يواصل فيروس كورونا اجتياح أمريكا اللاتينية وتسبب فى ارتفاع عدد حالات الوفيات إلى 4100 شخص، الغالبية العظمى فى البرازيل، وهى الدولة الأكثر تضررا من الوباء، وتزايد عدد حالات الإصابة إلى 85.237 حالة.
وأشارت صحيفة "البيريوديكو" الإسبانية إلى أن البرازيل سجبت 1924 حالة وفاة، ويصل عدد اجمالى المصابين إلى 30.425 حالة، وذلك لافتقارها للتدابير اللازمة من فرض العزل والحجر الصحى لعدم انتشار فيروس كورونا، وهذا يرجع لقرار الرئيس البرازيلى جايير بولسونارو بعدم إغلاق البلاد لاسباب اقتصادية.
وأصبحت المكسيك الدولة الثانية فى المنطقة التى لديها أكبر عدد من الوفيات المرتبطة بالفيروس. وسجلت يوم الجمعة 486 حالة وفاة و6297 إصابة.
وفى الإكوادور، حيث انهار نظام المستشفيات فى بعض المناطق بسبب انتشار الفيروس، توفى 403 شخصًا وهناك 8.225 إصابة مسجلة، وتعانى الإكوادور من أزمة للتوابيت، وخاصة فى مدينة غواياكيل العاصمة الاقتصادية للإكوادور، حيث تركت مئات الجثث فى المنزل لعدة أيام، وفى الشوارع كذلك، ملفوفة بالبلاستيك الأسود، وعجزت مكاتب الدفن عن التلبية وانهار القطاع الصحى الذى يفتقر إلى الأموال والموظفين. وتنتشر رائحة الموت حول المستشفيات، كما تصطف طوابير طويلة من السيارات أمام المقابر، محملة بتوابيت من الورق المقوى.
وفى فنزويلا، تجد الحكومة صعوبة فى فرض إجراءات العزل، وذلك بسبب حالة الفقر التى تهدد الفنزويليين، وهناك العديد من الفنزوليين من يروا أنهم إذا لم يموتوا من الفيروس سيموتون من الجوع، وقال أحد الفنزويليين "إننا نحارب الفقر من قبل الفيروس".
وتكافح الأرجنتين للخروج من هذه المحنة بأقل الخسائر، لكن حجم الأضرار يبدو كبيراً لدرجة أن الرئيس ألبرتو فيرنانديز قال أن الأرجنتين فى حاجة إلى خطة تعافى اقتصادى شبيهة بخطة مارشال عقب الحرب العالمية الثانية، وأن بذل جهود ضخمة لتحقيق تعافٍ أصبح أمراً أكثر إلحاحاً من وضع خطة لاحتواء التضخم.
وعلى القائمة يوجد بيرو مع 274 حالة وفاة، و12.491 إصابة، وجمهورية الدومينيكان (196، 3، 755)، كولومبيا (144، 3، 233)، الأرجنتين (122، 2، 658)، بنما (109، 4، 016)، وتشيلى (105، 8.807)
وتعانى أمريكا اللاتينية من سياسات مختلفة فى التعامل مع فيروس كورونا، فهناك دول تتبع الإجراءات اللازمة بالتزام وهناك من يخترق الحظر المفروض ويفتح البلاد لعدم إلحاق خسائر اقتصادية.
قالت منظمة العمل الدولية أن فيروس كورونا أدى إلى خسارة أمريكا اللاتينية إلى حوالى 14 مليون وظيفة، وتسبب فى فقدان 5.7 % من ساعات العمل فى امريكا اللاتينية ومنطقة بحر الكاريبى، وفقا لصحيفة "انفوباى" الأرجنتينية.
وقال المدير الإقليمى لمنظمة العمل الدولية، فينيسيوس بينهيرو: "إننا نواجه دماراً هائلاً للوظائف، وهذا يشكل تحدياً لمقادير غير مسبوقة فى أسواق العمل فى أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي".
وأضاف مدير منظمة العمل الدولية، وهى وكالة تابعة للأمم المتحدة حول شئون أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى: "من الآن فصاعدًا، نعلم أنه فى الوقت الذى يتم فيه التغلب على حالة الطوارئ الصحية، سيتعين علينا مواجهة إعادة بناء حقيقية لأسواق العمل لدينا".
وأكد أن لفيروس كورونا أثر كارثى على العمالة والجور فى جميع أنحاء العالم، وفى أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى بشكل خاص، مشيرا إلى أن الفيروس يؤثر بشكل خاص على القطاعات التى تولد عددا كبيرا من الوظائف فى المنطقة مثل التجارة والخدمات الاجتماعية".
وأشارت الصحيفة إلى أن سوق العمل يواجه "أكبر أزمة له منذ الحرب العالمية الثانية" فى العالم، حيث يدير 1.25 مليار عامل خطر فصل أو تخفيض الأجور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة