انخفضت أسعار النفط بشكل كبير هذا الأسبوع فى الأسواق الدولية ما سيكون له تأثير مدمر على الاقتصاد الفنزويلى، الذى تأثر بالفعل بسلسلة من الظروف الداخلية المعاكسة، وهذا الأمر جعل العديد من الخبراء والمحللين يعتقدون أنه من الصعب للغاية على نظام نيكولاس مادورو مواجهة عدم اليقين بسبب تأثير وباء كورونا أيضا على البلد اللاتينى والاقتصاد العالمى.
وأشارت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية، إلى أن فنزويلا تعتمد على دخلها من 95% من بيع النفط ومشتقاتها، فى الوقت التى تتلقى فنزويلا مساعدات ضد فيروس كورونا من الصليب الأحمر والحلال الأحمر والتى مكونة من 22 طنا من المساعدات.
وتقدر اللجنة الاقتصادية لأمريكا اللاتينية ومنطقة بحر الكاريبى، أن اقتصاد فنزويلا سينكمش 18% هذا العام نتيجة لانخفاض اسعار النفط فضلا عن ازمة كورونا، مع التضخم 365.3% على أساس سنوى وفقا لأرقام مارس 2020، وفقا لصحيفة "الناثيونال" الفنزويلية.
وفى عام 1998 أنتجت فنزويلا حوالى 3500 مليون برميل من النفط يوميا، واليوم تنتج 600 الف بسبب الحالة السيئة للمنشآت النفطية وشلل المصافى وهجرة مهنيى الصناعة نتيجة للسياسات التى يطبقها نيكولاس مادورو، وفقا للصحيفة الفنزويلية.
وأوضح خوسيه تورو هاردى، خبير اقتصادى، إن "فنزويلا تعانى من تضخم مرتفع فضلا عن أزمة الغذاء التى تحتاج إلى دولارات، وأضاف أن الوضع الحالي في فنزويلا مشابه لطائرة "تحلق على ارتفاع 30 ألف قدم نفد البنزين، الطيار له بديلان، أحدهما هو العثور على مدرج قريب وهبوط سهل، وهو ما يعادل التفاوض من أجل حكومة انتقالية ؛ لكن الطيار يمكنه أيضا الاستمرار في التحليق، ولكن بما أن الطائرات التي لا تحتوي على البنزين لا تطير ، فهناك خطر هبوط اضطراري، ولكن هذا لم يعد له جدوى، لأن هذه الطائرة ليس لديها طريقة لمواصلة الطيران".
في الوقت الحالى، حتى في سيناريو موات ترتفع فيه أسعار النفط الخام إلى 20 دولارًا، فإن صناعة النفط الفنزويلية، مع انخفاض الإنتاج، لن تكون قادرة إلا على توليد حوالي 4 مليارات دولار في عام 2020، وهي غير كافية للحصول على البنزين والغذاء، وفقا للخبير الاقتصادى.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الأزمة غير مسبوقة فى فنزويلا فمنذ وصول هوجو تشافيز إلى الحكم فى عام 1998 بدأت الحكومة فى تطبيق التدابير الاقتصادية والضوابط السعرية التقييدية ، وفى سوق الصرف الأجنبى التأميم والمصادرة التى تسبب تدريجيا فى إضعاف الجهاز المنتج من البلاد.
ولمدة عقد من الزمن ، ظلت أسعار النفط عند مستويات عالية ، حوالي 100 دولار. ومع ذلك ، فإن فنزويلا فشلت فى الادخار لأوقات الشدة التى تعانى منها البلد الكاريبى منذ فترة كبيرة،ويزداد الوضع سوءا.
وقال ريكاردو كوسانو، رئيس إدارة Fedecámaras في مقابلة مع قناة NTN24: "تلك الرؤية العنيدة للحفاظ على السيطرة المطلقة ، وعدم الانفتاح على عملية خصخصة صحية ، والقدرة التنافسية، أدى إلى عدم بناء اقتصاد قوى ومتنوع قادر على مواجهة الأزمات".
وأضاف: "منذ أن أصبح شافيز رئيسا وبدأت هذه الثورة غير العقلانية ، يبدو أن فرسان نهاية العالم الأربعة قد مروا عبر فنزويلا: عدم الكفاءة ، والشعبوية ، والعقيدة ، والفساد ، أدى إلى إنهاء اقتصاد هذا البلد".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة