سحر عبد المجيد تكتب فى أربعين سليمان العطار: رسائل محبة الزملاء والتلاميذ "صور"

السبت، 25 أبريل 2020 03:00 م
سحر عبد المجيد تكتب فى أربعين سليمان العطار: رسائل محبة الزملاء والتلاميذ "صور" الدكتور سليمان العطار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ أربعين يوما رحل سليمان العطار، تاركا حزنا لدى زملائه وتلامذته، فلم يكن مجرد أستاذ جامعى "متمكن" بل كان أكثر، كان مفكرا وعالما وإنسانا، فسليمان العطار، عرف مبكرا كيف يختار حياته، كيف يتمسك بإنسانيته، لذلك عاش محاطا بحالة من المحبة، نرصدها من خلال كلمات الزملاء، ومن خلال ما قاله الزملاء والتلاميذ ومن خلال إهداءات المحبة الاعتراف بالفضل.

حسن-طلب
 
فقد امتلأت مكتبة سليمان العطار بالكثير من الكتب التى احتوت من مبدعيها على إهداءات لسليمان العطار، كناقد، ومفكر، ومعلم، وأب، وصديق، ومبدع، وكاتب، كما امتلأت قلوب وعقول أصحابه وتلامذته وزملائه بالكثير من الكلمات التى تنير منطقة خاصة عند أصحابها لمن لم يتعرفوا إلى سليمان العطار.
 
سليمان العطار
 
ومن ناحية أخرى مع  عدد كبير من تلامذة المفكر الراحل الذى تذكروا "العطار" فى أربعينه بكلمات مؤثرة منها:

الدكتور جابر عصفور

 "سليمان العطار كان صديقا ودارسا أصيلا، استفاد من وجوده ودراسته فى أسبانيا، ولحسن حظه كانت البنيوية فى صعودها وقرأها من خلال الترجمات الفرنسية، وكان من حسن حظه أن يقرأ الباحث الإسباني (داماسو ألونسو) وهذا قد فتح أمامه أبوابا كثيرة من المعرفة، لم تكن من الممكن أن تكون متاحة قبله لأحد، ولهذا عاد من أسبانيا وكان مدركا لمجموعة من الأشياء الجديدة أقتصرها فى ثلاثة أشياء:
1- اللغويات الأسلوبية التى كانت مترجمة إلى اللغة الاسبانية من الفرنسية خصوصا اللغويات البنيوية التى انتقلت من فرنسا لأسبانيا بسرعة كبيرة.
2- الاسلوبية التى تخصص فيها
3- كانت معرفته بالواقعية السحرية من خلال الكتابات التى وجدها خصوصا لأعمال الروائى العظيم غارسيا ماركيز، وهكذا عاد سليمان العطار من أسبانيا مزودا بأنواع متعددة من المعارف التى لم تكن منتشرة وحاول أن يستفيد منها فى دراسته وقد جمع بجانب هذه المعرفة نزعة إنسانية رائعة مقدمة يد العون لكل تلاميذه، لذلك ظل أقرب إلى التلاميذ ولم يتأخر لتقديم أى نوع من المساعدة، زادت شعبيته بين الطلاب الذين رأوا فيه أبا لهم وأستاذا عالما بكل المعارف. عاش مؤثرا ومات مؤثرا وترجم وألف وهذا ما سوف يجعله حيا فى ذاكرة زملائه وفى ذاكرة طلابه على السواء."
أماني-فؤاد
 

الدكتور خالد سالم

برحيل الدكتور سليمان العطار سقطت آخر لؤلؤة من عقد الدراسات الأندلسية، جيل شكلته كوكبة من الأساتذة العظام الذين درسوا فى إسبانيا حيث داروا فى فلك المعهد المصرى منذ أن افتتحه طه حسين فى مدريد عام 1950، فنهلوا منه ثم عادوا إليه مدراءً، رحل آخر دون كيخوتى عرفته بعد أن أسس لنهج فى الدراسات الأندلسية وترعرع معه جيل من شباب المشتغلين بالدراسات الإسبانية فى مصر، رحل أستاذ ومترجم مبدع على المستويين المعهدى والإنسانى، أعطى بسخاء لكل من كان حوله، فلم يبخل على كل من اقترب منه، على المستويين المجرد والملموس.

الدكتور سامى سليمان  

"عن دكتور سليمان العطار.. لماذا ستبقى سيرة العطار حية؟

   سنرحل جميعا فهذا يقينٌ أقوى من يقين الميلاد، وسيبقى من كلٍّ منَّا ما صنع أو كثيرٌ منه، ولعل الراحل الكريم أستاذى الدكتور سليمان العطار قد ترك الكثيرَ من الذكريات والآثار الباقية فى قلوب وعقول كل مَن تتلمذوا عليه وكل مَن اقتربوا منه، فقد كان يمنح وقتَه كلَّه لتلاميذه ومحبيه، وكانت علاقته بعدد كبير منهم علاقةَ الشيخ الصوفى بمريديه، وإن كانت علاقة العطار بمريديه تقوم على إشعارهم بالتكافؤ والمحبة وبثِّ عوامل الشعور بالنِّدية فيهم، فهى علاقةٌ تجمع بين الحب المتبادل والتقدير المتبادل بين طرفيها، وإذا كان ابن عربى شيخ العطار قد جعل قلبَه مُحتضنًا كلَّ المحبين على اختلاف دياناتهم ومشاربهم فقد كان قلب العطار قابلا لكل من اقتربوا منه على كل ما يعانونه- كغيرهم من بنى الإنسان- من جوانب دالة على السلب أو الضعف أو النقصان الذى هو جِبِلَة كل مخلوق بشرى ضعيف. وكان العطار قادرا على أن يستكشف الجميلَ والإنسانى فى كلٍّ منهم. كما كان أيضا كريمًا ومعطاءً إلى حدِّ الإسراف فى العطاء رغبةً فى جبْر الحاجة والقضاء على أية بارقة بؤس أو شقاء أو احتياج. ولهذا سيبقى سليمان العطار حيًا فى قلوب عارفيه ومُحبِّيه، ولعل سيرته ستبقى بعد حياتهم؛ وفى هذا امتدادٌ لآثار صنائعه الجميلة. 

خيرى-دومة-وإهداء-ثان
 
الدكتور عبد الحكيم راضى
"رحم الله الحبيب الأستاذ الدكتور سليمان العطار، وأنه ليعز علىّ أن أتحدث عنه وقد غاب عنا، إذ كلانا من مواليد 39 من القرن الماضى، وكلانا أمضى رحلة حياته فى رحاب قسم اللغة العربية بآداب القاهرة ينهل العلم ويتدرب على أيدى أساتذته الكبار من أمثال شوقى ضيف وسهير القلماوى وعبد العزيز الأهوانى وشكرى عياد وحسين نصار ويوسف خليف رحمهم الله وغيرهم.
تمثلت فى سليمان العطار، شخصية الأستاذ المثالى الذى نذر حياته كاملة للبحث والدرس، سواء عندما سافر للدراسة فى إسبانيا أو بعد رجوعه إلى القسم وانخراطه فى سلك هيئة التدريس. لقد ظل ولاءه الكامل لعلمه، وإخلاصه لرسالته التى أداها كاملة فى تفان وحب، كان قسمه هو كعبته التى يتجه إليها، ومحرابه الذى يقوم فيه طوال الوقت؛ فأنت لا تراه إلا وحوله طلاب العلم من كل المستويات: فهذا يستشيره فى موضوع بحث، وهذا يعرض عليه خطه لموضوع دراسة، وهذا يتحدث معه فى قضية غامضة، وهذا يقرأ عليه نصا مستغلقا، وهذا يسأله. أما بالنسبة لزملائه فقد كان نعم الصديق والأخ، كان الناصح، والمستشار والأمين على السر، وكان كريما جوادا يلذ له الكرم والعطاء حتى لا يصدق عليه قول الشاعر:
ليس يعطيك للرجاء وللخوف     ولكن يلذ طعم العطاء
كما يصدق عليه قول آخر:
تراه إذا ما جئته متهللا         كأنك تعطيه الذى أنت سائله
رحم الله أخى سليمان وعوّض قسمه وزملاءه وطلابه عنه خيرا."

الدكتور أحمد شمس الدين الحجاجى

من عالم ألف ليلة وليلة والتراث العربى القديم عاد إلينا سليمان العطار يعيش معنا للمعاصرة والحداثة ويقدم لنا صورة للإنسانية فى نبلها وعظمتها لنعيش فى عصرنا الذى قدم كرمه وعطاءه وعلمه لكل من يعرفه ولعل طلابه لم يروا شخصية انسانية مثله، كان يحرص عليهم وكثيرا ما دفع مصاريف لغير القادرين، كان زملاؤه يرون فيه شخصية الساحر القادر على معرفة مشاكلهم وحضوره المتجدد فى حياتهم ليحل جميع مشاكلهم، كان نسيما فى الأيام الحارة، وكان الماء فى أيام الجفاف، وفى ذلك كان العالم الفذ الذى قدم الحضارة الاندلسية والعربية فى كتاباته يدرس الشعر شاعرا، ويدرس الأدب أديبا، وفوق ذلك كتب الرواية وترجم أهم الأعمال الأدبية وكانت ترجمته رائعة لمائة عام من العزلة لمركيز مثلا أعلى للترجمة وكان الذين يعرفون الأسبانية يرون اللغة العربية أعلى من لغة ماركيز فى الإسبانية، لقد منحنا الحب والحنان والعلم، فجزاه الله عنا خير الجزاء وجعله من عمل فى فسيح جناته.

الدكتور قحطان الفرج الله

لم يكن سليمان العطار بالنسبة إلىَّ أستاذا أو صديقا فقط، بل كان حالة إنسانية تجلت فيها القيم والمبادئ بشكل كبير، إن العطار جسّد بكل معنى الكلمة القيم الجميلة التى تمتع بها دون كيخوتة وكذلك قمة الإبداع والصفاء الروحى عند ابن عربى، فسليمان العطار مفكر مصرى من طراز خاص، نادرا ما يتكرر فى أزمان متقاربة، أنا لمست بشكل كبير قدرته على توليد الأفكار، وكذلك ترنيم ما تعكر منها فى ذهن الطلبة والأساتذة، العطار حالة فكرية عربية فريدة ستظل حية وتتجدد.

قحطان-الفرج-الله
 

الدكتور أحمد عمار

"حين ذهبت إليه على استحياء لأطلب منه أن يكتب لى مقدمة ديوان لي، كنت أقدم رجلا وأؤخر الأخرى.. من أنا ليوافق هذا العملاق على مثل ذلك الطلب؟! ولكن لم لا وهو من يقدم لنا الحب دوما؟! ربما يفعلها حتى لا يشعرنى بحزن. وكيف لا وهو من يطارد الحزن ويهزمه بدخول الفرح إلى القلب؟!
ذهبت إليه، وطلبتها منه، وانتظرت الرد.. كانت ابتسامته صافية، وبشرا فى الوجه لم يكن غريبا عنه، قال لي: هذا ما كنت أنتظره!
لم أناقشه أو أسأله، فكلماته ككلمات الشيخ الصوفى دوما.. تغطى أكثر ما تكشف!
بعدها بأيام وجدته يرسل لى رسالة على هاتفي.. أعتذر لك عن التأخير.. وأعتذر لأنى لم أكتب ما تستحقه كما وكيفا، فقد كان الوقت ضيقا.. المقدمة على بريدك الإلكترونى.
ابتسمت فى نفسي، وقلت: كلمة واحدة منك تكفى يا أستاذى لتكون تاجا على جبين ديواني.. فتحت البريد الإلكتروني، وكانت المفاجأة.. إنها دراسة كاملة عن الديوان!
من أنت أيها الرجل الطيب؟ كيف تحمل بداخلك كل هذا الحب؟ كان هذا هو سؤال كل من يعرفه، وها هو يذهب دون أن نجد الرد!"

الدكتورة عزة شبل

أستاذنا الحبيب الأستاذ الدكتور سليمان العطار رحمه الله، أستاذ من طراز فريد حقا، لم يكن متميزا فى النواحى العلمية فقط وإنما سر تميزه فى رأيى هو المستوى الذى وصل إليه من الرقى فى التعامل مع البشر صغيرهم وكبيرهم تعامل تملؤه المحبة من قلب عطوف يقدر الإنسانية ويحتويها فكانت نظرته إلينا نظرة الأب الحانى الذى يحب أبناءه كلهم بقدر متساو ويبذل كل طاقته لمساعدتهم برضا وسعادة.

عزة-شبل
 
 أما عن النواحى العلمية فقد كان لانعكاس شخصيته النبيلة عليها أثر كبير فهو العالم الموسوعى الذى تراه يعرف فى التصوف فيحدثك ببراعة شديدة عن ابن عربى وفتوحاته المكية وفصوص الحكم ثم تراه أندلسيا يبحر بك فى روائع الأدب الأندلسى شعرا ونثرا يرسم لنا لوحات ابن خفاجة فى وصف الجبل ورقة وعذوبة ابن حزم فى طوق الحمامة وقصص الحب للأمراء وعامة الناس ويحلق بمستمعيه فى رحلات خيالية فى عالم الجن والشياطين مع رسالة التوابع والزوابع لابن شهيد ثم نراه أبرع من كتب عدة مقالات عن الأسلوبية وكانت له نظرة متميزة عن مستقبل الدراسات الأدبية. حديث عذب من روح محبة للحياة والإنسانية حفرت محبتها فى نفوسها وستظل تحيا بما جعله فى نفوس كل من عرفه رحمه الله رحمة واسعة ونفع بعلمه.

الدكتورة رانيا العدل

مازالت أجنحة روحك تحتضن كل الوجود. حضورك العجيب كالعطر فى أنفاس الحياة، يردُّ فينا الروح مع كل نسمة من نسمات مرورك العذب بنا، وعطرك الأبدى أيها العطار الحبيب إرثٌ من الحب، تركته لكل الذين عرفوك... إرث من الحب يكفى لأن يبقى هذا العالم بخير. يا قديس الحب ابق معنا، لملم أشلائنا، و"طبطب" على أكتافنا بيدك الحانية حنوَّ الأم العطوف... فما زلنا غير قارين على استيعاب الرحيل .. فتارة نحلق فى فضاءاتك فرحين ... وتارة يباغتنا الحزن فنبكيك ... من غيرك أيها الحبيب .. قادر على أن يعزِّينا فيك. ابق معنا... فالحياة بدونك ينقصها الكثير

مصطفى علام

مولانا كعهده دائما غادر إلى عالم مجهول وفاجأتنى صديقة أن الأربعين قد حان، أى أربعين يا مولانا وأنت لازلت تجلس إلى جانبى. ألم ترحل؟ لقد رحلت وأصبحت الأيام بعدك بلا معنى، لا أرى سليمان إلا صوفيا، كأكبر صوفى جاد، مجموعة هائلة من الحكمة المخبأة لى، كان رحيله مؤلم بالنسبة لى، كيف أستطيع تصديق أنه لم يعد موجودا فى الحياة؟
أحب الحياة وأحب كل من حوله أكثر من أى شىء، استطاع استخلاص المتعة من كل اللحظات، سليمان هو مملكة الحرية والإبداع."
 
إبراهيم-أبو-طالب
 

إهداء
 

إهداء-لسليمان
 

خالد-حسان-وإهداء-ثان
 

صابر-عبد-الله
 

طارق-النعمان
 

طارق-النعمان-وإهداء-ثان
 

عبد-الغفار-مكاوى
 

فاطمة-التيتون
 

فاطمة-العلى-وإهداء-ثان
 

فاطمة-يوسف-العلي-وإهداء-رابع
 

 
كل-هذا-الليل-محمد-آدم
 

محمد-آدم
 

محمود-عبد-الغفاتر-وإهداء-ثان
 

ياسر
 

ياسر-وإهداء-ثالث
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة