جلطات الدم هي أحدث مضاعفات يسببها فيروس كورونا للمرضى، حيث أبلغ الأطباء عن حدوث حالات عديدة من جلطات الدم بين مرضى كورونا، بعضها يظهر في الرئة وأجزاء مختلفة من الجسم لدى المرضى، ولا يزال الأطباء غير متأكدين من كيفية علاجها، في السطور التالية نشرح بالتفصيل كيف تهدد الجلطات الدموية حياة مرضى كورونا.
ووفقاً لما ذكره موقع "إنسايدر"، وجد الباحثون أن فيروس كورونا لا يؤثر فقط على الرئتين، في الحالات الشديدة، حيث أبلغ الأطباء عن مشاكل في الكلى والقلب وجلطات الدم التي تظهر في أجزاء مختلفة من الجسم.
أدلة على وجود جلطات دموية بين مرضى كورونا
وقال الدكتور أليكس سبايروبولوس، خبير تجلط الدم في نورث ويل هيلث في نيويورك، إنه مع ظهور فيروس كورونا يبدو أن المزيد من الجلطات الدموية تنشأ في الرئتين بشكل خاص وأجزاء أخرى من الجسم.
وأشار إلى دراسة أجراها باحثون هولنديون على 184 مريضًا في وحدة العناية المركزة للمصابين بفيروس كورونا، وكان حوالي ثلثهم يعانون من مضاعفات مرتبطة بجلطة، مثل الجلطات في الرئتين، أو في الساقين، أو السكتة الدماغية أو النوبة القلبية ، أو الجلطات الأخرى التي تمنع الدم من الانتقال إلى أجزاء أخرى من الجسم وكان الجميع يخضعون للعلاج الوقائي بهدف منع التجلط في الجسم.
وقال سبيروبولوس إن هذا معدل أعلى من مشاكل الجلطات الدموية مقارنة بما قد يظهر عادة في المرضى في وحدات العناية المركزة، حيث إن معدلات التخثر أو تجلط الدم لمرضى العناية المركزة بسبب أمراض أخرى تتراوح بين 5-10 ٪، لذا فإن معدلات تجلط الدم لمرضى كورونا "عالية بشكل ملحوظ"، وأوصي الباحثون بزيادة جرعات أدوية سيولة الدم.
وفي وقت مبكر من تفشي فيروس كورونا كان الأطباء في الولايات المتحدة يسمعون من زملائهم في الصين حول آثار الفيروس على القلب،و قال الدكتور توماس مادوكس ، الذي يعمل كرئيس للجنة العلوم والجودة في الكلية الأمريكية لأمراض القلب إنه يبدو أن التأثيرات مرتبطة بغزو فيروس كورونا للقلب والإجهاد نتيجة مكافحة المرض.
جلطات في المرضى على أجهزة التنفس الصناعي
قال الدكتور جريج مارتن، أستاذ الرعاية الحرجة الرئوية في جامعة إيموري الأمريكية والرئيس المنتخب لجمعية طب الرعاية الحرجة ، إن الأطباء يرون جلطات دموية تحدث في رئتي وأجسام المرضى على أجهزة التنفس الصناعي أيضاً.
وأضاف يمكن للجلطات أن تسبب دمارًا في الجسم وتسد الأوردة، مما يؤدي إلى السكتات الدماغية والنوبات القلبية ومشاكل الكلى ومشاكل الرئة والمزيد.
وأوضح أنه المرضى المصابين بحالات شديدة في وحدات العناية المركزة، أو حتى في المستشفيات عادة ما يكونوا على أجهزة التنفس، مما يحد من قدرتهم على الحركة أثناء التعافي، والبقاء بهذا الشكل يزيد من خطر الجلطات.
الفيروسات الأخرى تزيد أيضًا من خطر الجلطات
وأوضح العلماء أن العدوى الفيروسية التي تسببها فيروسات أخرى تزيد أيضًا من خطر الجلطات لكن الأطباء لديهم حدس كبير بأن فيروس كورونا قد يلعب دورًا في زيادة خطر الجلطات أيضًا.
ولاحظ الأطباء ارتفاع خطر التجلط في المرضى الذين يعانون من H1N1، أو أنفلونزا الخنازير وكذلك في تفشي السارس، وهو فيروس تاجي آخر.
كيف يعالج الأطباء الجلطات لمرضى كورونا؟
والأطباء ليسوا متأكدين بعد من كيفية علاج الجلطات الدموية لمرضى كورونا، حيث يقترح البعض جرعات كبيرة من أدوية سيولة الدم، بينما يستكشف البعض الآخر أدوية تكسير الجلطات التي تستخدم في علاج السكتات الدماغية.
وتستمر التجارب لتقييم ما إذا كانت هذه الخيارات تساعد المرضى على التعافي، ولكن النتائج لا تزال غير معروفة بعد وقيد التجربة.
لمنع مضاعفات جلطة الدم في مرضى كورونا اعتمد الطبيب سبيروبولوس، على خبرته السريرية لاتخاذ القرارات، في ظل عدم وجود بيانات واضحة عن طرق علاجها.
وقال سبيروبولوس: "إذا كانت لديك خبرة عميقة في هذا المجال، يمكنك عمل افتراضات وملاحظات معقولة من البيانات غير المباشرة، مع ملاحظة الأعراض التي قد تشير إلى التخثر أو تجلط الدم، مثل التورم في أرجل المرضى.
كما يراقب الأطباء علامات التجلط بمجرد مغادرة المرضى للمستشفى ووصف أدوية سيولة الدم عند خروجهم من المستشفى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة