كشفت تقرير متخصص عن "مؤشر التسوّق" للربع الأول من عام 2020 والذي يتناول بيانات وأنشطة ما يزيد عن مليار متسوّق حول العالم، عن تغيّرات في سلوكيات الشراء حول العالم، وذلك متأثرة بانتشار جانحة فيروس "كوفيد-19" وإقدام العملاء على شراء المنتجات خلال التزامهم بالبقاء في منازلهم.
وتشير التحليلات والبيانات الأولية إلى أننا ما زلنا في المراحل المبكرة من التحوّل إلى ما يمكن اعتباره الوضع الطبيعي الجديد، إذ يتوقع التقرير استمرار النمو للاقتصاد الرقمي مع إقبال متزايد من قبل المستهلكين على تلبية متطلباتهم من خلال الشراء عبر الإنترنت، وبالرغم من الزيادة التي شهدتها حركة مرور ومبيعات الاقتصاد الرقمي، إلا أن هذه الزيادة لا تزال دون مستوى التراجع الكبير الذي تشهده حركة التسوّق التقليدي في محلات العلامات التجارية ومتاجر التجزئة.
أبرز الاستنتاجات من مؤشر التسوق للربع الأول من العالم تتضمن:
ارتفاع الطلب على التجارة الإلكترونية مع انحسار الحركة في المتاجر التقليدية: سجلت مبيعات التجارة الإلكترونية نموا بمعدّل 20% في الربع الأول من العام 2020 مقارنة بمعدّل 12% في الفترة ذاتها من العام 2019، تضمن ذلك زيادة عدد زوار المواقع بمعدل 16% وزيادة في إنفاق المتسوقين بمعدل 4% (ارتفاع متوسّط مبلغ الإنفاق المتسوّق لكل زيارة). ومن المتوقّع استمرار هذا التوجه للنمو مع تركيز الشركات أكثر على التجارة الإلكترونية.
تحول مشتريات السلع الرئيسية إلى التسوّق الرقمي: تسببت سياسات التباعد الاجتماعي والتزام المنازل في ارتفاع الطلب على عدد من السلع الرئيسية عبر متاجر التسوّق الرقمي والتجارة الإلكترونية، بما في ذلك منتجات المواد الغذائية، والعناية الشخصية، والعديد غيرها. ومع التزام السكان حول العالم بالبقاء في منازلهم في الفترة ما بين 10 مارس وحتى 20 مارس، سجلت مبيعات هذه السلع الرئيسية ارتفاعا بمعدل 200% وحافظت على ارتفاعها في الربع الأول من العام.
"التسليم من المتاجر" يوفّر مزيدا من الأمان والمرونة للمستهلكين: تتيح بعض مواقع التسوّق الإلكترونية إمكانية الشراء عبر الموقع ومن ثم استلام المنتجات من المتاجر التقليدية، وهو ما أسهم في نمو إيرادات المبيعات الإلكترونية بمعدل 27% في الربع الأول، مقارنة بنمو بلغ 13% فقط للمواقع التي لم توفّر هذا الخيار للتسليم. ففي الفترة ما بين 10 مارس وحتى 20 مارس، سجلت إيرادات المبيعات الرقمية التي وفّرت خيار التسليم من المتاجر نموا بمعدل 92% - سواء كان التسليم على رصيف الطريق، أو التسليم في السيارة، أو عبر منصات التسليم أثناء القيادة، أو حتى الاستلام من المتاجر – مقارنة بنمو لم يتجاوز 19% للمواقع الإلكترونية التي لم توفر خيارات مماثلة خلال الفترة ذاتها من السنة.
المتسوّقون في المناطق انتشار "كوفيد-19" يلجؤون إلى القنوات الرقمية للحصول على السلع الأساسية: شهدت الفترة ما بين 10 مارس إلى 20 مارس ارتفاع حجم الإنفاق على التسوّق الإلكتروني لشراء السلع الأساسية في منطقة نيويورك بمعدل 158%. أما في كاليفورنيا، فقد زاد حجم الإنفاق على التسوّق الإلكتروني بمعدل 230%، ووصل في ولاية واشنطن إلى 157%، ولويزيانا إلى 167%، وذلك خلال الفترة ذاتها من السنة.
طفرة في المبيعات الإلكترونية للسلع المنزلية، وملابس الأنشطة، والألعاب: استمر المتسوّقون في شراء عدد من السلع غير الأساسية أثناء تسوّقهم لعدد من السلع الأساسية. فشهدت إيرادات المبيعات الرقمية نموا بمعدل 51% لصناعة المنتجات المنزلية (الديكورات المنزلية والحرف اليدوية)، وزيادة سنوية تصل إلى 31% لملابس الأنشطة (كالملابس الرياضية)، وزيادة سنوية بمعدل 34% لمنتجات التسالي والألعاب.
عروض وخصومات على الأسعار من قبل العلامات التجارية ومتاجر التجزئة: بلغت نسبة الخصم إلى 34% في الولايات المتحدة منتصف مارس الماضي – وهو ما يفوق معدل 31% من الخصومات التي كانت متاحة للمتسوّقين في عروض "الإثنين الإلكتروني" Cyber Monday.
تغيّر أوقات ذروة الشراء للمتسوّق في الولايات المتحدة: أشارت دراسات سابقة لأنماط الشراء والتصفّح للمستهلكين في الولايات المتحدة أنهم كانوا يقضون أوقاتا أقل على الإنترنت خلال ساعات المساء. وجرت العادة أن تكون ساعات الذروة لزيارة المواقع وطلب المنتجات قرابة الساعة السابعة مساء، غير أن هذه ذروة التسوّق الرقمي انتقلت إلى الساعة التاسعة صباحا في خضم هذا الوباء العالمي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة