سجلت اسعار النفط العالمية اليوم ، أكبر انخفاض لها منذ اكثر من 21 عام بنسبة 40 % وذلك كنتيجة لتراجع الطلب العالمي جراء تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد ، تزامنا مع ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية بعد أن أثبت اتفاق خفض الإنتاج لتحالف "أوبك+" عدم فاعليته في تعويض خسائر انهيار الطلب على النفط حيث هبط سعر برميل النفط الأمريكي من مزيج "WTI" إلى مستوى 11.31 دولار، في انخفاض بنحو 40% يعتبر الأكبر منذ العام 1998.
وهبط سعر العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم شهر مايو بنسبة 16% ليتداول أدنى مستوى 15.27 دولار للبرميل، بعد أن هوى الي 14.47 دولار للبرميل مع بداية الجلسة ، مسجلا أدنى مستوى له منذ مارس من عام ١٩٩٩، في حين انخفض سعر العقود الآجلة تسليم شهر يونيو بنحو 5.9% عند مستوى 23.75 دولار للبرميل .
وتراجع سعر خام برنت تسليم شهر يونيو بنسبة 0.9% مسجلا 27.84 دولار للبرميل بعد أن فقد قرابة 11% من قيمته الأسبوع المنصرم .
وقال مدير صندوق الثروة الروسى، اليوم الخميس، إن روسيا والسعودية تغلبتا على خلافاتهما التى كانت تحول دون خفض كبير لإنتاج النفط من أجل دعم أسعار الخام المنكوبة جراء أزمة فيروس كورونا.
وقال كيريل دميترييف، وهو أيضا من كبار مفاوضي النفط الروس، فى تصريحات لرويترز، إن خطوات خفض إنتاج الخام تتطلب دعم أوبك+، وهو تحالف يضم السعودية وروسيا، جنبا إلى جنب مع المنتجين الآخرين غير الأعضاء في المجموعة غير الرسمية
ويعزي الخبراء أسباب انهيار اسعار الخام الأمريكي على هذا النحو إلي مخاوف المستثمرين من أن مراكز تخزين الخام بولاية أوكلاهوما الأمريكية قد تستنفد قريبا سعتها التخزينية الي حد يضطر المنتجون الأمريكيون معه الي دفع أموال للعملاء نظير شراء الخام للتخفيف من تخمة المعروض وتوفير مواقع التخزين.
ونقلت وكالة بلومبرج عن فاندانا هاري، مؤسس مجموعة فاندا انسايتيس بسنغافورة قوله" مستوى الأسعار الحالية يبلور عجز اتفاق تحالف "أوبك بلس" بشأن خفض الإنتاج عن تعويض الانهيار المسجل في معدلات الطلب لتظل أسواق الطاقة تحت رحمة فيروس كورونا المستجد".
وأضاف المحلل الاقتصادي :حتى نقترب من الإعلان رسميا من إعادة فتح الاقتصاد الأمريكي، قد نشهد مزيدا من الانخفاض في أسعار لنفط أو قد يظل قرب المستويات الحالية ".
وأظهرت بيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأسبوع الماضي ارتفاع حجم المخزونات الأمريكية بنحو 48% الي 55 مليون برميل منذ نهاية شهر فبراير الماضي ، مشيرة إلي أن سعة التخزينية بمراكز تخزين الخام تستوعب 76 مليون برميل كحد أقصى حتى 30 من سبتمبر المقبل .
ذكر مصدران بأن وزارة الطاقة الروسية تأمر منتجي النفط المحليين بخفض الإنتاج 20% عن مستويات فبراير في مايو ويونيو في إطار اتفاق عالمي وفقا لرويترز.
وقال مصدران بصناعة النفط لرويترز اليوم الاثنين إن وزارة الطاقة الروسية أبلغت منتجي النفط المحليين بأن يخفضوا إنتاج النفط بنحو 20 بالمئة عن متوسط مستويات فبراير شباط، وهو ما سيجعل موسكو تفي بالتزاماتها في إطار اتفاق عالمي.
وقد اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول ومنتجو نفط كبار آخرون بقيادة روسيا، في إطار ما يعرف بمجموعة أوبك+، على خفض إنتاجهم النفطي مجتمعين بمقدار 9.7 مليون برميل يوميا في مايو أيار ويونيو حزيران لمواجهة الفائض في الإمدادات الناجم عن أزمة فيروس كورونا.
وقالت مصادر مطلعة على الخطط إن وزارة الطاقة الروسية أبلغت الشركات الأسبوع الماضي بأن تخفض إنتاجها ما بين 19 بالمئة إلى 20 بالمئة عن مستويات فبراير شباط، مما يجعل إنتاج موسكو النفطي متوافقا مع أهداف الاتفاق.
والأسبوع الماضى، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، إن مجمل تخفيضات انتاج النفط بموجب اتفاق عالمي بين كبار منتجي الخام، ومن بينهم روسيا والسعودية والولايات المتحدة، قد تبلغ 15 مليون إلى 20 مليون برميل يوميا في شهري مايو أيار ويونيو حزيران.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة