أصبحت المؤسسات المالية أكثر وعياً وبخاصة في الوقت الحالي، بمدى أهمية التأمين ضد مخاطر الهجمات الإلكترونية Cyber attack ولحجم الخسائر التي قد تتعرض لها في حالة تعرضها لهجوم إلكتروني واختراق المنصات الإلكترونية الخاصة بها في ظل ازمة كوونا التي تسببت في الاعتماد بشكل كبير على الوسائل التكنولوجية للاتصال وممارسة الأنشطة اليومية والعمليات التجارية عن بعد، وهذه التدابير جعلت هناك وضعاً مثالياُ وفرصة سانحة لاستغلال حالة ضعف دفاعات هذه الكيانات وزيادة استخدامها للتكنولوجيا للقيام بهجمات الكترونية وتكبيد الافراد والشركات خسائر كبيرة.
وقد صرح أحد المسئولين بشركة زيورخ للتأمين أن هناك أوجه تشابه بين فيروس كورونا COVID-19 والهجمات الإلكترونية، حيث أوضح قائلاً: "يتعين عليك أن تكون على درجة عالية من الوعي بأن هذا الفيروس موجود وأن تهتم بالنظافة قدر المستطاع لمنع هذا الفيروس من الوصول إليك وإصابتك ، وكذلك يجب أن يكون لديك الوعي بكيفية التعامل معه والطريقة المثلى حتى تتعافى منه ، ومن ثم يجب أن يتم التعامل بالمثل مع البرامج الخاصة بالهجمات الإلكترونية مثل برامج الفدية (ويطلق عليه أيضاً فيروس الفدية وهو نوع من أنواع الاختراق لجهاز الحاسب الآلى لشخص أو مؤسسة بهدف تشفير الملفات بداخل هذا الجهاز والأجهزة المتصلة معه في الشبكة المحلية أو غلق نظام التشغيل فى ذلك الجهاز ثم ابتزاز صاحبه (الشخص أو الشركة) لدفع فدية مقابل إعادة فك تشفير الملفات أو إعادة تشغيل الجهاز، وهو ما يعتبر أحد أنواع الابتزاز الإلكترونى، حيث أن هذه البرامج تنتشر على نطاق واسع ولهذا يجب على الشخص أن يكون على دراية بها وبكيفية معالجتها."
و تابع المسئول بقوله انه يجب أن تكون الشركات على وعى تام بأن الآثار التي تنجم عن الهجمات الإلكترونية قد تكون كارثية؛ فعند وقوع حريق لأحد المصانع قد ينتج عن هذا الحريق خسارة كبيرة لأنه سيقوم بتعطيل الإنتاج، ولكن عند حدوث هجوم إلكتروني يمكن أن يؤثر على العديد من المواقع المختلفة في وقت واحد ، والتمسك بالنماذج التقليدية لتكنولوجيا المعلومات (IT) التي يتم تطويرها داخل المؤسسة لم يعد صالحًا للأعمال التجارية الحديثة، ولهذا يجب أن يتم وضع إطار عمل رسمي لتحديد المخاطر وإدارتها حيث إن الخطر الذي يشكله الهجوم الإلكتروني يتزايد عامًا بعد عام ولم تكن معظم الشركات على دراية تامة بزيادة أخطار الهجمات الإلكترونية، وبالتالي تجاهلوا اتخاذ التدابير المضادة.
واكد المسئول على ضرورة تغيير هذا الوضع وذلك عن طريق تخصيص الموارد اللازمة لتحديد وإدارة المخاطر، ومحاولة محو الأمية الرقمية داخل بيئة العمل، حتى يفهم الجميع الطريقة التي يتم بها حدوث الهجوم الإلكترونى، كما يجب أن يتم الاطلاع بشكل مستمر على كل ما هو جديد في مجال التكنولوجيا الرقمية لأن المجرمين الإلكترونيين تتزايد خبرتهم بشكل مستمر ، ويجب أن يكون هناك نظام للمراقبة المستمرة للأشخاص وللآلية التي يتم العمل من خلالها وذلك حتى يتسنى الكشف عن أي اختراق يحدث وحتى يتم التعامل معه بسرعة؛ حيث أن الهجوم الإلكتروني يمكن أن يتم احتوائه إذا ما تم التعامل معه بسرعة.
كما كشفت شركة تشيك بوينت Check Point لبرامج أمن تكنولوجيا المعلومات فى دراسة لها أن هناك أكثر من 4000 اسم "نطاق" مسجل عالمياً مرتبط بكلمة فيروس كورونا! ومن حيث المبدأ وجدت الدراسة ان من المحتمل ان تكون أسماء النطاقات المتعلقة بفيروس كورونا بنسبة 50% أكثر ضرراً من أسماء النطاقات الأخرى المسجلة فى نفس الفترة.
كذلك أبلغت شركة كراود سترايك Crowd strike وهى شركة لتكنولوجيا الأمن الإلكترونى عن عدة حملات خبيثة تتعلق بانتشار الفيروس، حيث يقوم مجرمون متخصصون في الهجمات الإلكترونية بإرسال رسائل بريد الكتروني تحت عنوان "Coronavirus" تحتوى على مرفقات خبيثة لتفترس مخاوف الناس وتحاول توزيع برامج ضارة بأجهزتهم وأنظمتهم ومنصاتهم التكنولوجية.
على الجانب الآخر، تعتقد شركة الأمن الإلكترونى بروف بوينت Proofpoint أنه يتم استهداف قطاعات الأعمال التجارية والصناعية بأكملها وأشارت الى ان هجمات البريد الالكتروني تحت عنوان "Coronavirus" حاولت اللعب على عامل الخوف بشأن تعطل الشحن العالمي، حيث كان المتسللون يستهدفون بشكل حصري القطاعات المعرضة بشكل خاص لاختلالات الشحن بما في ذلك القطاع الصناعي والمالي والنقل والأدوية وشركات مستحضرات التجميل.. الخ.
وفي هذا الصدد، حذر البنك المركزي الأوروبي ECB البنوك الأخرى في شهر مارس للاستعداد لقفزة في عدد الهجمات السيبرانية بعد الاعتماد المتزايد على الخدمات المصرفية عن بعد كجزء من آليات مكافحة تفشي فيروس كورونا.
علاوة على ذلك، تم رصد ازدياد في نسبة الهجمات الإلكترونية cyber attacks على المستشفيات والمنشآت الطبية وخدمات الرعاية الصحية. فقد أصدرت الشرطة الوطنية الاسبانية في شهر مارس تحذيراً من استهداف كامل أنظمة الكمبيوتر في مستشفيات اسبانيا في هجوم إلكتروني.
كما كشفت شركة ماريوت صاحبة سلسلة الفنادق المعروفة عالمياً عن تعرضها لهجوم إلكتروني في 1 أبريل 2020 حيث تم خرق قاعدة البيانات الخاصة بها والتي تحتوي على المعلومات الشخصية لـ 5.2 مليون شخص من نزلاء الفندق.Submit
وأفادت ماريوت أن البيانات التي تم سرقتها إلكترونياً هى المعلومات الشخصية للنزلاء مثل الأسماء وتواريخ الميلاد وأرقام الهواتف وأرقام الحسابات. ويعد هذا الخرق الثاني للبيانات الذي تعرضت له ماريوت في السنوات الأخيرة بعد الذي تعرضت له في عام 2018 والذي تضمن خرق 327 مليون سجل من سجلات بيانات نزلاء.
ونظراً لأن أحد أهم الوسائل التي تبنتها كافة الكيانات الاقتصادية هو محاولة استمرار نشاطها الاقتصادي عن طريق تسيير العمل عن طريق المنصات الإلكترونية، فإن حادثة مثل التي وقعت لشركة ماريوت وغيرها من الحوادث والتهديدات الإلكترونية تلقى الضوء على أهمية التأمين ضد الهجمات الالكترونية Cyber attack.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة