"المصريين مبينسوش بعض فى زمن الكورونا".. عدد من أصحاب العقارات يستجيبون لمبادرة خفض الإيجارات.. صاحب الفكرة: "هنعدى الأزمة بالوقوف جنب بعض".. وطالب صيدلة: "صاحب الشقة أخد نص الإيجار وقال لنا أنتم زى أولادى"

- صاحب شركة عطور: "ملاك العقار قالوا ادفعوا اللى تقدروا عليه"

-أسماء:" دفعت لصاحبة الشقة شهرين مقدم لأنها على المعاش ومحتاجة لشراء بعض السلع"

منذ الإعلان عن ظهور فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وانتشاره بشكل كبير فى دول العالم، ظهرت كثيرا من الدعوات والمبادرات على صفحات السوشيال ميديا، لتقديم يد المساعدة، وانطلقت دعوات من بعض المتضررين من سداد الإيجارات سواء للشقق السكينة أو المحال التجارية، بعد تأثر قطاع كبير من المصريين بسبب توقف الكثير من الأعمال، وهو ما استجاب له أصحاب الأملاك فمنهم من أقترح تخفيض نصف القيمة الإيجارية، ومنهم من بادر بإعفاء المستأجرين من سداد إيجار شهر أبريل، وأصحاب شركات قرروا تقديم خدماتهم مجانا مع الالتزام بسداد رواتب الموظفين لحين انتهاء الأزمة، ومواطنين ميسوري الحال قرروا مساعدة بعض أصحاب العقارات المحتاجين بسداد شهرين مقدما، ليعلن الجميع تقديم المساعدات كل على قدر مقدرته، وعلى حد قول أحد المشاركين -المصريين جدعان مش محتاجين دعوة على طول يتطوعوا بالخير -.

 باسم الشربيني صاحب شركة للاستشارات

وبسبب تلك الأزمة التى فرضت على كثير من المصريين المكوث بالمنازل والخروج للضرورة القصوي، بدأ الكثيرون فى محاولة تقديم المساعدات، وهو ما دفع المهندس محمد حسام خضر، مؤلف واستشاري متخصص في الإدارة وريادة الأعمال والاستثمار، لإطلاق مبادرة لتخفيض الإيجارات أو إعفاء المالكين المقتدرين للمستأجرين منها فى شهر إبريل، وبالفعل بدأت الاستجابات تنهال وبدأ كل من المواطنين فى المساعدة بقدر ما يستطيع.

وعلق خضر فى حديثه لـ" اليوم السابع": " هذه المبادرة تأتي انطلاقًا من مسؤوليتنا المجتمعية، التي نسعى من خلالها إلى مد يد العون للمجتمع، توعويًا وإنسانيًا، والبداية كانت بدايتها بوست على الفيس بوك:" اطلب من صاحب المكان إنكم تقللوا الإيجار عشان الظروف، ولو أنت صاحب المكان خد المبادرة وقلل الايجار50 %، عايزين ننشر الثقافة دي، هنتحمل الفترة دي لما نكون بنسند بعض، كل الناس بتتكلم عن الظروف لو الإيجار كبير كلم صاحب المكان، مضيفا:"أحد الأشخاص بيدفع إيجار كبير، بعد طلبه من صاحب العقار، قاله ادفع اللى تدفعه"، مشيرا إلى أنه بعد وقت قصير بدأت العديد من الاستجابات والتفاعل على صفحتى الشخصية، مما ساعد على انتشارها على نطاق واسع".

 أسماء سمير أحدي المشاركات

وأضاف:" عندما نمر بأزمة فيروس كورونا، وخطورة انتشاره وتأثيره على العالم، فى هذه الحال علينا التكاتف جميعا، لأننا لن نستطيع النجاة إلا بالوقوف جنب بعض، والتفكير فى المصالح المشتركة لنا جميعا، وتقديم العون لمن تضرر من تلك الأزمة، من الأهل والجيران والعاملين في محيطنا، الذين تأثرت حياتهم".

 حسام عبد السميع طالب صيدله

ومن جانبه قال حسام عبد السميع طالب فى السنة الخامسة من كلية الصيدلة، وأحد المستفيدين من مبادرة تخفيض الإيجارات:" أنا طالب بجامعة الأزهر وأقيم برفقة أصدقاء لى فى أحدي الشقق السكنية ، وبسبب توقف الدراسة وقيامنا بتلقى المحاضرات أون لاين، لم نستطع وقتها دفع الإيجار، فتحدتثنا مع صاحب العقارعن تقليل القيمة المالية التى ندفعها شهريا، فرحب على الفور وقال لنا بأنها ظروف طارئة ويجب على كل منا مساعدة الأخر وتم الاتفاق على دفع نصف المبلغ"، مضيفا:" حتى آخر لحظة صاحب الشقة السكنية وقف بجوارنا وقال لنا- أنتو زى أولادي وأنا معاكم فى أى حاجة تحتاجوا ليها-".

 على الحنفي

ومن جانبه قال مصطفي الغزالي صاحب أحدي شركات العطور، عن مبادرة تخفيض الإيجار بسبب الظروف الطارئة بعد انتشار فيروس كورونا:" أنا أقوم بتأجير عدة محال تجارية، وبسبب الأزمة الحالية تأثرت وأصبح الوضع صعب، ولكن الحمد الله ملاك العقارات ناس محترمة، قدرت الظروف وبادرت بالمساعدة، وعرضت تخفيض المبالغ المالية التى نقوم بسدادها، منهم من طلب النصف، والبعض الآخر رفض أخذ أى أموال، والبعض ترك لنا تحديد القيمة قائلا أدفعوا على قد مقدرتكم ".

 محمد حسام خضر صاحب مبادرة تخفيض الايجارات

أما علي الحنفي مؤسس ومدير أحد المشروعات فى بنها، فصرح لـ"اليوم السابع" قائلا:" طبعا تضررنا بسبب الأزمة الحالية، فتواصلنا مع صاحب الإيجار وكلمناه في ظروفنا، واحتمال أننا منكملش، ولكنه قام بتشجيعنا إننا نكمل وعرض علينا أنه يشيل 40 ٪ من الإيجار، ولما الأزمة تعدي  ندفع بانتظام".

 مصطفي الغزالي صاحب أحدي شركات العطور

أما أسماء سمير - مدير شئون عاملين بإحدى بالشركات، فكان لها موقف مختلف، إذ قالت:" نظرًا للظروف الحالية - اللي معروفة وظاهرة للجميع-  فكرت في احتياجاتي الأساسية واحتياجات الآخرين، والحمد لله ظروفي ماديا معقولة، وبسبب علمي أن صاحبة الشقة التى أقوم بالسكن فيها على المعاش هي وزوجها، ولديها مشكلة لكبر سنهما وكونهم مرضى، وإنها تحتاج لشراء احتياجات غذائية لفترة تجنبا للنزول، وبحاجة إلى أموال إضافية، فعرضت عليها دفع شهرين مقدم، ففرحت بالفكرة ".