقل جزء من المحصول للصوامع.
وأضاف نصار، لـ "اليوم السابع"،: ننتظر حصاد الذهب الأصفر كل عام، ولولا اهتمام القيادة السياسية بالفلاح، ما وصل الفلاح إلى ما وصل إليه من اهتمام، مؤكداً أن أزمة انتشار فيروس كورونا، وتدنى الحالة الاقتصادية فى دول العالم ، ستظل مصر بإذن الله تعالى بعيدة عن تلك الأزمة، لكونها دولة زراعية فى المقام الأول، فلدينا المحاصيل الزراعة المتعددة وخاصة القمح والأرز ، مما يجعلنا فى مأمن من أزمة اقتصادية، ونقص الغذاء، ويكون لدينا مخزون استراتيجى.
وتابع قائلا:" المتوقع حصاده هذا العام من 12 لـ15 مليون طن قمح، وحسب استيعاب الصوامع الدولة تخزن 4 مليون طن، والباقى لدى الفلاح يستخدمه"، مناشداً الدولة بتخزين 2 مليون طن إضافية بالشون وليس الاكتفاء بالتخزين بالصوامع فقط .
وقال محمد سعد محمود، فلاح،: "القمح هو رصيد الفلاح السنوى وطالما تواجد القمح بالمنزل يكون الفلاح مرتاح ومطمئن، مؤكداً أن زراعة القمح من أسهل وأفضل الزراعات فلا تحتاج إلى عناء كثير ، فكل ما يفعله الفلاح يحرث الأرض ويجهزها ويبذر البذور ويروى الأرض ويتركها لمدة 45 يوما ثم يقوم برش الأراضى بالمبيدات ضد الحشائش الغريبة مثل "الخافور"، ويعقبها ببدر الأسمدة وبعدها بفترة يقوم الفلاح بحصاد القمح، وسط تواجد الأهل والجيران.
وأضافت ست أبوها محمد عبدالله، فلاحه،: "مهما أوصف فرحة الفلاح فلن توصف، وخاصة ربة المنزل، والمزارعة، التى تساعد زوجها فى فلاحة الأرض"، مشيرة إلى أن الزرع مثل الابن ترعاه حتى يكبر، وعند حصاده تفرح ، وتخزنه فى بيتها لتطحنه وتصنع منه الخبز أو تبيع جزء منه لتشترى ما تحتاج إليه، فهو السند وقت الضيق .
وقالت مريم محمد عمران، فلاحه ، 55 سنة، إنها تحرص على المشاركة فى موسم حصاد القمح، لأنها تعتبره موسم الخير للفلاح، والفرحة الكبرى ليست فى الحصاد فقط، ولكن بتجمع الأبناء والأهالى والجيران فى مكان واحد بعيداً عن الصراعات والخلافات، وعلى صوت الأغانى نحصد القمح .
وأضافت مريم عمران،:نقسم أنفسنا مجموعات، وكل مجموعة تقوم بمهام معينة، فمنا من يشارك فى الحصاد، ومنا من يقوم بجمع أعواد القمح، ويضعهم فى مكان للتجميع انتظاراً لحضور آلة الدريس، ومنا من يشارك فى الدريس، وكل مجموعه تنتهى من حصاد أرض فلاح من أهالى القرية يتجهون لحصاد أرض فلاح أخر، ومنا من يجهز الأطعمة والمشروبات، ومجموعه مختصة بالنقل والتخزين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة