يبدو أن اليمن أصبح يواجه ما يشبه "مثلث برمودا" ..فرغم ويلات الحرب التى يواجهها اليمينة مع ميليشيا الحوثى للعام الخامس على التوالى ، لم يرحمه وباء كورونا فأصاب مؤخرا أول يمنى فى مدينة الشحر بمحافظة حضرموت ، ولم تمر سوى أيام قليلة على تسجيل الإصابة الأولى لكورنا، حتى استفاق قاطنو مخيمات الميل والسويدا غربى محافظة مأرب اليمينة ،صباح اليوم، على كارثة أخرى تترك بصماتها فى جسد اليمن النحيل وهذه المرة "غضب الطبيعة "، فاجتاحت السيول تلك المخيمات،التى أنشئت بنهاية عام 2017 لتأوى 80 أسرة نازحة، مغرقة قاطنيها من البسطاء وغالبيتهم نساء وأطفال شردتهم الحرب لتبتلعهم السيول، والحصيلة الأولية 10ضحايا وأسرة كاملة مفقودة كاملة حتى الآن وفق ما أكدته الحكومة اليمينة.
نداء استغاثة
إثر الكارثة المدوية أطلقت وزارة حقوق الإنسان اليمينة، عبر حسابها الرسمى على "تويتر"، نداء استغاثة طارئة لإنقاذ عدد من أسر النازحين في مخيمات السويداء والميل فى محافظة مأرب، جراء جرف السيول.
أكدت وزارة حقوق الإنسان أن المعلومات الأولية تؤكد وفاة 10 أفراد وهناك أسرة مفقودة ، ودعت لجنة الإغاثة وادارة مخيمات النازحين والمنظمات المحلية ومركز الملك سلمان بالسعودية بتقديم الإغاثة السريعة للمتضررين.
ووجه وزير الإدارة المحلية رئيس اللجنة العليا للإغاثة عبدالرقيب فتح، السلطة المحلية بمحافظة مأرب، بتشكيل لجنة إنقاذ وطوارئ لإنقاذ النازحين جراء السيول في المحافظة.
وخاطب فتح المنظمات الأممية والدولية العاملة في المحافظة بإسناد جهود السلطة المحلية في المحافظة وايصال المواد الاغاثية الشاملة للمتضررين وتوفير مخيمات الإيواء ووسائل النقل الآمنة للمتضررين.
ووجه فتح السلطة المحلية برفع تقرير عاجل إلى الحكومة باعداد المتضررين والخسائر في الممتلكات الخاصة والعامة، لافتا إلى حرص الحكومة على عمل كافة الجهود في مساندة جهود السلطة المحلية في المجال.
وأجرى نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن صالح اتصالاً هاتفياً بمحافظ محافظة مأرب اللواء سلطان العرادة للاطمئنان على الأوضاع في المحافظة ، ونوه الأحمر إلى توجيه الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس اليمن للحكومة بتقديم الدعم الكامل لمواجهة أضرار السيول وتجاوز الوضع الحالي، مشيراً إلى ما مثلته محافظة مأرب من حاضنة مهمة لكل أبناء اليمن في ظل دور محوري وإيجابي لقيادة المحافظة وأبناءها.
وقالت مصادر محلية، إن السيول تدفقت بكثافة في مناطق متفرقة في المحافظة، وتسببت أضرارًا بمنازل المواطنين المجاورة لمجاري السيول، وأظهرت الصور السيول وهي تغرق المنازل وتجرف بعض المقتنيات الخاصة بهم.
وكان الدفاع المدني قد دعا المواطنيين الساكنين بالقرب من مجاري وممرات السيول باتخاذ الحيطة والحذرمما قد تسببه الأمطار وتدفق السيول على المحافظة، وما يصاحبها من رياح وأعاصير قوية قد تشكل خطرًا على حياة المواطنين.
سيول صنعاء الجارفة
وسبق سيول مأرب أن ضربت الأمطار الغزيرة مدينة صنعاء أمس، ما أدى إلى سيول جارفة بكافة المناطق، كما حذر الدفاع المدنى الاقتراب من المناطق التى تغمرها المياه.
و تسببت فى أضرارا بالغة وغرق للسيارات وعدد من المنازل والمحلات التجارية، بينما لم يتم الإبلاغ عن سقوط ضحايا حتى الآن جراء تلك السيول.
وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعى تويتر، عددا من الفيديوهات لتدفق المياه في الشوارع، وغرق المركبات، وحالة الذعر بين المواطنين، بينما قام البعض من السكان بالتكبيرات.
اليمن يحارب كورونا أيضا
من جانب آخر، يستمر اليمن فى اتخاذ إجراءات التصدى لكورونا منذ اكتشاف الحالة الأولى وهى لمواطن يبلغ الستين من عمره من مدينة الشحر بمحافظة حضرموت، وفى سياق الإجراءات المتخذة لمواجهة هذا الوباء تابع نائب رئيس الوزراء رئيس اللجنة الوطنية العليا لمواجهة فيروس كورونا الدكتور سالم الخنبشي، ما اتخذته وزارة الصحة العامة والسكان من إجراءات وقسم الترصد الوبائى بشأن مواجهة الفيروس وكيفية التعامل مع تسجيل أول حالة إصابة بكورونا، ومن جانبها أكدت منظمة الصحة العالمية أنها تتابع الأوضاع الصحية فى اليمن وسترسل دعما طبيا للبلاد
ومن جانبها ترسل المملكة العربية السعودية العديد من الطائرات المحملة بأدوية وإغاثات طبية باليمن لمساعدتاه فى مواجهة الوباء.