يسعى الاتحاد الأوروبى إلى حل أزمته مع إيطاليا بعد الأزمة التي نشبت بين الطرفين على وقع مطالبة إيطاليا بـ 100 مليون يورو مساعدات طبية لمواجهة الأزمة المشتعلة داخلها، بينما ماطلت أروبا في تقديم المساعدات لتوجه مؤخرا رئيسة المفوضية الأوروبية رسالة إلى إيطاليا بالاعتذار.
وذكر موقع العربية، أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قدمت اعتذاراً لإيطاليا على تأخر رد فعل الاتحاد بشأن تفشي وباء كورونا، وذلك في رسالة نشرتها الخميس الصحف الإيطالية، وجاء عنوان الرسالة التي وجهتها المسؤولة الأوروبية إلى الإيطاليين "أقدم لكم اعتذاراتي. نحن معكم"، حيث كتبت فون دير لاين في صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية: "اليوم أوروبا تتحرك وتقف إلى جانب إيطاليا. لكن الأمر لم يكن دائماً كذلك".
وتابعت فون دير لاين في رسالتها للإيطاليين اليوم:"علينا أن نقر أنه في بداية الأزمة التي نتجت عن الحاجة لرد أوروبي مشترك، لم يفكر كثيرون إلا بمشاكلهم الوطنية، مختتمة رسالتها بمبادرات اتخذها الاتحاد الأوروبي لمساعدة الدول الأكثر تضرراً من وباء كورونا، خصوصاً إيطاليا، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي سيخصص حتى 100 مليار يورو للدول الأكثر تضرراً، بدءًا بإيطاليا، للتعويض عن تراجع مداخيل من سيعملون ساعات أقل، أن أوروبا اتفقت أيضاً على "منح قروض مضمونة من كل الدول الأعضاء، الأمر الذي يثبت التضامن الأوروبي، لافتة إلى أن كل يورو يكون لا يزال متوفراً في الموازنة السنوية للاتحاد الأوروبي، سينفق لمعالجة هذه الأزم، موضحة أن المفوضية الأوروبية فعلت الشهر الماضي كل ما وسعها لمساعدة إيطاليا.
والأسبوع الماضي لم تتوصل دول الاتحاد الأوروبي الـ27 إلى اتفاق على رد قوي على العواقب الاقتصادية للوباء، وظهر شرخ بين دول الجنوب مثل إيطاليا وإسبانيا، المدعومتين من فرنسا واللتين طالبتا بإصدار سندات دين مشتركة لتعبئة الموارد من السوق لصالح جميع الدول الأعضاء، ودول الشمال بقيادة ألمانيا وهولندا الرافضة لهذا الاقتراح، وهذا الاجتماع الذي عُقد عبر دائرة الفيديو المغلقة انتهى بإعلان ينص على عقد لقاء جديد خلال أسبوعين.
وفي إيطاليا، وهي إحدى الدول المؤسسة للاتحاد وتُعد من ركائزه، استُقبل الإعلان الصادر عن الاجتماع بغضب عارم مفتوح على أوروبا التي وصفت بأنها "قبيحة" و"ميتة".
وكان رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي قد قال في حديث لصحيفة "دي تسايت" هذا الأسبوع عن الاتحاد الأوروبي: "إن كنا فعلاً اتحاداً، فآن الآوان لإثبات ذلك".
من جانبه أكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الأزمة التي يمر بها الاتحاد الأوروبى خلال الفترة الراهنة، بسبب أزمة فيروس كورونا والخلاف الكبير بين دول إيطاليا وفرنسا وألمانيا حول تقديم مساعدات للدول الأوروبية التي تعرضت لأزمة كورونا وأثرت على اقتصادها لن تؤدى في النهاية إلى انهيار الاتحاد ولكن قد تؤدى إلى وجود تعديل في اتفاقية بروكسيل التي بمقتضاها تم إنشاء الاتحاد.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الانهيار غير وارد للاتحاد الأوروبى أو انسحاب بعض الدول، لافتا إلى أن سلطات الاتحاد الأوروبى محدودة وفقا لاتفاقية بروكسيل، حيث إن دور المفوضية الأوروبية هو التنسيق بين الدول الأوروبية لتقديم مساعدات لبعضها حال تعرضت لزلازل أو أعمال إرهابية أو لكارثة، لافتا إلى أن البند رقم 222 من اتفاقية بروكسيل ينص على أن الدول الأوروبية عليها تقديم المساعدات للدول الأعضاء المنكوبة بسبب كوارث، وفيروس كورونا يعد من تلك الكوارث.
ولفت الدكتور طارق فهمى، إلى أن الخلافات الدائرة حاليا حول عدم تقديم مساعدات كافية لإيطاليا بسبب فيروس كورونا لن يؤدى إلى تفكك الاتحاد، موضحا أن الأمر يحتاج إلى تعديل بعض البنود بما يسمح بإلزامية تقديم المساعدات، موضحا أن فرنسا وألمانية المختلفان الآن حول تقديم مساعدات لإيطاليا حريصين للغاية على بقاء الاتحاد الأوروبى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة