"رجالة وطول عمر ولادك يا بلدنا رجالة".. هذه الكلمات يستحق أن يوصف بها مجموعة من الشباب المتطوعين فى أعمال الخير خاصة فى مجتمعات الصعيد الأكثر اجتماعياً من غيرها، نظراً لتقارب الأنساب والأحساب بجانب روابط الجيرة والعقيدة وغير ذلك.
المزارعون
وفى محافظة أسوان وتحديداً فى قرية بنبان بمركز دراو، تطوع مجموعة من الشباب وأهالى القرية فى جمع حبوب القمح التى يستخرجها أصحابها للزكاة فى مكان واحد أطلقوا عليه "صومعة الخير" لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين من أهالى القرية والقرى المجاورة، ثم سيتم تعميم الفكرة لتشمل باقى المحاصيل الزراعية والفاكهة وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.
أهالى بنبان
إدريس ربيع، من مؤسسى فكرة "صومعة الخير" بقرية بنبان الأسوانية، تحدث لـ"اليوم السابع" عن الفكرة قائلاً: فكرة صومعة الخير تطبق لأول مرة فى القرية هذا العام فكان قبل ذلك كل أصحاب محاصيل القمح يخرجون زكاتهم بمعرفتهم وقد يحصل شخص واحد على أكثر من تبرع فى حين لا يحصل جاره الفقير الآخر على شيئ، ومن مبدأ التكافل الاجتماعى فى القرية بدأنا التفكير فى طريقة لتوزيع القمح بالتساوى على المحتاجين وفقراء القرية لذا كانت فكرة الصومعة.
توريد القمح للصوامع
وتابع إدريس ربيع، منسق عام المبادرة، بأن الفكرة تعتمد على قيام مجموعة من المتطوعين الشباب وعواقل القرية الذين يصل عددهم إلى نحو 17 شخصاً، بجمع حبوب القمح من المزارعين بعد الحصاد والذى بدأ موسمه حالياً مع الأسبوع الماضى المنقضى، وتقوم كل مجموعة بتقسيم نفسها على الأراضى الزراعية المنتشرة فى القرية والنجوع المحيطة بها وهى "بنبان قبلى وبحرى والرقبة ونجع الحجازية ونجع السعيداب ونجع العليقات والخبر" وغيرها من المناطق المحيطة والنجوع القريبة المشاركة فى الحملة.
وأوضح أحمد عبد العزيز، من مؤسسى صومعة الخير أيضاً، بأن فكرة الصومعة تساعد على جمع أكبر كميات من المحاصيل فهى ليست قاصرة على حبوب القمح فقط، ولكن سيمتد العمل بها بعد موسم القمح لتشمل جمع "الثوم والمانجو" وغير ذلك، وتوزيعها بالتساوى بين الفقراء والمحتاجين من أهالى القرية، والذين تم رصدهم بمعرفة لجان مخصصة ووصل عددهم لنحو 2000 محتاج من أبناء بنبان والقرى والنجوع المحيطة، ويتم حالياً جمع هذه الحبوب فى مكان واحد تم تخصيصه لهذا الغرض وسيتم توزيعها فى وجود لجنة بإشراف عدد كبير من عواقل ومشايخ القرية، بعد أن يقوم كل مزارع باستخراج زكاته من القمح زاد على ذلك أو اكتفى بقدر زكاته فقط.
حصاد القمح فى بنبان
وأشار إلى أن هذا الفكرة تشير إلى معانى الترابط الاجتماعى الذى يعيش فيه أهالى القرى والنجوع فى الصعيد نظراً للروابط المختلفة التى تربط بينهم سواء من ناحية الأنساب أو الجيرة أو حتى المحبة، ففى قرية بنبان يعيش الجعفرى والعبادى والقبائل المختلفة والأديان أيضاً حيث يوجد عدد كبير من الإخوة الأقباط الذين يشاركون فى مثل هذه المناسبات الخيرية التى لا تقتصر على الزكاة فقط ولكن بعض الإخوة الأقباط بالقرية من مزارعى القمح يستخرجون جزء من محاصيلهم للفقراء والمحتاجين من المسلمين والأقباط.
ووجه "عبد العزيز"، الشكر لكل المتطوعين فى اللجان ومنهم "إدريس ربيع على، والحاج حسن أفندى، وصلاح عوض الله، ومصطفي مصطفى أحمد، والشيخ أحمد عبود أبو عبد الرحمن الطيب، وناصر أبو أنور، والحاج سيد أبوالوفا، والحاج حسين إدريس عبد الرحيم، ومحمد حسن مدنى، وأبو العلاء مصطفى، ومؤمن عبد العظيم غندقلى، ومحمد حسن رجب، وإبراهيم أبو عشرى، وأحمد مكى، والشيخ جمال منصور، وفيصل أبو ضافر، والشيخ زايد الحاج عيد العليقي ومتري رياض".
يشار إلى أن بنبان هى قرية تابعة لمركز دراو، بمحافظة أسوان، وتقع على الضفة الغربية لنهر النيل، وتبعد 40 كيلو متراً عن مدينة أسوان، و3 كيلو متر من مدينة دراو، وسكانها من عرب الجعافرة، وتشتهر بزراعة القمح والطماطم وتصديرها إلى أوروبا، بالإضافة إلى شهرتها الواسعة التى اكتسبتها من إنشاء محطة الطاقة الشمسية العالمية التى يساوى إنتاجها السد العالى تقريباً.
قرية بنبان
مؤسسو صومعة الخير