تمر اليوم الذكرى الثانية والخمسين على ظهور السيدة العظيمة العذراء مريم فوق كنيستها بالزيتون، إذ يؤمن الكثيرون بتجلي أم النور فى بهاء يخطف قلوب المؤمنين من جميع الأديان مساء يوم 2 إبريل عام 1968، و بدأت مريم العذراء تتجلى في مناظر روحانية نورانية في وعلى قباب الكنيسة المدشنة باسمها الطاهر.
الكثير يؤمن بذلك التجلى التى تحتفل به الكنيسة سنويا، وكثير من الطوائف المسيحية لديها إيمان تام بظهور أم النور إلى العالمين، لكن هناك البعض يشكك فى ظهور السيدة العذراء خاصة بعد توالى هذه الظهورات لتبلغ عشرات المرات بالعديد من كنائس العاصمة والمحافظات، فهل ذًكر تجلى العذراء العظيمة مريم فى الكتاب المقدس؟
يقول القمص «عبدالمسيح بسيط» فى فصل بالكتاب جاء بعنوان "الظهورات والاعتراض عليها": أن الكتاب المقدس ليس به أى نوع من الظهور سوى ظهور السيد المسيح.. وبمجرد صعوده لم يذكر لنا الكتاب آى شىء عن ظهوره بعد ذلك، فإذا كان المسيح لم يظهر مثلما يحدث الآن، فكيف يظهر القديسون ومكتوب أن الشيطان نفسه يقدر أن يظهر فى صورة ملاك نور وغيرها من الأشكال.
يضيف القمص عبدالمسيح: "ويبدو أن مدير كلية اللاهوت الإنجيلية فى حاجة إلى درس ليس فى اللاهوت فقط وإنما فى أبسط مفاهيم الكتاب المقدس، لأن كل كلامه يدل على جهل بالكتاب المقدس وينسب له ما ليس فيه ويفسره على هواه، أولاً: من قال له إن القديسين ممنوع عليهم الظهور؟! ومن قال له إن القديس عندما يظهر يكون فى السماء وعلى الأرض فى آن واحد؟! ومن الذى علمه أن الكتاب المقدس ليس به أى نوع من الظهور سوى ظهور السيد المسيح؟".
ويسوق القمص عبدالمسيح بسيط أدلة ذكر ظهور العذراء مريم فى الإنجيل قائلا: «يذكر الكتاب المقدس عشرات الظهورات للملائكة مثل ظهور الملاك جبرائيل لزكريا والد يوحنا المعمدان، يقول الكتاب «فظهر له ملاك الرب واقفاً عن يمين مذبح البخور، فلما رآه زكريا أضطرب» (لو ١١: ١، ١٢ ) وظهوره للعذراء القديسة مريم « فدخل إليها الملاك وقال لها سلام لك أيتها المنعم عليها « «لو ٢٨: ١»، كما ظهر كل من إيليا النبى، الذى صعد إلى السماء فى مركبة نارية، وموسى النبى الذين مات ودفن (تث ٥: ٣٤، ٦ )، مع السيد المسيح على جبل التجلى، يقول الكتاب «وفيما هو يصلى "المسيح" صارت هيئة وجهه متغيرة ولباسه مبيضا لامعاً، وإذا رجلان يتكلمان معه وهما موسى وإيليا، كما يذكر الإنجيل للقديس متى أنه عندما أسلم السيد المسيح الروح على الصليب أن « القبور تفتحت وقام كثير من أجساد القديسين الراقدين، وخرجوا من القبور بعد قيامته ودخلوا المدينة المقدسة وظهروا لكثيرين « ( مت ٥٢: ٢٧، ٥٣ )، فهل كان هؤلاء فى السماء وعلى الأرض فى آن واحد ؟! وهل كانوا آلهة؟ كلا، فهم جميعاً مخلوقات محدودة فى كل شئ، ولكنهم رسل، رسل الله، سواء كانوا ملائكة أو بشر، وظهورهم على الأرض هو تكليف إلهى لهم لتأدية مهام محددة فى مكان محدد وزمان محدد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة