يواجه الجيش الأمريكى معضلة كبيرة بسبب تفشى وباء كورونا، حيث تمثل القيود والإجراءات التى تم فرضها لمكافحة الفيروس إلى تقييد تدريب القوات.
وقالت مجلة فورين بوليسى إن الجيش الأمريكى منزعج من توجيهات المسافة الاجتماعية التى فرضها تفشى وباء كورونا، وفى بعض الحالات يأمر طياريه وقواته بالعودة إلى مواقعهم فى ظل الصراع الذى تواجهه وزارة الدفاع الأمريكية للمفاضلة بين الاستعداد للحرب وصحة أفراد الجيش.
فبعد وفاة أحد أفراد طاقم حاملة الطائرات الأمريكية ثيدور روزفلت جراء إصابته بكورونا، وسط انتشار الفيروس بين عدد كبير من البحارة، اعترف وزير الدفاع الأمريكى مارك أسبر بأنه ليس كل القادة سيتمكنوا من إتباع توجيهات التباعد الاجتماعى التى وضعتها المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة منها، حتى مع قوله أن قرار الوكالة بوقف الحركة سيمتد إلى ما بعد منتصف مايو.
وعلى الرغم من أن النقاش حول حاملة الطائرات التى تعمل بالطاقة النووية قد خرج إلى العلن بعد تحذير من أحد قياديها من تفشى المرض فى خطاب مسرب لصحيفة أمريكية، والذى أصبح نقطة حوار فى استجابة الجيش للوباء، فإن فكرة عودة القوات الأمريكية إلى الثكنات والسفن والغواصات والدبابات وغيرهاا من مراكز ومعارك البنتاجون التى تتطلب تقارب، قد جعلت أعضاء الخدمة العسكرية وعائلاتهم فى حالة خوف على صحتهم وسلامتهم. حيث يعتمد الجيش الأميكى بشكل كبير للغاية على القرب بين القوات لتنفيذ المهام، بدءا من جلب الجنود إلى الثكنات وحتى التدريب الأساسى للأطقم على متن القاذفات الشبح ذات القدرة النووية.
ويقول توماس سبوير، مدير مركز هيريتيج للدفاع الوطنى والجنرال المتقاعد بالجيش الأمريكى، إن الجيش لن يضيق الخناق ويطبق التباعد مثل المجتمع العادى لأنه لا يستطيع ذلك.
ففى قاعدة فورت روكر بولاية ألاباما، حيث تتواجد أكبر مدرسة للطيران تتبع الجيش، يأمر الجنرال ديفيد فرانسيس الطيارين بالعودة إلى قمرة القيادة للقيام بالتدريب الأساسى يوم الاثنين، حتى على الرغم من وصول حالات الإصابة بفيروس كورونا فى الولاية إلى أكثر من 4300.
وقد أثار هذا الأمر رد فعل سلبى. فتساءل أحد أقارب جندى فى فورت روكر، والذى رفض الكشف عن هويته، " لماذا يضعون هذه الأرواح فى خطر، هذا ليس جزءا من واجبهم فى هذه المرحلة، فهذا لا معنى له بالنسبة له.
وتم إرسال التوجيه إلى القادة فى القاعدة، على الرغم من أنه لا يزال يطلب من القوات الحفاظ على المسافة الاجتماعية بأكبر قدر ممكن، والبقاء فى مجموعات من 10 أو أقل..وسيطلب من المتدربين فى قمرة القيادة ارتداء العتاد الوقائية الشخصية التى تمت الموافقة عليها للطيران.
إلا أن الإمدادات للقوات تظل محدودة، كما تقول المجلة، مثلما هو الحال فى القوات المسلحة الأمريكية. وقال قريب جندى آخر بالقاعدة إن الوحدات أوصت بارتداء واقيات العنق بدلا من الأقنعة، لكن الجيش لا يوفرها. ويعتمد أغلب الناس على المتطوعين. كما أن معايير الزى الموحد تعقد من المشكلة وفقا للمصدر لأنه معظم الناس ليس لديها قماش متوقف مع الزى.وكانت فورت روكر قد أوقفت التدريب على الطيران منذ الثانى من إبريل، بعدما أمر وزير الدفاع وحدات الجيش الأمريكى لتجميد الحركة لمدة 60 يوما، وهو القرار الذى يخطط البنتاجون لتمديده. وجاء استئناف الطيران بالقاعدة بعد انتهاء تجميد الجيش الأمريكى للتدريب الأساسى.
من ناحية أخرى، أمرت وزارة الدفاع الأمريكية المنشآت المحلية بالتوقف عن الإبلاغ عن حالات الإصابة بفيروس كورونا بحجة الأمن التشغيلى مما أغضب عائلات بعض عائلات الجنوب الذين يريدون معرفة تفاصيل تاثير الوباء. وحتى وزير الدفاع الأمريكى نفسه اعترف يوم الثلاثاء الماضى أن الوزارة ستجد صعوبة فى التوازن بين توجيهات التباعد الاجتماعى وتدريب القوات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة