استعرض الدكتور محمد عوض تاج الدين، وزير الصحة الأسبق، الإجراءات التى اتخذتها مصر منذ اليوم الأول لظهور فيروس كورونا المُستجد فى الصين، قائلا "كان عندنا ترصد للأنفلونزا بصفة خاصة والفيروسات بصفة عامة منذ انتهاء موسم الحج فى أغسطس 2019، وعندما بدأ الفيروس فى الظهور بادرت مصر بإنشاء منطقة للعزل فى مطروح كما كثفت من إجراءاتها الاحترازية والتأكد من سلامة العائدين من الخارج"، وتابع: "الحمد لله 80% من الحالات فى مصر شفيت ونحن مستعدون ولدينا العديد من الأماكن للرعاية المركزة وأجهزة التنفس الصناعى لمواجهة كافة التطورات".
وأكد وزير الصحة الأسبق، أن التعامل فى كافة الدول يتم تقريبا باستخدام نفس الأدوية لكن لم يتم الوصول إلى لقاح أو مصل لعدم الإصابة بالمرض، لافتا إلى أن هذه الأزمة أجبرت العديد من الدول على عدم تصدير الأدوية الموجود لديها والاحتفاظ لاستخدامها الخاص، قائلا: "بل واجهت بعض الدول أزمة انتهاء الأدوية، ومصر والحمد لله لديها مخزون كبير ويكفيها لشهور عديدة، ولديها بنية تحتية وأطقم وكوادر فنية وأطباء يساعدها على مواجهة الأزمة، ولدينا أكبر مستشفى للصدر فى الشرق الأوسط وهو مستشفى الصدر فى العباسية، وهناك مستشفى مركزى للحميات فى كل مدينة ومن الضرورى الاستمرار فى التباعد الاجتماعي وعدم السلام باليد والابتعاد عن الآخرين وهو السبب الرئيس لوقف انتشار المرض فى آسيا واليابان".
جاء ذلك خلال كلمته بندوة المنظمة العربية للتنمية الإدارية حول النظم الصحية وتداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد COVID-19، والتى عقدتها اليوم الخميس، وبدأت بكلمة للدكتور ناصر الهتلان القحطانى، مدير عام المنظمة، والتى قال فيها إن تلك الأزمة قد أثرت على جميع الدول بلا استثناء وأكدت على أهمية زيادة الإنفاق على الرعاية الصحية وخاصة الرعاية الصحية الأولية.
وأضاف أن المنظمة تعقد هذه الندوة انطلاقاً من رسالة المنظمة العربية للتنمية الإدارية فى النهوض بنظم الإدارة فى المؤسسات العربية وفى مقدمتها الإدارة الصحية، قائلا "فقد قررنا عقد ندوة تفاعلية عن بعد بعنوان (النظم الصحية ومواجهة تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجدCOVID-19)"، وأشار مدير عام المنظمة إلى أن الأزمة لن تستمر لكن سيكون لها تأثير كبير على منظومة إدارة الرعاية الصحية وخاصة فى الدول الكبرى، كما أن تأثيراتها على الأنظمة الاقتصادية سيظهر بعد انتهاء المحنة مشددًا على ضرورة تفاعل المجتمعات مع السياسات الحكومية لمواجهة انتشار فيرس كورونا.
وبدورها قالت الدكتورة مها الرباط، المبعوث الخاص للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية بمصر، "هناك وضع عالمى وإقليمى غير مسبوق لأن الجائحة هو فيرس تم التعرف على آليات العدوى وما يرتبط بانتشار العدوى وانتقال المرض مع نقص البحوث وعدم توافر البيانات التى نطور بها أدائنا مع ديناميكية الاستجابة المطلوبة لنتعامل مع التغيرات العالمية غير المسبوقة"، وأضافت "هذا الحدث يتطلب استجابة غير مسبوقة تساعد على وقف سلسلة انتشار الفيروس وهو فيروس سريع الانتشار، وبالتالي هذا الفيروس يدخل من خلال نقاط الضعف فى النظم الصحية".
ومن ناحيته قال الدكتور حمد المانع، وزير الصحة السعودى الأسبق، إن الإعلام يسبب هلعا للناس وهذا يساهم فى إدرار الإدرانيلين وبالتالى ضعف المناعة، وقال إن الحياة ستعود إلى طبيعتها وأنه لا يمكن أن تتحمل الدول عبء الاستمرار فى الحظ.
من جانبه قال الدكتور على حياصات، وزير الصحة الأسبق بالمملكة الأردنية الهاشمية، إن الأردن وبمجرد بدء الجائحة أخذت إجراءات فورية بالحظر الكلى ومنع التجوال وإصدار قانون الدفاع، مضيفا: "لكن واجهتنا صعوبة فى توفير الخبز، ما استدعى الرجوع لفتح المخابز ولكن لا يمكن الاستمرار فى هذا الوضع، ولا يوجد دولة ممكن أن يتحمل اقتصادها الاستمرار فى هذه الإجراءات، ما يستدعى العودة للحياة بالتدريج، ولكننا تعلمنا من هذه الأزمة ضرورة تكثيف الموارد المالية المخصصة للرعاية الصحية.
كما تحدث الدكتور توفيق بن أحمد خوجة، أستاذ واستشارى طب الأسرة والمجتمع، أمين عام اتحاد المستشفيات العربية بالمملكة العربية السعودية، عن التعاون العربى الذى تم بين الدول العربية لمواجهة أزمة كورونا ومنها تبادل الخبرات وتبادل المستلزمات الطبية، وأشار إلى أن نظم الرعاية الصحية الأولية القوية فى السعودية ومنها نظم طب الأسرة ساهم فى وقف انتشار المرض.
وسلطت الندوة الضوء على أهمية وضع الصحة العامة والأمن الصحى فى أولويات استراتيجيات الدول، ومدى تناسب الإجراءات والتدابير الاحترازية التى اتخذتها الدول فى مواجهة أزمة فيروس كورونا، والعمل على تعزيز القدرات الوطنية فى تأهيل الكوادر الطبية المتخصصة لمواجهة الكوارث والأوبئة والجوائح، أهمية توطين الصناعة الدوائية واللقاحات والأمصال فى مواجهة الأمراض المستجدة والمنبعثة، وإلقاء الضوء على أهم الآليات المناسبة للتعامل مع الأزمة فى الوقت الراهن.