من أول قلم، ومع أول كارثة انتزع الأطباء بعضا من حقوقهم المهدرة التي طالما ناضلوا من أجلها لسنوات طويلة، وأدرك الجميع أن الأطباء والقطاع الصحي هم الصف الأول في كثير من المعارك التي نخوضها يوميا على أرض الواقع، وأنهم يستحقون التعامل معهم بهذه الصفة، وأن يتم مراجعة دخولهم المتدنية وظروف عملهم غير الآدمية، وخيرا فعلت الدولة حين تمكنت من إزالة الغشاوة الأبدية من على عينها، ورب كورونا نافعة.
لكن على الجانب الآخر هناك مهزلة عجيبة، الناس على السوشيال ميديا وعلى أرض الواقع لا يدركون حجم الكارثة، وهناك فئات واسعة تواصل التنمر والتعدي على الأطباء والممرضين والعاملين في مجال الصحة رغم أنهم يعرضون حياتهم وحياة أطفالهم وذويهم للخطر الأول.
التهكم على المرضى من الأطباء والتنمر على الممرضات لدرجة خروجهم في فيديوهات باكية لوقوف حملات التنمر ضدهم، ثم خروج قرية جاهلة وظالمة لمنع دفن جثمان طبيبة، مما دفع أحد الأطباء على جروب مغلق للأطباء لتوجيه سؤال إلى زملائه فكتب كالتالي:
س: تفتكروا يا دكاترة إن في ناس تستاهل إن إحنا نتصاب أو نموت علشانهم؟
سؤال بسيط وقصير في وقت يعتبر للأسف بداية الأزمة، المرعب هي كمية الردود الكثيرة من الأطباء، تضج بما يعانونه من كل قلة تقدير وسوء معاملة، رغم أن الأطباء يحتاجون من الجميع كل تقدير واحترام لدورهم المهني والبطولي والإنساني.. أمام جحافل الجهل والظلم والغباء.
إجابات الأطباء تراوحت بين أن "الناس متستهلش" وبين إن "ده شغلك ورسالتك وحسابك قدام ربنا".
رفقا بالأطباء.. واحذروا غضبهم.. ومتخرجوهمش من هدومهم.. فربما يكون القادم أسوأ.. وربنا يستر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة