مع بقاء اللبنانيين حبيسى منازلهم بسبب فيروس كورونا، وجدت الطيور المهاجرة فى البلد المطل على البحر المتوسط سماء أكثر هدوءا فوق شوارع المدن الخالية من سكانها.
ومن أسراب البجع الأبيض واللقالق التى تحلق فوق كورنيش بيروت إلى طيور البلشون الصغيرة التى تعشش فى الأحياء المأهولة، انتبهت وسائل التواصل الاجتماعى فى لبنان إلى جمال مشاهد الطيور الزائرة الذى يتمتع به عادة عشاق هواية مراقبة الطيور فى المناطق النائية.
ويعتبر لبنان من أهم مسارات الهجرة فى العالم للطيور المهاجرة التى تشد الرحال من أفريقيا إلى أوروبا وآسيا. ويشارك فى هذه الرحلة مئات الملايين من الطيور فى كل ربيع، وتتوقف بعضها لساعات وأخرى لأسابيع فى لبنان حتى تصبح ظروف الرياح ودرجات الحرارة مواتية بالنسبة لها للمضى قدما فى مغامرتها.
لكن هذا المشهد لا يلمحه بشكل عام سوى محبى هواية مراقبة الطيور الذين يسعون لالتقاطه فى المناطق النائية مثل سهل البقاع الخصيب، وهو نقطة عبور رئيسية للطيور المهاجرة.
ومع ذلك يبدو الأمر مختلفا تماما هذا العام، إذ يقول ماهر أسطة، وهو مدير مشروع فى جمعية حماية الطبيعة فى لبنان "حتى فى المدن، يلتقط مراقبو الطيور والمصورون صورا لطيور لم نرها من قبل، بالقرب من الشاطئ، وليست مجرد طيور النورس".
ورصدت جمعية حماية الطبيعة فى لبنان أعشاشا لنوعين من الطيور المهاجرة، وهما القطقاط شوكى الجناح والبلشون الأبيض الصغير، فى بيروت والضواحى المحيطة بها وعشرة أنواع من الطيور لم يتم رصدها مسبقا فى هذه المناطق المكتظة بالسكان، كما ظهر قرب الطيور إلى الأرض بشكل أكثر وضوحا فى منطقة مستنقعات عميق فى سهل البقاع.
وقال عزت طه، وهو مزارع فى قرية المنصورة بالقرب من منطقة عميق "هناك طيور صغيرة أراها فى حديقتى للمرة الأولى. ولا أعرف السبب وراء ذلك. ربما تشعر بارتياح أكثر مع وجود ضوضاء أقل وسيارات أقل وطائرات أقل"، وأضاف "أنا لا أعرف ما يحدث فى الطبيعة لكن هذا شيء جيد".
ويقول السكان إن حيوانات مثل ابن آوى الذهبى تتجول يوميا عبر البساتين بقرب غير معتاد من منازل الناس أثناء حالة العزل التى تفرضها السلطات للمساعدة فى كبح انتشار فيروس كورونا.
ومع خلو المسارات المخصصة للمشى من حركة الزوار المعتادة، ظهرت مجموعات كبيرة من ضفدع الشجر الصغير، المعروف علمياً باسم الضفدع السافيجني، نقفز فى الأرجاء المحيطة بمنطقة المستنقعات.
وقال أسطة عن الضفادع ذات اللون الأخضر الفاتح التى لا تتعدى حجم الإبهام: "فى الظروف الطبيعية، لن تراها على الإطلاق".
وأشار أسطة إلى أن الطيور المهاجرة تستفيد أيضا على ما يبدو من انخفاض عمليات الصيد فى وادى البقاع بسبب فيروس كورونا، مضيفا أن عمليات الصيد، ومعظمها دون ترخيص، كانت تتسبب فى إنقاص أسرابها كل عام.
أحد الطيور المهاجرة
الأراضى الزراعية فى لبنان
الأماكن الزراعية فى لبنان
الطيور تحتل شجرة فى لبنان
طيور مهاجرة تهبط على لبنان
طيور مهاجرة على الاشجار
مستنقعات لبنان
الطيور على أغصان الشجر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة