يستعد العالم لإطلاق أكبر تجربة بمشاركة عدد كبير من المتطوعين يصل إلى 5000 شخص للأدوية الخاصة بفيروس كورونا، وذلك تحت إشراف جامعة أكسفورد، والتى تشمل المرضى فى 160 مستشفى، حيث سيتم اختبار 5 أدوية موجودة حاليًا فى السوق التى يتم تجربتها على مرضى الفيروس التاجي.
أدوية تجريبة لفيروس كورونا
وتشمل الأدوية التى سيتم تجربتها هيدروكسي كلوروكوين المثير للجدل مؤخرا، فيما تشكل الأنواع الأخرى العلاج المضاد لفيروس نقص المناعة البشرية، والستيرويد ومضاد حيوى شائع الاستخدام.
تفاصيل التجربة العالمية
وفقا لتقرير جريدة " الديلى ميل" البريطانية تطوع أكثر من 5000 شخص فى بريطانيا للمشاركة في تجربة دوائية رائدة بحثًا عن علاج لـ COVID-19 غير القابل للشفاء حاليًا، حيث تقوم "تجربة الاسترداد"، التى أجرتها جامعة أكسفورد، بتجنيد المشاركين - وجميعهم من مرضى COVID-19 الموجودين بالفعل في المستشفى - فى أكثر من 160 مستشفى تابعة لهيئة الصحة البريطانية NHS.
وسيحصل المشاركون على واحد من 5 أدوية موجودة حاليًا في السوق، بما في ذلك دواء يستخدم لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية وعقار مكافحة الملاريا الذي يروج له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المعروف باسم هيدروكسي كلوروكوين.
وتعد التجربة الأكبر فى العالم لأدوية لعلاج الفيروس التاجي الذى قتل أكثر من 13 ألف شخص في بريطانيا وحوالى 150 ألف شخص على مستوى العالم.
هذه التجربة أكبر بكثير من التجارب السريرية المماثلة في الولايات المتحدة وأوروبا، والتى تضم بضع مئات من المشاركين، بينما ينقسم الخبراء حاليًا حول الأدوية التي توفر أفضل حماية ضد المرض.
ما هى الأدوية التي ستظهر في التجربة؟
تم اقتراح مجموعة من العلاجات المحتملة لـ COVID-19 ولكن لا أحد يعرف ما إذا كان أي منها سيصبح أكثر فعالية في مساعدة الأشخاص على التعافي من المستوى المعتاد للرعاية في المستشفى الذى سيحصل عليه جميع المرضى، وذلك وفقا للتقرير، وستبدأ تجربة RECOVERY باختبار بعض هذه العلاجات المقترحة:- لوبينافير- ريتونافير (يستخدم عادة لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية).
- جرعة منخفضة من ديكساميثازون (نوع من الستيرويد، الذي يستخدم في مجموعة من الظروف للحد من الالتهاب عادة).
- هيدروكسي كلوروكوين (مرتبط بعقار مضاد للملاريا).
- أزيثروميسين (مضاد حيوي شائع الاستخدام).
- مضاد إنترلوكين 6 (المستحدم لعلاج التهاب المفاصل)
ويقود بيتر هوربي، أستاذ الأمراض المعدية الناشئة والصحة العالمية في جامعة أكسفورد، المشروع قائلا: "هذه أكبر تجربة في العالم إلى حد بعيد، نحن نخمن بعض الوقت في الحصول على النتائج شهر يونيو".
ومع ذلك، حذر الأستاذ هوربي من التفكير في أن المحاكاة ستوفر علاجًا فوريًا، قائلا لصحيفة الجارديان: "ليس لدينا أي شيء مثل رصاصة سحرية، أعتقد أننا يجب أن نخفف توقعات الناس حول هذه الأدوية، فمن المحتمل أن يكون للبعض تأثير، ولكن من المحتمل أن يكون متواضعًا".
وأضاف: "أعتقد أن ما سننظر إليه من حيث إحداث تأثير كبير سينتقل إلى مجموعات بمجرد أن نعرف الأشياء التي تعمل، وإذا قمنا بدمج الأدوية المضادة للفيروسات والمضادة للالتهابات فقد يكون لها تأثير أكبر".
ويأتى العدد الهائل من المتطوعين بعد أن دعا علماء الطب البارزون البريطانيين للمشاركة فى التجربة بداية الشهر الحالى، حيث كتب المدير الطبي في NHS إنجلترا البروفيسور ستيفن باويز وكبار المسئولين الطبيين في المملكة المتحدة رسالة مفتوحة للأطباء تحثهم على تسجيل المزيد من المتطوعين.
من المحتمل أن تتضمن التجربة دواء خامس
وفقًا لصحيفة الجارديان فمن المقرر أيضًا تضمين دواء يستخدم لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي في التجربة، يطلق عليه توسيليزوماب، وهو مضاد إنترلوكين 6 ويقاوم العدوى عندما يحفز الجهاز المناعي بشكل مفرط، كما يمكن أن يحدث في حالات COVID-19 الشديدة.التجارب الأخرى بالعالم
هناك عدد من التجارب الجارية الأخرى فى المملكة المتحدة تجربة R EMAP-CAP ، وهى جهد دولى، تضم أكثر من 50 فريقًا بحثيًا حول العالم وتنظر بشكل خاص في المرضى الذين يصابون بالالتهاب الرئوى المكتسب من المجتمع نتيجة للعدوى الفيروسية.
وستختبر الدراسة 16 دواء، بما في ذلك هيدروكسي كلوروكين ولوبينافير / ريتونافير وإنترفيرون بيتا، والتي أظهرت جميعها نتائج واعدة في التجارب ما قبل السريرية، كما سيتم اختبار العلاجات المحتملة الجديدة الخاصة بـ COVID-19 في هذه المواقع.
كما تعد تجربة "برينسيبال" مشروعًا جديدًا آخر يدرس الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و64 عامًا والذين يعانون من أعراض COVID-19 وحالة صحية مزمنة مثل أمراض القلب أو الربو أو السرطان، وكما أنها مفتوحة لمن هم في سن 65 أو أكثر، مع أو بدون أمراض أخرى.
أول دواء سيتم تجربته هو هيدروكسي كلوروكين، وسيتم استخدام علاجات محتملة أخرى إذا أظهرت وعودًا في دراسات ما قبل السريرية.
كما تقود جامعة أكسفورد أيضا تجربة أخرى للقاح محتمل، وتبحث عن أكثر من 500 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و55 سنة لاختبار فعالية اللقاح التجريبى، المسمى ChAdOx1 nCoV-19، وقد بدأ العمل على اللقاح في يناير عندما تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية بأول تفاصيل فيروس السارس - كوف - 2.
