فى الوقت الذى تتزايد فيه أزمة كورونا فى عدد من الدول الأوروبية، وتتخذ تلك الدول كافة الإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس، فإن هناك بلدان أوروبية أخرى ترفض تنفيذ هذه الإجراءات وأبرزها السويد، بينما تكرر إيطاليا نفس خطأ الصين، وتترك المصابين بفيروس كورونا بأعراض خفيفة، وذكر موقع العربية، أنه فى بداية الوباء، لم يكن من المفهوم جيدًا كيف يمكن أن يكون فيروس كورونا المستجد معديًا. أما الآن يعرف الباحثون أن أولئك الذين يعانون من أعراض خفيفة، ويطلب منهم البقاء فى المنزل، يخاطرون بنقل الفيروس إلى أفراد الأسرة، ونقله إلى الآخرين خارج منازلهم حيث لا يزال الحجر جزئياً.
وبحسب نصيحة خبراء صينيين سافروا إلى أوروبا لتقديم المشورة، على إيطاليا التحول إلى الحجر الصحى الجماعى حتى للذين يعانون من أعراض خفيفة بدلاً من السماح لهم بالعزل فى بيوتهم، وبالفعل بدأت مدينة ميلان الإيطالية فى حجز الفنادق للمرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة. وستكون الأولى التى تحتوى على 306 غرف جاهزة هذا الأسبوع وسيتم تخصيصها لعزل المرضى عن أسرهم أثناء الحجر الصحى.
ويقول رئيس قسم الجهاز التنفسى بمستشفى غرب الصين بجامعة سيتشوان، أن الأطباء فى ووهان ارتكبوا نفس الخطأ فى وقت مبكر من تفشى المرض، وبينما تم إدخال فقط المرضى المصابين بأمراض خطيرة إلى المستشفيات، أوصى الأطباء فى ذلك الوقت بأن يكتفى أولئك الذين يعانون من أعراض خفيفة بعزل أنفسهم فى المنزل وذلك لتقليل الضغط على المستشفيات المثقل فى ووهان.
وقال مايك رايان، رئيس قسم الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية: "بسبب الحجر فإن معظم حالات انتقال العدوى التى تحدث بالفعل فى العديد من البلدان وقعت داخل الأسرة". وأضاف: "الآن نحن بحاجة للذهاب والبحث بين العائلات والعثور على الأشخاص الذين قد يكونون مرضى وعزلهم بطريقة آمنة وكريمة"، فيما أكد الأطباء أن الحجر الصحى الإيطالى فى المنزل يكرر خطأ الصين. وذكرت صحيفة "كورييرى ديلا سيرا" الإيطالية يوم الاثنين أن حملة القمع ضد الأشخاص الذين ينتهكون قواعد الإغلاق كشفت عن حوالى 50 حالة مؤكدة كانوا فى الشوارع بدلاً من البقاء فى المنزل.
وفى بريطانيا، ذكرت شبكة سكاى نيوز الإخبارية، أن لندن سجلت الأربعاء، للمرة الأولى أكثر من 500 وفاة فى يوم واحد بفيروس كورونا المستجد، وأعلنت وزارة الصحة البريطانية، على تويتر، تسجيل 563 وفاة بالفيروس، مما يرفع إلى 2352 الحصيلة الإجمالية للمتوفين بالوباء على الأراضى البريطانية، كما تجاوزت حالات الإصابة بكورونا فى البلاد الـ29 ألف حالة.
وقال وزير الإسكان البريطانى، روبرت جنريك، أن عدد الوفيات نتيجة الإصابة بفيروس كورونا سيزيد على الأرجح قبل أن يتحسن الوضع، لكن الإجراءات التى اتخذتها الحكومة تبطئ انتشار المرض، وأضاف جنريك: من الجلى أن الأسبوعين المقبلين سيكونان حرجين ومن الممكن، بل من المرجح، أن يتدهور الوضع فيما يتعلق بالأعداد فى الأيام القادمة قبل أن يتحسن.
ولفتت الشبكة الإخبارية، أنه فى الوقت التى سارعت كل دول العالم تقريبا إلى فرض عزلة اجتماعية لمنع مزيد من التفشى لفيروس كورونا المستجد، لا تزال السويد خارج السياق الدولى، رافضة الإجراءات الوقائية من الوباء، وحذر أطباء من أن رفض السويد الدخول فى عزلة بسبب تفشى الفيروس، مع ترك المدارس والأماكن العامة والمؤسسات مفتوحة، قد يؤدى إلى كارثة.
ولا تزال الحياة اليومية فى السويد مستمرة كالمعتاد، رغم دخول بقية دول أوروبا فى حالة إغلاق عام بسبب جائحة فيروس كورونا، حيث لا تزال الحانات والمدارس والمطاعم ودور السينما مفتوحة، وشهدت السويد حتى الآن تسجيل أكثر من 4 آلاف إصابة بفيروس كورونا، و180 حالة وفاة، وتقول الحكومة أن الإغلاق سيؤدى إلى كارثة اقتصادية.
ودعت عريضة وقعها أكثر من ألفى طبيب وعالم وأستاذ الحكومة السويدية إلى فرض قيود صارمة وفورية لكبح تفشى فيروس كورونا فى البلاد، وفقا ذكرت صحيفة "صن" البريطانية.