شهد معدل نقل البيانات عبر الإنترنت على مستوى العالم، نمواً غير مسبوق، خلال الأسابيع الأربعة الماضية، بنسب تراوح بين 20% و40% في المناطق المتضررة من انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19)، ولفتت دراسة لأحد الشركات، القائمة على الألياف البصرية والاتصال عبر بروتوكول الإنترنت، إلى أن معدل استخدام التطبيقات الحساسة لزمن الانتقال خلال ساعات العمل، شهد نمواً بنسبة 300% في تطبيقات المؤتمرات عن بُعد في الولايات المتحدة، مثل زووم، وسكايب، بينما وصل معدل النمو في استخدام الألعاب (بسبب وجود الأطفال في المنزل) إلى 400%.
وأوضح كبير مسؤولي التكنولوجيا الشركة، والمسؤول عن محفظة معلومات الشبكات، والتحليلات، ومنتجات أمن الشبكات الدكتور لابوفيتز، في تحليله لنتائج الدراسة، أن الشبكات تلبي حجم الطلب بمعدل نمو تراوح بين 30% و45% على مدار العام عام، وليس خلال أيام.
وقال: إن العالم بصدد مواجهة وضع غير مسبوق في نمو حجم الطلب على تبادل بيانات الإنترنت، نتيجة تأثير الإغلاق التام للأنشطة بسبب تفشي جائحة (كوفيد-19)، إذ طبقت دول بأكملها حالة الحظر، والناس في كل مكان مطالبون بالتوقف عن التجاوب والتفاعل البيني اجتماعياً، أو التقليل منه إلى أدنى حد ممكن.
وأشار إلى أن المشكلة الكبرى تدور حول مستجدات حركة تبادل البيانات من يوم إلى آخر، ومن عطلة نهاية الأسبوع إلى أخرى، مضيفاً أنه جرى تصميم السعة لتتحمل أقصى بث عبر الإنترنت في يوم الأحد في تمام التاسعة مساءً، لكننا الآن نلاحظ أن أعلى معدلات البث في نهاية الأسبوع على منصة OTT، تتجاوز المعدل التصميمي بشكل ملحوظ، ليبلغ الضغط أقصاه على شبكات التجميع وأجهزة توجيه الخدمات الطرفية، حيث يصل حجم الطلب إلى أقصى معدلاته.
وتابع: أن موجة التدابير الطارئة الخاصة على مستوى الدول والقارات لمواجهة انتشار (كوفيد-19) مستمرة، الأمر الذي يظهر التداعيات الأولية لهذه الجائحة العالمية على حركة نقل البيانات عبر الشبكات، وبطريقة ما، قد يشكل هذا الأمر «تطورات الأحداث القادمة» بالنسبة لجميع الشبكات.
وتبرز الدراسة حجم تبادل بيانات الإنترنت في عدة قطاعات شبكية، وهي:
مواقع التواصل الاجتماعي والتراسل
أشارت الدراسة إلى أن تطبيقات التراسل الشائعة، وتطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي، شهدت زيادة كبيرة في الاستخدام في اليوم الأول من الإغلاق، ومن بينها المواقع الأكثر شهرة وشعبية، مثل تطبيق WhatsApp، الذي شهد زيادة كبيرة تراوح بين 117% و217%، خلال اليوم الأول، مع حدوث طفرة واضحة في ساعات الصباح في اليوم الأول لإغلاق المدارس.
وعلى صعيد الترفيه والتسلية عبر الإنترنت، تقول الدراسة: إن الزيادة في نقل البيانات عبر نتفليكس، أظهرت أن الأشخاص بدأوا في تسلم البث منذ الصباح الباكر حتى ساعات الظهيرة، بينما ظلت أحجام نقل البيانات ضمن معدل يفوق 20%، مقارنة بالقيم النموذجية، حيث إن الزيادة الإجمالية لنقل البيانات خلال النهار تراوح بين 97% (في الصباح) و27%-42% (فيما بعد الظهيرة)، وهو ما يشكل مساهمة كبيرة في إجمالي نقل البيانات عبر الشبكة.
وشهد اليوم الأول، زيادة في المعدل الإجمالي لنقل البيانات في أي مكان، تراوحت بين 30% (5 مساءً) و80% (9 مساءً)، مع زيادة تراوح بين 50% و70% في معظم فترات اليوم.
وتبين الدراسة، أن معدل نقل البيانات ارتفع في عطلة نهاية الأسبوع الأول، بنسبة تراوح بين 34% 97% خلال اليوم، وهو ما يقدم مستويات تيرابت إضافية لأحجام نقل البيانات للشبكة في بعض الأحيان.
وطرحت الدراسة، جملة من التصورات النهائية التي يمكننا استخلاصها من الملخصات السريعة المتعلقة باليوم الأول وعطلة نهاية الأسبوع الأولى، والواقع الفعلي المستجد لترددات النطاق العريض التي قد نشاهدها على المستويين المحلي والعالمي خلال الأسابيع أو الأشهر المقبلة وهي:
زيادة في معدل نقل البيانات على الشبكات اللاسلكية والسلكية، وستلعب الشبكات السلكية دوراً مهماً للغاية في ظل الفترات الطويلة التي نقضيها ملازمين منازلنا، يتعين على مقدمي الخدمات الوصول إلى المعلومات متعددة المستويات الخاصة بشبكاتهم في الوقت الحقيقي.
يمكن أن يساعد الجيل الجديد من تقنيات معلومات وتحليلات الشبكات القائم على قاعدة البيانات الضخمة، في الحصول على التفاصيل المتعددة المستويات في الوقت الحقيقي وبدقة (وصولاً إلى مستوى التطبيق)، مع التفاصيل متعددة الأبعاد بشأن الشبكة، والخدمات، والتدفقات على الشبكة وأنماط الاستخدام.
وتابعت الدراسة: لقد تغيرت طريقة عملنا، وتواصلنا واستمتعنا للأبد، مثل أن تكون الرعاية الصحية عن بُعد واحدةً من المجالات التي قد تحدث، وهي من التغيرات الأكثر عمقاً من حيث كيفية الوصول إلى الخدمات الصحية وتقديمها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة