أعلنت السلطات الأسبانية عن اعتقال الإرهابى عبد البارى عبد المجيد، الملقب بـ"جزار داعش"، بعد اختفاءه 5 سنوات صاحبها غموض بشأن مصيره، فيما كان هناك اعتقادا أنه لقى مصرعه مع سقوط أخر ما تبقى من خلافة البغدادى الأخيرة.
وتحمل السيرة الذاتية لـ"جزار داعش" كم مدهش من التخبط والتنقل بين الاتجاهات المتباينة، والده هو عادل عبد المجيد عبد البارى محامى وعنصر قيادى فى تنظيم الجهاد المصرى، كان شريكا فى الدفاع عن عناصر التنظيمات الإسلامية، لكنه فر من مصر هربا و ستقر فى لندن، وفيما بعد كان أحد وكلاء القاعدة فى أوروبا حتى أنه تم إلقاء القبض عليه واستقر فى سجن لونج لارتن لسنوات طويلة .
على نحو مخالف تماما أتجه الابن فى مرحلة من حياته إلى الغناء فى حانات لندن فأصبح مطربا فى فرق الراب لفترة، قبل أن يقلع عن كل هذا ويذهب إلى الرقة العاصمة المفترضة لخلافة داعش المزعومة.
بوصفه شخصا يعشق الظهور كان يظهر فى فيديوهات داعش حاملا السكينة، وكان هناك خلطا بينه وآخر اسمه "الذباح جون"، وقيل أن كلاهما شخصا واحدا، فى ٢٠١٥ اختفى وطلبت السلطات البريطانية من نظيرتها التركية البحث عنه، وساد اعتقادا أنه قتل مع سقوط الرقة قبل أن يقع فى يد السلطات الأسبانية.
من ناحيته قال هشام النجار الخبير فى شؤون الجماعات الإسلامية، إن الملاحظات فى خبر إلقاء القبض على سفاح داعش أولا هناك سيولة وتداخل تنظيمى ليس فقط بين الإخوان والسلفية الجهادية عبر انضمام شباب من الإخوان لداعش والقاعدة كنموذج عمر الديب وغيره وإنما أيضا بين جماعات جهادية قديمة كالجماعة الإسلامية وبين الجماعات الجهادية المستحدثة كداعش والقاعدة.
وأضاف:"ثانيا هناك سر وراء لجوء جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية لهذه الحيلة فقد انضم عدد غير قليل من هاتين الجماعتين لجماعات مسلحة تكفيرية والسبب هو أن الإخوان والجماعة الإسلامية لا ترغبان فى الظهور بشكل مباشر وعلن كجماعات تمارس العنف فى الوقت الذى ترغب فى استمراره عن طريق جماعات آخرى لذا تسمح لأفرادها بالانضمام لجماعات تمارس العنف بصورة فردية لتستفيد أولا باستمراره وتوظيفه كورقة ضغط وثانيا تروج أن من يرتكب العنف والإرهاب جماعات آخرى آى تنسبه لجماعات آخرى حتى تظهر الإخوان أمام الغرب فى صورة الجماعة المعتدلة وحتى لا تظهر الجماعة الإسلامية كمتراجعة عن مبادرة وقف العنف".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة