كل عام و مصر و الأمة الإسلامية بخير و سلام و طمأنينة
فقد هلت نفحات الشهر الكريم بأريجها العطر لتقشع جزءاً لا بأس به من الغمة التي حبست أنفاس البشر أجمعين
لربما ننصرف بقلوبنا و عقولنا عن الإستغراق المرضي بأخبار الكورونا التي لا مفر منها بين ثانية و أخري ،
لنحتفل بين أسرنا و نزين بيوتنا و نمارس طقوسنا الرمضانية الجميلة بكل ما فيها بداخل منازلنا ،
دون هذا الشعور بالملل الذي تسلل إلي نفوسنا ، فنستغل هذه الفرصة التي جاءت بوقتها المناسب لنستبدل بها ضجرنا بفرح و فراغنا بطقوس لا تدع لنا وقتاً للشعور بالفراغ و جزعنا بسكينة تملأ نفوسنا ،
بغض النظر عن تلك الخلافات التي نشبت بين البعض فيما يخص فتاوي الإفطار و معارضيها و مؤيديها ، فلا وصاية لأحد علي الآخر ، و لا نحن بصدد شن الحملات و إلقاء الإتهامات علي بعضنا البعض ،
فكما قال المولي عز و جل :
{و كل إنسان ألزمناه طائره في عنقه و نخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشورا} صدق الله العظيم.
و لكن :
هل يعيد كل منا حساباته فيما يخص الصدقات التي اعتاد الكثيرون علي إخراجها خاصة بشهر الخير و الإحسان ؟
فهناك بحق من هم أولي بالصدقة و أشد حاجة إليها عن غيرهم ممن اعتدنا البحث عنهم ،
فمرضي الوباء المستجد و ميزانية الدولة المخصصة لإغاثتهم و علاجهم تستحق الدعم ، فليخصص أهل الخير جزء أساسي من صدقاتهم و ليس بالضرورة كلها للتبرع لصندوق متضرري كورونا
و ليضع كل منا بحساباته من الزكاة و الصدقة أيضاً متضرري الظرف الحالي من العمالة المؤقتة التي فقدت مصدر رزقها ، لربما نعاون الدولة فيما منحته إياهم من إعانة قدر استطاعتها لكنها دون شك لا تكفي مستلزمات الحياة .
فلنتحري جيداً مواطن الصدقات و لنبحث جيداً عن مستحقيها و لنحلق خارج التقليد المعتاد لأننا نمر بظروف غير معتادة لعل الله أن يجعل لنا من كل ضيق مخرجا و من بعد عسر يسر
و كل عام و نحن و مصرنا و أحبائنا و أهلينا بخير و سلام و صحة و أمان .