شهد سعربرميل النفط الأمريكي انخفاضا حادا خلال تعاملات اليوم الاثنين، بأكثر من 94%، مسجلا أدنى مستوى في تاريخه حيث سجلت عقود الخام الأمريكي الآجلة انخفاضا بنسبة 94% وبلغت مستوى 1.04 دولار للبرميل ويعود هذا المستوى الذي سجله الخام الأمريكي "غرب تكساس الوسيط" الأدنى في التاريخ.
ويوجد نوعان من النفط الخام الأكثر تداولاً حول العالم، وهما خام غرب تكساس الوسيط، وخام برنت. وتوجد عدة اختلافات جوهرية بين خام غرب تكساس الوسيط، وخام برنت، من حيث موقع الاستخراج، ونسبة الكبريت، وبورصات وتوقيتات التداول.
فيما يتعلق بخام غرب تكساس الوسيط يتم استخراجة من حقول النفط فى الولايات المتحدة، ويتم استخراجه بشكل أساسى من تكساس ولويزيانا وداكوتا الشمالية، ثم نقله عبر خط أنابيب إلى كوشينج، بولاية أوكلاهوما للتسليم وأدت التطورات التكنولوجية فى أوائل عام 2000 إلى إمكانية استخراج النفط من الصخر الزيتى، وهى العملية التى كان يعتقد أنها مستحيلة فى ذلك الوقت، وقد أطلق على هذه العملية اسم "ثورة النفط الصخرى" وأدت إلى إنتاج كميات أكبر من النفط من جانب الولايات المتحدة الأمريكية.
ويقوم متدالو نفط غرب تكساس الوسيط، على نحو مماثل، بمراقبة عوامل العرض والطلب فى الولايات المتحدة، فأى ارتباك قد يحدث فى خام برنت أو خام غرب تكساس الوسيط من شأنه أن يتسبب فى حدوث تغير فى هامش السعر بين خام غرب تكساس وخام برنت، وهو الأمر الذى يؤدى إلى تحرك أحد الأسواق بقوة أكبر من الآخر
ويتم استخراج خام برنت من حقول النفط فى بحر الشمال ويشير "خام برنت" إلى مزيج من أربعة هى زيوت خام - برنت، فورتيز، أوزبيرج، وإيكوفيسك والتى يشار إليها مجتمعة باسم "خام برنت ".
يحتوى خام برنت وخام غرب تكساس على نسب مختلفة للغاية من الكبريت وجاذبية معهد البترول الأمريكى، والتى يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على سعر أنواع النفط المختلفة .
وفى حين أن خام غرب تكساس الوسيط، يحتوى على نسبة من الكبريت تبلغ 0.24%، يحتوى خام برنت على نسبة من الكبريت تبلغ 0.37%. وكلما انخفضت نسبة الكبريت فى النفط أصبح النفط "أكثر حلاوة" وأصبح من السهل تكريره. ويعتبر كل من خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت من أنواع النفط الحلو.
ويتم تصنيف جاذبية النفط على مقياس من 10 إلى 70، حيث كلما ارتفع الرقم كلما كان الزيت أقل كثافة، لتوضيح ذلك على نحو أكثر، إذا كانت جاذبية النفط (ثقل النفط مُقارنة بالماء)، والتى حددها معهد البترول الأمريكى أعلى من 0 فإن النفط سوف يطفو على سطح الماء، وإذا ما كانت أقل من 10 فإنه سوف يتهاوى إلى أسفل الماء.
ويتم تصنيف كل من خام برنت والنفط على أنهما من أنواع النفط الخفيفة نسبياً
خام غرب تكساس الوسيط نسبة الكبريت فيه 0.24%، أما نسبة الكبريت فى خام برنت، 0.37%.
فى الماضى، كان خام غرب تكساس الوسيط يتداول عند سعر أعلى من خام برنت، ومع ذلك وبسبب ثورة إنتاج النفط الصخرى فى أوائل عام 2000 (التى ارتفع فيها إنتاج خام غرب تكساس الوسيط) بجانب المزيد من الواردات إلى الولايات المتحدة من كندا، انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط، وعادة ما يتداول الآن عند سعر منخفض عن خام برنت.
وخلال الوقت الراهن يأتى خام غرب تكساس الوسيط ليكون هو المعيار القياسى لأسعار النفط فى الولايات المتحدة، فى حين أن باقى دول العالم - وما يقرب من ثلثى جميع عقود النفط المتداولة - يتم تسعيرها وفق خام برنت وهو الأمر الذى يجعل خام برنت معياراً قياسياً على الصعيد العالمي.
ويُعرف مدى تباين الأسعار بين خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت على أنه الفارق بين خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت. سوف يتغير الفارق من وقت لآخر، حيث أن قوى العرض والطلب لكل من نوعى النفط الخام تتسم بالمرونة بسبب العوامل الجيوسياسية والطقس والتنظيم.
هناك مجموعة متنوعة من المنصات حيث يتم تداول أنواع النفط وفقاً لبلد الإقامة، وتأتى إحدى الطرق الرئيسية لتداول النفط الخام عبر العقود الآجلة، ومع ذلك هناك اختلافات بين خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت، يتم تداول العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط عبر بورصة نيويورك التجارية (NYMEX)، المملوكة لبورصة شيكاغو التجارية (CME)، ويتم تسليم عقود خام غرب تكساس الآجلة فى كوشينج أوكلاهما، وتتسم مدينة كوشينج بكونها منطقة لتبادل عمليات النقل حيث تلتقى بها خطوط الأنابيب ويوجد بها مرافق تخزين يسهل الوصول إليها من جانب مصافى التكرير والموردين، يتم تداول العقود الآجلة لخام برنت عبر بورصة إنتركونتيننتال (ICE) فى لندن.
وطبقا للجدول الزمنى لساعات تدوال النفط فان العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط تبدا من الأحد إلى الجمعة من 5:00 صباحا إلى 4:00 مساءً بتوقيت شيكاغو مع استراحة لمدة 60 دقيقة كل يوم بدءً من الساعة 4:00 مساءً بتوقيت شيكاغو.
اما فيما يتعلق بساعات تداول العقود الآجلة لخام برنت من الأحد إلى الجمعة من الساعة 7:00 صباحا إلى 5:00 مساءً بتوقيت شيكاغو فى اليوم التالى.
ورجح الخبراء ان هذا الهبوط في أسعار النفط والتي لم تشهدها من قبل بأن يصل سعر برميل النفط للدولار بسبب انخفاص الطلب على النفط الخام بسبب جائحة انتشار فيروس كورونا المستجد واقترب كافة المستودعات التخزينية للنفط الأمريكية للامتلاء، حيث شهدت أسواق النفط حالة من الركود الاقتصادي بسبب توقف عدد كبير من الأنشطة الاقتصادية حول العالم مع انتشار فيروس كورونا المستجد وتنفيذ الدول لإجراءات مكافحة هذا الفيروس .
ويحذر صندوق النقد الدولي من أن دخول اقتصادات العالم في دوامة من الهبوط سيكون الأعمق منذ الكساد العظيم في الثلاثينيات من القرن الماضي.
ويعزي الخبراء أسباب انهيار اسعار الخام الأمريكي على هذا النحو إلي مخاوف المستثمرين من أن مراكز تخزين الخام بولاية أوكلاهوما الأمريكية قد تستنفد قريبا سعتها التخزينية الي حد يضطر المنتجون الأمريكيون معه الي دفع أموال للعملاء نظير شراء الخام للتخفيف من تخمة المعروض وتوفير مواقع التخزين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة