مع تفشى فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" حول العالم، يواجه الأطباء فى الولايات المتحدة على وجه الخصوص تحديات كبيرة، فى ظل ارتفاع حالات الإصابة بشكل مخيف، ولكن هذا التحدى سيتضاعف فى الأسابيع المقبلة بالنسبة للأطباء العرب هناك، مع إقبالهم على شهر رمضان الكريم، والطقوس الدينية المرتبطة به وعلى رأسها الصيام.
ويستعد عدد كبير من الأطباء العرب والمسلمين فى الولايات المتحدة لخوض تجربة صعبة، يوازنون فيها بين الصيام لساعات طويلة، والعمل فى المستشفيات المزدحمة بالمصابين بالفيروس التاجى، وفى هذا الصدد، يرصد هذا التقرير جانبًا من استعدادات الأطباء المسلمين فى أمريكا لاستقبال الشهر الكريم، حيث تقول آية مجاهد، التى تعمل أخصائية أشعة، بمستشفى بريجبورت فى كونيتيكت، أن القلق لا يفارقها يوميا، بسبب ارتفاع حالات الإصابة بكورونا فى المستشفى.
وأضافت لشبكة "سكاى نيوز عربية": "بالرغم من المصاعب التى أواجهها، أنا مشتاقة لصيام رمضان"، لكنها قالت بأنها ستغير بعض التقاليد المعتمدة خلال الشهر، أما ياسر الجبورى، وهو أخصائى أشعة، بمستشفى بريجبورت فى كونيتيكت، فقال: "حتى فى الأعوام السابقة، تجربة شهر رمضان كانت أشد صعوبة فى الولايات المتحدة من الدول العربية، وستتضاعف صعوبة التجربة هذا العام بسبب فيروس كورونا".
وأكد الأطباء العرب فى الولايات المتحدة، أن تجربة الغربة علمتهم مهارة الطبخ، حتى أصبحوا يتقنوها ويستمتعون بممارستها، فقال خالد العبدالله، اختصاصى الباطنية بمستشفى لنكولن فى نيويورك، لسكاى نيوز عربية: "أنا طباخ ماهر.. أطبخ طعامى بنفسى مرتين أو 3 مرات أسبوعيا.. وأتقن طبخ الكبسة والشاورما وأطباق عديدة من المأكولات البحرية"، كما قالت آية مجاهد، إنها تنوى تحضير وجبات مصرية متكاملة فى المنزل، خلال رمضان، لتعويض الشعور السلبى المحيط بها بسبب أزمة كورونا.
ولكن الصعوبة الحقيقية هذا العام للأطباء العرب، تكمن فى الحفاظ على التركيز العالى، خلال الصيام، مع الأزمة الكبيرة التى تشهدها مستشفيات أمريكا بسبب تفشى فيروس كورونا، وهنا تقول أخصائية الأشعة آية: "إذا كنت فى مهمة العمل أثناء وقت الفطور، سأفطر بتناول بعض التمر ثم استكمل العمل، ثم أتناول وجبة الفطور عندما يسنح لى الوقت".
فيما قال العبد لله، "عادة ما تكون إدارة المستشفى متعاونة معنا من ناحية جدول العمل، لكن الوضع الاستثنائى الآن سيضطرنا للعمل فى جمبع الأوقات.. الوضع غير معتاد ولكننا سنتعامل معه"، وأضاف: "أحاول الإفطار فى المنزل دائما، حتى لو تأخرت قليلا عن وقت الإفطار، ولكن فى حالة تصادف موعد الإفطار أثناء العمل، فسيتاح لى 15 دقيقة فقط للإفطار سريعا".
وقال الجبوري: "أواجه أحيانا وقت الإفطار أثناء عملى فى المستشفى، ويضرنى الأمر للإفطار بعد موعد الآذان بساعة أو ساعتين، لكننى أحاول دائما شرب الماء على الأقل"، وأضاف: "لا نحصل على معاملة خاصة خلال رمضان فى المستشفيات، ولكن بعض الزملاء يعزفون عن تناول طعامهم أمامى من باب الاحترام".
كما قال العبدالله، الذى يقضى شهر رمضان للمرة الرابعة، فى الولايات المتحدة: "بشكل عام، من الممكن أن ينهكك الصيام خلال العمل بمستشفيات نيويورك المزدحمة، لكننى أعتقد أن العمل الكثير سيجعل الساعات تمضى سريعة"، وأكد: "سيضفى صيام رمضان نوعا من الإضافة الروحانية والنفسية لنا كأطباء مسلمون هنا.. وقد تساعدنا على التعامل بشكل أكبر مع مهمتنا الإنسانية الكبيرة خلال تفشى فيروس كورونا".