هنأ فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الأمة الإسلامية بشهر رمضان المبارك، قائلًا كل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول الشهر الكريم المبارك.. شهر رمضان شهر الخير والبركة والمغفرة والرحمة والعتق من النار، وفي هذه الساعات الأول من هذا الشهر الكريم نسأل الله تعالى العفو والعافية مما أصاب البلاد والعباد ونسأله اللطف بما نزل بنا وبغيرنا من الضراء".
ودعا فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، خلال الحلقة الأولى من برنامج "الإمام الطيب"، إلى تدبر وتذكر ما تضمنه قولُه سبحانَه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَات" من إرشاد ونداءٍ للمؤمنينَ بأن لا يستوحشوا من رمضان، وألَّا يستثقلوه، وألَّا يستقبلوه بصدرٍ ضَيِّقٍ، حيث إن فريضة الصوم لم تكن قاصرة على المسلمين فقط، بل كتبَها الله على الأممِ السابقةِ أيضًا، وفي هذا تأنِيسٌ للمسلمينَ، وترغيبٌ لهم في تأديةِ هذه الفريضةِ التي تمثِّلُ ركنًا ثابتًا من أركانِ الدينِ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ.
وأوضح أن الصوم كان عبادة معروفة لدى القدماء، حتى لدى غير المؤمنين من الوثنيين واليونانيين الأقدمين والرومان، ويؤكد المؤرخون أن الصوم كان ركنًا من أركان عبادات هذه الأمم، فقد طبقته البارهمة في الهند وفرضته على الجميع حتى على الشيوخ والمرضى كما طبقته طوائف اليوجا فكانوا يصومون صومًا متواصلًا من 10 لـ 15 يومًا، والأمر كذلك عند البوذية يصومون يومًا وليلة لا يذوقون فيها شيئًا وكذلك الصينيين وقدماء المصريين والرومان، وهو ومن شعائر الدين عند اليهود ومنصوص عليه في التوراه، كذلك المسيحيين حيث يمتنعون عن أكل اللحوم بكل أنواعها، وهذا ما يفسر قول الله تعالى "كامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ".