تىشيرت الاتحاد الاوربى
لم تحلم محامية الفقراء والمدافعة عن البيئة والحياة المثلية الجنسية، زوزانا شابوتوفا أن تصبح ذات يوم رئيسة لدولة سلوفاكيا، فقد عاشت مراهقتها خجولة ولها عالمها الخاص مع جدتها التى علمتها أسرار المطبخ لتعدها كزوجة مثالية، كم أن براعتها فى الفيزياء والرياضة جعل لها مهاراتها الخاصة التى أهلتها للعمل كمدرسة أثناء دراستها الثانوية، واشتهرت بين زميلاتها بلعب كرة السلة.
ولدت في العاصمة السلوفاكية براتيسلافا في 21 يونيو 1973، وتخرجت من كلية الحقوق بجامعة كومينيوس في براتيسلافا، وعملت في سلطة الحكم الذاتي المحلية أثناء دراستها وبعد التخرج ، حيث نفذت مشروعات لدعم الأطفال المحرومين اجتماعياً.
وعندما دخلت الكلية ، كانت تنوي دراسة علم النفس، لكنها نسيت إحضار أوراقها وتم رفضها من القسم، لذلك أخذت القانون بدلاً من ذلك.
والدة زوزانا
وفي ديسمبر 2017 ، أعلنت عن نيتها في الانضمام إلى الحزب السياسي التقدمي سلوفاكيا وفي يناير 2018 تم انتخابها نائبة زعيمها ، وفي مايو 2018 ، أعلنت أنها ستترشح لرئاسة الجمهورية السلوفاكية بهدف استعادة الثقة في المجتمع السلوفاكي وإحياء قوة ومعنى القيم التي توحد المجتمع السلوفاكي - العدالة وحماية الكرامة الإنسانية ومواءمة سلوفاكيا مع أوروبا الديمقراطية.
وكثيرا ما يقال أن شابوتوفا فازت في الانتخابات الرئاسية لأنها كانت في المكان المناسب في الوقت المناسب، حيث استيقظت شابوتوفا فى أحد أيام عام 2018 على خبر مقتل جان كوتشياك صحفي استقصائي وخطيبته بالرصاص فى منزلهما، الصحفي الذي كشف عن مخططات فساد معقدة تصل إلى أعلى مستويات السياسة ، وانضمت إلى عشرات الآلاف من السلوفاك الذين شاركوا في مظاهرات الشوارع في الأسابيع التي أعقبت القتل ،فى أكبر احتجاجات منذ الثورة المخملية قبل ثلاثة عقود فتصدرت بدورها المشهد السياسي لسلوفاكيا وأسقطت الحكومة، واستقال رئيس الوزراء روبرت فيكو .
زوزانا مع مرشح الرئاسة
وقامت كابوتوفا ببناء حملتها الانتخابية بناء على تعهد بمكافحة الفساد ، من خلال تجريد الشرطة والمدعين العامين من نفوذهم السياسي ، وقالت إن مقتل كوتشياك هو السبب الذي جعلها ترشح نفسها للرئاسة.
شابوتوفا
ودعت شابوتوفا لمكافحة الفساد في بلد سئم من زعمائه المتهمين بالفساد، وهى مطلقة وأم لطفلين في مشهد سياسي لا يزال يهيمن عليه الرجال ، واعتبرها معجبيها رمزًا للتغيير.
كما تعرضت لهجوم من قبل وسائل الإعلام اليمينية ومرشحين آخرين بوصفها "الليبرالية المتطرفة"، وبدلاً من التهرب من الأسئلة ، أكدت بوضوح دعمها للقضايا التي تعتبر حساسة بين أجزاء كبيرة من السكان السلوفاكيين ، مثل حقوق المثليين.
ويشير عدم نجاح الهجمات إلى أن القضايا كانت ذات أهمية من الدرجة الثانية للأشخاص الذين يرغبون في رؤية السياسيين يتعاملون مع الفساد، وفي منطقة يستخدم فيها الحديث عن "القيم المسيحية" غالبًا كغطاء لخطاب الكراهية والتمييز ، حاول شابوتوفا استعادة فكرة أكثر ليونة عن المسيحية، وقالت: "أنا مؤمنة متدين وشخص روحي ، لكنني لا أعتقد أن القيم المسيحية تتعارض مع المواقف الليبرالية".
تم انتخابها رئيسة للجمهورية السلوفاكية في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 30 مارس 2019، وحصلت على 1،056،582 صوتًا ، وهو ما يمثل 58.41٪ من الأصوات. استقالت من سلوفاكيا التقدمية في مايو 2019، وهي ليست حاليًا عضوًا في أي حزب سياسي. .
وفى 2018 قررت الانفصال عن زوجها ووالد ابنتيها اللتين حجبتهما عن الأنظار، وأشارت إلى أن ذلك كان أصعب قرار اتخذته على الإطلاق دون أن تعلن الأسباب ، وكذلك فعل هو حيث حرص على دعمها فى الانتخابات الرئاسية، و دائمًا ما حرص على نشر تصريحاتها التليفزيونية على حساباته الرسمية.
و لفتت زوزانا الأنظار إليها منذ الوهلة الأولى، فرغم منصبها الرفيع إلا أن ترتدى ما يناسبها، حيث تم وصف أسلوبها في الأزياء بالبساطة والأناقة ، معلنة أنها تتشاور مع بناتها فى انتقاء الملابس، وفى معظم الأحيان ترتدي فستانًا محافظًا بثلاثة أرباع الأكمام.
كما ظهرت زوزانا فى ظل إجراءات مواجهة أزمة كورونا الحالية، مرتدية كمامات أنيقة ملائمة للفساتين التى ترتديها، ومحافظة على التباعد الاجتماعى بينها وبين أفراد حكومتها.
وعلى الرغم من أن الرئاسة السلوفاكية هي في المقام الأول منصب شرفى، فقد بدأت شابوتوفا في استخدامه كمنصة لتحويل الحوار السياسي حول مواضيع مثل الفساد والبيئة.
كما دافعت شاوبوفا عن عضوية بلدها فى الاتحاد الأوروبى، قائلة: عضويتنا في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي هي خيارنا الحر ، ولا يمكن لدولة صغيرة في وسط أوروبا أن تواجه مصيرًا أفضل من الانتماء إلى مجتمع يتبنى الازدهار الاقتصادي بتضامن اجتماعي ونتوقع أن تلتزم كل دولة عضو بمبادئ القانون الدولي، والحقيقة أننا لسنا جزء من الاتحاد فحسب ، بل هي أيضًا مساهمة مهمة في سيادتنا الوطنية .
بعد توليها الرئاسة
وفى خطابها الافتتاحى طمأنت الشعب بأسلوب منمق اشتهرت به قائلة :سأؤدي مهمتي بحرية ، ولن أحصل على أوامر من أحد، الأوامر الوحيدة التي أريدها وسأحترمها بصفتي رئيس الدولة ، تأتي من الدستور ، فلقد ازداد الشعور بالظلم بشكل أقوى واكتسب شكلين ، شكل الدعوة للتغيير ، ولكن أيضًا شكل الغضب من "النظام". نحن بحاجة إلى تحويل طاقة السخط حتى تظل سلوفاكيا دائمًا دولة ضمن سيادة القانون ، ليس فقط في دستورها ، ولكن أيضًا في الواقع.
وقال ياروسلاف بافلوفيتش ، مدربها لليوجا منذ سنوات، أنها أخذت قرار ترشحها للرئاسة بعد جلسة تأمل ، مضيفًا: "سألتني عن رأيي، وأتذكر أنها كانت غير متأكدة من الانضمام إلى السياسة، وكانت ردة فعلي الأولى بالطبع ، هذا رائع". "لكنها قالت لي أن أفكر في ذلك."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة