أصبحت النساء ضحية الحجر الصحى فى أمريكا اللاتينيىة المفروض لاحتواء فيروس كورونا، حيث أدت إجراءات العزل المفروضة لارتفاع عدد النساء اللاتى يتعرضن للعنف المنزلى على أيدى أزواجهن.
ومن الأمم المتحدة إلى بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، ازدادت الدعوات لمساعدة النساء اللواتي يقعن ضحايا العنف وسط إجراءات العزل في الأسابيع الأخيرة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش "لسوء الحظ، تتعرض الكثير من النساء والفتيات للعنف خصوصا حيث يجب حمايتهن منه. في منازلهن"، كما قال البابا فرانسيس النساء "يتعرضن أحيانا لخطر العنف المنزلي لأنهن يتحملن عبء العيش المشترك" ودائما ما يكن الطرف الأضعف".
وقالت الخبيرة ماريا سالجيرو إن "حوالى 200 جريمة قتل تطال لنساء ارتكبت منذ 24 مارس".
وقالت فيكتوريا أجيري من منظمة "مومالا" الأرجنتينية غير الحكومية التي تحارب العنف الجسدي الذي يمارسه الذكور على النساء "إن العزل يغرق آلاف النساء في الجحيم، ويكن محاصرات مع مهاجمين يخافون منهم أكثر مما يخافون من فيروس كورونا".
ووفقا لصحيفة "انفوباى" الأرجنيتية فقتل 18 امرأة على أيدي أزواجهن أو شركائهن السابقين خلال الأيام العشرين الأولى من العزل التي بدأت في 20 مارس، كما ارتفعت نسبة الاتصالات بأرقام الطوارئ طلبا للمساعدة 39 %.
ومن بين الجرائم التى أدت إلى ضجة كبيرة فى الأرجنتين جريمة قتل كريستينا إغليسياس وابنتها آدا البالغة من العمر 7 سنوات على يد زوجها .
وقد عثر على الجثتين مدفونتين في منزلهما في بوينوس آيرس.
كما يسوء الوضع فى المكسيك والبرازيل وتشيلى ودول آخرى فى المنطقة إذ يبدو أن التدابير التى تتخذها السلطات والجمعيات فى بعض الأحيان غير كافية،
وأفادت نادين جاثمان مديرة المعهد الوطني للنساء في مكسيكو سيتي (إنموخيريس) لوكالة فرانس برس، بأنه في المكسيك، منذ بدء إجراءات الإغلاق في 24 مارس، "ازدادت مكالمات الطوارئ"، ومنذ فرض إجراءات العزل في البلاد، ازدادت الاتصالات الواردة إلى الشبكة الوطنية للاجئين، وهي منظمة غير حكومية تنظم استقبال النساء ضحايا العنف، بنسبة 60%.
وفي ساو باولو، مركز بؤرة تفشي فيروس كورونا في البرازيل، ازدادت الشكاوى المرتبطة بالعنف المنزلي بنسبة 30 %.،ولذلك، قرر حوالى 700 متطوع تشكيل "شبكة للعدالة" تقدم المساعدات الطبية والقانونية والنفسية للضحايا من خلال تطبيق "واتساب".
وقالت المسؤولة في وزارة الصحة باولا دازا إن هذه الأزمة أدت إلى "زيادة استهلاك الكحول والتأثير على الصحة العقلية وارتفاع نسبة القلق والاكتئاب والعنف الأسري".
وفي مكان آخر، وصلت الشرطة في الوقت المناسب بعدما أخطرها الجيران وتمكنت من إنقاذ امرأة كان يهاجمها زوجها بمطرقة.
وقالت لوشيانا (25 عاما) وهي إحدى الناجيات من عنف شريكها السابق "أنت تعيش في خوف من أن تدير ظهرك تجاهه. وبعد ظهور الكدمات فقط تدرك أنه كان بإمكانه قتلك".
وسجلت أمريكا اللاتينية 3800 جريمة قتل طالت نساء في العام 2019، وهي زيادة نسبتها 8 % عن العام السابق، وفقا للبيانات الأولية لمرصد المساواة بين الجنسين، وهي وكالة تابعة لمفوضية الأمم المتحدة الاقتصادية لأميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة