اكتست قرية بنى عدى التابعة لمركز ناصر شمال بنى سويف بالسواد حزنا على وفاة سيدة فى العقد الرابع من عمرها، وتعمل رئيس قسم بالوحدة القروية، بعد إصابتها بفيروس كورونا المستجد داخل إحدى مستشفيات العزل.
"اليوم السابع" التقى جيرانها وزملاءها فى العمل للحديث عن الجانب الإنسانى فى حياتها وخدماتها لأهالى القرية وجميعهم رددوا عبارة واحدة: "ست يتزعل عليها، كانت خدومة والناس بتحبها".
وقالت "مديحة.م"، إحدى جيران المتوفاة: جارتنا "الأبلة هالة" الله يرحمها، كانت متواضعة جدا وبتخدم جيرانها وأهل القرية كلهم، ولما حد يروحلها على طلب فى شغلها بالمجلس القروي، متتأخرش عليه، وكانت علاقتها طيبة بكل جيرانها، و تستقبل الجميع فى بيتها بابتسامة وترحب بيهم، لذلك حزنت عليها جدا ومازالت صورتها لا تفارق خيالى وكأنها تسير ناحية منزلى لتلقى السلام وتطمئن على أولادي.
وأضافت جارة المتوفاه: ربنا يرحمها ويدخلها الجنة كان عندها 3 بنات وولد، بيتعلموا فى إعدادى وإبتدائى ، وزوجها بيشتغل مدرس وراجل طيب جدا، ولما حملت بتوأم كان الحمل صعب عليها، وأخدت أجازة من شغلها، قبل موعد الولادة، ومن حوالى 15يوم نقلوها لمستشفى ناصر العام وولدت توئم دخلوهم الحضان لأن نموهم مش مكتمل، ولما سألنا علشان نطمن عليها عرفنا إنها انتقلت لمستشفى العزل للعلاج من فيروس كورونا، و توفى الطفلين التوئم، وبعد حوالى خمس أيام توفيت جارتنا بمستشفى العزل، ولم نكن مصدقين ومذهولين لأننا بنحبها جدا".
وتابعت ونادت مساجد القرية قبل الفجر على الجنازة وقالوا الجثمان هسيحضر من أسيوط على المقابر شرق النيل، وذهب زوجى مع زوجها و أسرتها للصلاة على الجنازة فى المقابر ودفن الجثمان.
ويلتقط أطراف الحديث صلاح أبوعمايم، أحد جيران المتوفاه، قائلا: "أقامت بجوارنا منذ ثمان سنوات وعرف عنها مساعدة المحتاجين و صنع الخير، فضلا عن مجاملتها للجيران وأهالى القرية فى المناسبات المختلفة، كما تربطها علاقات طيبة بسيدات المنطقة من جيرانها، ويشاركها زوجها فيما تفعله من خير علاوة على مساعدته لطلابه.
واستطرد أبوعمايم :" فوجئنا بخبر وفاتها وحزنت القرية عليها فهى سيدة ذات صفات حميدة، ونقل جثمانها من مستشفى العزل بأسيوط إلى مقابر أسرة زوجها بالجانب الشرقى من النيل، وحرصت مديرية الصحة على سحب عينات من المخالطين لجارتنا وبلغ عددهم حوالى 18شخصا بينهم الزوج والأبناء وأفراد العائلتين والجيران"، وجاءت جميع نتائجهم سلبية، بالإضافة إلى تعقيم المنزل والمنطقة المحيطة به مرتين يوميا، كما شارك الشباب و أهالى القرية فى تطهير الشوارع والمنشآت بالجهود والتبرعات الذاتية، إلى جانب جهود مديرية الصحة فى تعقيم منطقتنا.
وأكد "أحمد.م"، موظف بوحدة بنى عدى القروية على أن زميلته "هاله ع" كانت تعمل رئيس قسم المجالس واللجان إلى جانب مسؤوليتها عن قسم المواليد والحفظ بالوحدة وبرغم إحتياج ذلك إلى مضاعفة الجهد، إلا أنها لم تطلب من رئيس الوحدة تخفيف العمل أو الاكتفاء بعملها الأصلى بقسم المواليد، ونظرا لاخلاقها الرفيعة وسعة صدرها فى التعامل مع المترددين على الوحدة من أهالى القرية، أطلق عليها لقب "وش الخير" لتدوينها المواليد الجدد.
وأضاف عامل بالوحدة المحلية قائلا : والله ما يختلف على طيبة بنتنا "هاله" الله يرحمها، ونعم الأدب والطيبة، كلنا لم نصدق أنها توفت ولم نراها مرة أخرى فى العمل، ذهبت عند ربها وتركت أبناء صغار، القرية كلها حزنت عليها ، ربنا يصبر زوجها وابنائها وعيلتها.
يذكر أن 30 شخصا من أبناء بنى سويف غادروا مستشفيات العزل بمدينة مايو بالقاهرة وملوى بمحافظة المنيا وأبوتيج بأسيوط ، بعد تلقيهم العلاج والرعاية اللازمة و تعافيهم من فيروس كورونا المستجد ، بينما بلغت حالات الوفاة ثلاثة أشخاص حتى الآن.
احد-جيران-المتوفاة
الشارع-المؤدي-الي-منزل-المتوفاه
جارة-المتوفاه
مدخل-قرية-بني-عدي
منزل-المتوفاه_1
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة