أيام قليلة تفصلنا عن بداية شهر رمضان المعظم، الذى يحلّ هذا العام فى ظروف تبدو استثنائية، مع تفشى وباء كورونا المستجد "كوفيد 19" مع فرض العزل المنزلى فى العديد من الدول ذات الغالبية المسلمة، وبات واضحاً بعد إعلان فيروس كورونا وباءً عالميا أن الشعائر الدينية كانت من مناحى الحياة الأكثر تأثراً بانتشار العدوى ومنها شهر رمضان.
رمضان شهر التجمعات
شهر رمضان رمز للتلاقى والزيارات وتكثيف الأنشطة الدينية والاجتماعية الجماعية، إلا أنه ينبغى هذا العام أخذ كافة الاحتياطات الممكنة لتقليص تلك التجمعات وضمان أكبر قدر من الأمان منعا لتفشى العدوى، والنقطة الأساسية هى يمنع منعا باتا لأى شخص مريض أو يشتبه فى إصابته بفيروس كورونا التواجد فى أى تجمعات.
نصائح الطب الشرعى فى رمضان
فى التقرير التالى يلقى "اليوم السابع" الضوء على الإجراءات الاحترازية التى يجب الالتزام بها فى شهر رمضان من خلال وضع روشتة يوصى بها الطب الشرعى للحد من انتشار الوباء، فضلا عن نصائح وتوصيات منظمة الصحة العالمية التى ستجنب – بإذن الله تعالى – الأمة الإسلامية من المخاطر وقضاء شهر رمضان فى نفس الأجواء الإيمانية والعائلية المتعارف عليها، ولكن مع وجود قدر من الحرص والسلامة، بحسب الدكتور محمد جاب الله استشارى الطب الشرعى وعضو الجمعية اليابانية للعلوم الطبية الشرعية.
شهر رمضان المعظم يتميز عادة بالتجمعات الدينية والاجتماعية، حيث يحرص الأصدقاء والعائلات المصرية بصفة خاصة والأمة الإسلامية بصفة عامة على التجمع من أجل الإفطار معًا، والصلاة سويًا، وتزداد التجمعات مع حلول العشر الأواخر، إذ يبدأ الاعتكاف فى المساجد، لكن مع انتشار وباء "كورونا" فى العالم، بدأ الجميع يسأل عن شهر رمضان والاحتفالات الدينية، وتأثير الصيام، واستمرار إغلاق المساجد، فهناك حزمة من التوصيات والإرشادات يجب الانتباه لها كما يلى:
روشتة تتضمن 13 بندا
1- فى البداية يجب أن نعلم جيدا أنه لا توجد دراسات علمية عن علاقة الصيام بمرض وباء كورونا "كوفيد 19" وعليه فإنه يمكن للأصحاء المعافين الصيام مع مراعاة تناول قدر كبير من السوائل والخضراوات الطازجة والأطعمة الصحية والبعد عن الأطعمة المحفوظة.
2-مرضى كورونا يمكنهم الإفطار وعدم الصوم وفقا للرخصة الدينية للمرضى بالإفطار وعدم الصوم.
3- ينبغى على المدخنين استغلال الشهر الفضيل فى التوقف عن التدخين، وذلك نظرا لما هو مؤكد من أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بمرض كورونا أكثر من غير المدخنين.
4- فى حالة تنظيم أنشطة جماعية كالإفطار مثلا ينصح بتقليص عدد المتواجدين لأقل عدد بمعنى أدق إذا كان الشخص يقوم بعزومة أو استضافة أسرة كبيرة مكونة من 20 أو 50 فردا واحدة، يرجى تقسيمهم على عدة أيام لضمان أفضل قدر من التهوية فى المكان والقدرة على الحفاظ على التباعد الشخصى المقدر بحوالى متر بين كل شخص والآخر.
الطب الشرعى
5- فى أى تجمع أسرى أو دينى يجب توافر كافة وسائل التعقيم المتاحة مثل بخاخات الكحول والمطهرات والصابون والمناديل المطهرة وغيرها.
6- فى الدول التى ما زالت المساجد مفتوحة فيها يجب توفير كافة وسائل التعقيم والقيام بالتعقيم بصورة دورية قبل وبعد أى تجمع، والاهتمام بنظافة الأماكن الأكثر نقلا للعدوى كدورات المياه وأماكن الوضوء، والاهتمام بنظافة النقاط الأكثر تلامسا مثل مقابض الأبواب.
7- على المصلين ارتداء الكمامات واستخدام وسائل الحماية الشخصية واستخدام سجادات الصلاة الشخصية.
8- يمنع تماما أى تواصل جسدى بين المشاركين فى أى تجمع ويكتفى بالإيماءات والكلمات فى التحية.
9- يمنع تماما كبار السن عموما والمصابين بأمراض مزمنة أو خطيرة "أمراض القلب والسكر والأورام والجهاز التنفسي" والحوامل، من التواجد فى التجمعات، وذلك نظرا لأنهم الأكثر عرضة للمضاعفات الخطيرة لمرض كورونا.
10- ينصح بإقامة أية تجمعات فى الأماكن المفتوحة، وأن تكون التجمعات محدودة الوقت وعدم إطالة المدة الزمنية للتجمعات.
11- يجب أن يتم استبدال موائد الرحمن بإعداد وجبات جاهزة مغلفة بطريقة صحية وتوزيعها على المحتاجين دون الحاجة لتجميعهم فى مكان واحد.
12- يجب استغلال شهر رمضان وما فيه من روح معنوية وروحانية عالية فى تشجيع الناس على الصبر على الأوقات الصعبة والدعاء للمرضى بالشفاء وبث الأمل فيهم، والربط بين الدين والعادات الصحية.
13- فى حالة عدم ضمان كل الممارسات الصحية السابقة يرجى إلغاء أية تجمعات دينية أو اجتماعية منعا لنشر العدوى.
فتوى دار الإفتاء حول الصيام فى زمن كورونا
هذا وقد سبق لدار الإفتاء المصرية الإجابة على السؤال "ما حكم صيام شهر رمضان فى زمن كورونا؟".. خلال بث مباشر أجرته الدار عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك وأجاب عنه الشيخ محمود شلبى أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، وقال شلبى: "الصيام أمر واضح فهو واجب على الإنسان البالغ العاقل إلا فى حال وجود عذر شرعى، فمثلا المرأة الحائض، أو المريض الذى لا يستطيع أن يصم فيجوز له الإفطار، فإن استطاع أن يقضى بعد رمضان قضى، وإن دام مرضه بأن كان مرضه مزمنًا وجب عليه أن يخرج الفدية، وهى إطعام مسكين عن كل يوم".
دار الإفتاء
وتابع شلبى: "وبالتالى إذا كان هناك عذر شرعى أو أن الطبيب قال لك لا يجب عليك الصوم فلا صيام عليك ولتقضيه بعد ذلك أو تخرج الفدية إذا كان مرضا مزمنا"، واختتم أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية قائلاً:"أما فى مسألة فيروس كورونا فحتى الآن لم تصدر الدار شيئا فى ذلك وإذا جد جديد فى هذا الأمر ستخرج دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف بيانات لذلك فى وقتها".
شهر رمضان
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة