فى مثل هذا اليوم المعروف باسم خميس العهد ،يحتفل المسيحيون باجتماع «السيد المسيح» مع تلاميذه لتناول العشاء الأخير، حيث قام عن المائدة وغسل لهم أرجلهم بمن فيهم «يهوذا» الذى سلمه لجماعة اليهود تمهيدًا لصلبه، وقال لهم السيد المسيح علانية «واحد منكم سيسلمنى».
وطبقًا لهذا التقليد رتبت الكنائس تقليد الصلاة على مياه تُسمى «صلاة اللقان»، وبعد الصلاة يقوم الآباء الكهنة والأساقفة بغسل أرجل جميع الشعب، حيث غسل قداسة البابا تواضروس أرجل الأساقفة الذين حضروا معه قداس خميس العهد بدير الانبا بيشوي بوادي النطرون
أما صلاة اللقان فهي إحدى الصلوات المرتبطة بخميس العهد أيضًا، و كلمة "اللقان" اسم يونانى للإناء الذى يوضع فيه الماء للاغتسال، وتعنى وعاء، وتوجد نماذج له فى كنائس مصر القديمة على شكل وعاء من الحجر أو الرخام، مثبت فى أرضية الكنيسة، بينما توضع المياه فى الوقت الحالى فى وعاء عادى، ويصلى عليها الكاهن.
طقس اللقان يرتبط غالبًا بالأعياد ذات الصلة بالماء، إذ تهدف الكنيسة من طقس اللقان فى عيد الغطاس، أو "الظهور الإلهى"، أن تتذكر معمودية السيد المسيح، وفى قداس "خميس العهد" يقام اللقان، لتذكر تواضع السيد المسيح حينما انحنى ليغسل أرجل تلاميذه، ويقام الطقس نفسه فى عيد الرسل، لأن الرسل تشبهوا بالمسيح فى الخدمة، بينما يعتبر أكل العدس أحد أبرز العادات الشعبية المرتبطة بخميس العهد.
واعتبر قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية إن خميس العهد هو اليوم الذى أسس فيه السيد المسيح لفضيلة التواضع حين غسل أرجل تلاميذه مؤكدا: الحياة الصاخبة تلهينا عن التواضع وجاهدوا أنفسكم لأجل ذلك
وقال البابا تواضروس في عظة قداس خميس العهد الذى صلاه البابا بدير الانبا بيشوي بوادي النطرون إن السيد المسيح في هذا اليوم صنع خمسة أفعال تمم الشريعة من خلال الفصح وأكل الفصح مع تلاميذه ، الفصح يعني العبور وقد تناول عشاء الفصح وقد كان العشاء الأخير أما العمل الثاني هو أن قدم لنا أهم فضيلة في المسيحية وهي التواضع بعدما قام وغسل أرجل تلاميذه بينما الأمر الثالث هو أن أسس المسيح الكنيسة من خلال سر التناول أو الافخارستيا الذى تقوم عليه الكنيسة في صلاة القداس، كذلك فإن الأمر الرابعهو أن المسيح تحدث مطولا عن حديث العلية وهو حديث طويل، ويأتي الأمر الخامس وهو أن صلى المسيح الصلاة الوداعية وينفرد بها القديس يوحنا الحبيب التلميذ الذى كان المسيح يحبه، وتعتبر هذه الصلاة قدس العهد الجديد ولديها معاني عميقة وترسم حياة الكنيسة
وأشار البابا تواضروس إلى أن الكنيسة تصنع خمسة أعمال في هذا اليوم أولها ترفع بكور باكر ثانيا تعمل الكنيسة ما يسمى دورة تبكيت يهوذا والتى نرى فيها خيانة يهوذا الذى سلم المسيح بحفنة من المال وأنهى حياته بيديه وهي دورة عكسية بها توبيخ واضح جدا ليهوذا حتى لا يعيش بيننا يهوذا جدي مؤكدا إن قداس هذا اليوم مختلف، وفي عشية هذا اليوم، الكنيسة تصلى وتقرأ أربعة فصول من الأناجيل في كل ساعة وهي من أحاديث المسيح مع تلاميذه
ورأى البابا تواضروس أن أهم فعلين في هذا اليوم هما الدرس الأخير: التواضع والحب، وهما قدمان يسير عليهما كل خادم للمسيح منذ أيام المسيح وحتى نهاية الدهر فالإنسان لا يملك سوى الحب والتواضع والاثنين مرتبطين ببعضهما أشد الارتباط
وأوضح البابا تواضروس أن المسيح في تواضعه يصل قمة الحب وفي محبته يصل قمة التواضع ولا نستطيع فصلهما عن بعضهما وفي غسل الأرجل قمة التعليم الذى قدمه المسيح بالقدوة وهو فعل لم يحدث من قبل أن يغسل المعلم أرجل تلاميذه فرفض بطرس بينما أراد المسيح أن يصنع هذا العمل العظيم لعلاج خطأ وقع فيه جميع التلاميذ حين سقطوا في خطيئة من هو الأعظم ورد بطرس على المسيح قائلا: لا تغسل يدي أبدا فأحيانا الأفعال العظيمة لا يفهمها العقل فرد المسيح بهدوء شديد إن كنت لن أغسلك فليس لديك معي نصيب وهنا بطرس أعاد التفكير وكأن المسيح يقول له أريد أن أغسل عنك عنادك وكبريائك حتى لا تدعي إنك المتقدم وسط التلاميذ وبدأ بعدها بطرس يستوعب الدرس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة