وسط جائحة كورونا المستجد الذي ضربت معظم دول العالم مازال العاملون بالمجال الصحي في منظمة الصحة العالمية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية يتعاملون مع وباء الإيبولا القاتل، منذ أغسطس 2018. وفق الأمم المتحدة
فمنذ أيام قليله تم لإبلاغ عن حالات إصابة جديدة بفيروس إيبولا في بيني، ما أدى إلى وفاة شخصين، الأمر الذي نسف الآمال فيما يتعلق القضاء على المرض في البلاد، بعد أن كان من المقرر الإعلان عن القضاء على المرض .
وأفادت الأمم المتحدة إلى أنه بالإضافة إلى الإيبولا، يضطر سكان جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى التعامل أيضا مع الملاريا والحصبة والكوليرا بالإضافة إلى استمرار انعدام الأمن، حيث يواجه العاملون الصحيون، الذين يحاولون تطعيم السكان المحليين ضد الإيبولا، انعدام الثقة بل وحتى العنف في بعض الأوقات .
ومن جانبه ، أوضح عبد الرحمن ديالو، الذي يرأس برنامج منظمة الصحة العالمية المعني بالتطعيم ضد فيروس إيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أن هذه مشكلة مستمرة قائلا " للأسف، ظللنا نواجه بعض المقاومة فيما يتعلق بالحالات الجديدة: المجتمع لا يعتقد أنها حالات إيبولا، مما يجعل الوضع صعبا على موظفينا في الميدان. لكننا نبذل قصارى جهدنا للتواصل معهم، وإقناع أي شخص كان على اتصال بالمرضى لتلقيح أنفسهم لافتا إلى أن حالتى كوفيد-19 التي ظهرت في أوغندا، هي لشخصين قادمين من خارج البلاد ثم حاولا الوصول إلى بيني. بمجرد أن وصلتنا الرسالة، حاولنا عزلهما، وتحسنت أحوالهما.
وأضاف ديالو كنا نأمل في أن نكون قادرين على إغلاق مراكز العلاج الخاصة بإيبولا ولكن الآن، مع ظهور حالات إيبولا وكوفيد-19، تغيرت تلك الخطة مضيفا ظلت عملية الاتصال تمثل مشكلة كبيرة في جميع المناطق التي ينتشر فيها وباء الإيبولا، ونتوقع أن تواجهنا نفس المشاكل مع كوفيد-19.
وأشار ديالو فيما يتعلق بإجراءات مكافحة كوفيد-19، لقد بدأت ممارسة التباعد الجسدي، وأغلقت السلطات النوادي الليلية. وحتى في الأسواق، يحاول الناس البقاء على مسافة متر واحد على الأقل من بعضهم البعض، لافتا إلى أن المعلومات الخاطئة تمثل مشكلة حيث كان الناس يقولون إنه يمكن استخدام بعض الأدوية للتطعيم ضد كوفيد-19، وهذا غير صحيح. نحن نوضح لهم أنه لا يوجد لقاح ضد الفيروس، ولا تزال التجارب جارية في سبيل الحصول على لقاح. لقد بدأت تلك الرسالة في الانتشار، ونحن مستمرون في التطعيم ضد الإيبولا.
أتذكر أنه عندما بدأت حالات كـوفيد-19 في غينيا، مسقط رأسي، شددت على أن أي شخص عائد من البلدان عالية الخطورة يحتاج إلى عزل نفسه لمدة أربعة عشر يوما، وألا يعود على الفور إلى عائلاته حتى لا يخاطر بإصابتهم. لسوء الحظ، لم يتبع الكثير من الناس هذه النصيحة، والآن هناك مئات الحالات في البلاد، ولكننا نأمل في عدم انتشارها إذا التزم الناس بالمبادئ التوجيهية الحكومية، وتمكنا من إيصال هذه الإرشادات إلى المجتمع.