مع انتشار فيروس كورونا الوبائى، أصبح العالم يدرك بوضوح مدى الترابط بين البشر، لقد سلط الانتشار السريع للفيروس الضوء على مدى اعتمادنا على بعضنا البعض، ليس فقط للاحتياجات البيولوجية الأساسية، ولكن أيضًا لإحساسنا بالانتماء، أو على صعيد العمل التجارى، ووفقا لما ذكره المؤرخون القدماء أنه منذ القرن السادس قبل الميلاد ، كان الناس في اليونان القديمة يظنون أن انتشار المرض الوبائى سببه "الذين يعيشون على أطراف المدينة من الفقراء والمهمشين" وكانت الطبقة الأدنى اجتماعيا هي الأكثر تعرضًا للإصابة بالمرض، جاء ذلك حسب ما ذكره موقع "ذا كونفرس".
كان الناس يتعاملون مع المدينة بوصفها جسدا يجب حمايته من الأمراض والأوبئة وذلك بتطهيره بطرق مختلفة منها التضحية البشرية، وقد
تم العثور على المثال الأكثر تفصيلاً لهذه الطقوس في أجزاء من عمل للشاعر اليوناني في القرن السادس "هيبوناكس"، الذي عاش في كولوفون، وهى مدينة فى آسيا الصغرى - تركيا الحديثة، في كثير من الأحيان يتم اختيار شخصين ذكروأنثى ليكونا ممثلين لكل جنس، وتصف الأساطير كيف كان هؤلاء الذين تم اختيارهم عادة من نخبة المجتمع - ملوك أو أمراء أو عذارى.ولكن الواقع كان مختلفًا جدًا، وقد خلصت البحوث والدراسات الحديثة للظاهرة أن الشخص الذي كان يتم اختياره عادة ما يكون سجينًا مجرمًا أو أسير حرب أو عبدًا أو شخصًا معوقًا أو منبوذًا اجتماعيًا، غالبًا ما تم وصفهم على سبيل المثال من قبل الشاعر البيزنطي في القرن الثاني عشر، جون تيزتيز، بأنهم مشوهون أو قبيحى الهيئة بشكل مفرط.
وقد طهر اليونانيون القدماء حالات المرض في المدن مثلما كان الحال في جسم الإنسان - وكان الأكثر ضعفاً هو الذي عانى، وتم إطعامهم من طعام الرقيق ذي النوعية الرديئة، وتم ضربهم بأغصان من شجرة تين وبعد ذلك تم طردهم من المدينة.
في بعض الحالات ، لم يتعرض الضحايا للضرب والنفي فحسب، بل قتلوا أيضًا، يخبرنا مؤلف القرن الثاني الميلادي "Philostratus" أنه في حالة تفشي وباء، تم رجم متسول حتى الموت، وكان يعتقد أن هذا الطقوس الطائفية أدت إلى تطهير المدينة من المجاعات أو الأوبئة التي أصابتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة