حسمت وزارة الأوقاف الجدل المثار منذ بداية شهر رمضان المبارك حول حقيقة منع إذاعة القرآن الكريم قبل أذان المغرب والفجر في المساجد، حيث أكدت الوزارة أنها لا تمانع من إذاعة قراءة القرآن قبل صلاة المغرب أو قبل صلاة الفجر.
وقالت الوزارة:"بالنسبة لقراءة القرآن قبل صلاة المغرب أو قبل صلاة الفجر فالأمر فيه متسع لا وجوب ولا سنة ولا ندب ولا منع أيضا ، فما يحقق المصلحة وفق ظروف الزمان والمكان والحال معتبر، وعليه فالوزارة لا تمانع من إذاعة قراءة القرآن قبل صلاة المغرب أو قبل صلاة الفجر بالضوابط وهى أن يكون للمسجد إمام معين ويكون مسئولا عن تشغيل القرآن الكريم بمعرفته مع غلق المسجد غلقا تاما وعدم السماح لأحد بدخول المسجد نهائيا وقت قراءة القرآن أو قبله أو بعده طوال مدة تعليق الجمع والجماعات بالمساجد ، مع تحمله لأي مخالفة تنتج عن ذلك".
كما اشترطت الوزارة أن تكون صوتيات المسجد مهيأة لذلك، وأن يلتزم بما تبثه إذاعة القرآن الكريم من قرآن المغرب وقرآن الفجر دون أي زيادة، وأن يحصل على موافقة كتابية من مدير المديرية معتمدة من رئيس القطاع الديني بالموافقة من تاريخ الاعتماد حتى نهاية شهر رمضان قبل قيامه بأي إجراء ، حتى يتمكن التفتيش العام والمحلي من المتابعة و التأكد من اقتصار الأمر على قراءة القرآن وعدم فتح المسجد للصلاة .
وأكدت الوزارة أن الهدف من جميع الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تتخذها الدولة و جميع مؤسساتها هو حماية المواطنين والحفاظ على سلامتهم ، وهي تقيس في جميع أمورها المصالح والمفاسد ، ومعلوم أن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة ، وأن المفسدة اليسيرة قد تحتمل لأجل تحقيق مصلحة عظيمة.
كما أكدت الوزارة فى بيان اليوم، أنها تعي أن دورها الأساسي إنما هو عمارة المساجد وخدمة القرآن الكريم ونشر صحيح الدين، وأنها تراعي المصالح المعتبرة في كل قراراتها وتوقيت هذه القرارات، أنها لم تصدر أي قرار على الإطلاق بمنع قراءة القرآن الكريم ، فدورها هو خدمة القرآن الكريم ، ورمضان هو شهر القرآن، لافتة إلى أنها حينما عملت على ترشيد استخدام مكبرات الصوت بالمساجد كان ذلك استجابة لمطالبات مجتمعية ، مع إدراكها أن إرضاء جميع الناس غاية لا تدرك .
وأوضحت وزارة الأوقاف، أن ما تم من عدد المساجد التي تم إعمارها في السنوات الست الماضية لم يحدث في تاريخ مصر، وربما لم يحدث في تاريخ أي دولة أخرى في العالم في مثل هذه الفترة، لافتة إلى أن عدد المساجد التي تم بناؤها وإحلالها وتجديدها وصيانتها بلغ (3183) مسجدًا، و تم إنفاق نحو ستة مليارات جنيه على عمارة المساجد، وهو ما لم يحدث عبر تاريخ الوزارة، كما تم افتتاح (1170) مدرسة قرآنية، و(2505) مكتبًا لتحفيظ القرآن الكريم، وهو ما لم يحدث من قبل، ولا في أي دولة أخرى في مثل تلك الفترة، وذلك إضافة إلى مسابقات القرآن الكريم المحلية والعالمية ، وافتتاح ( 69) مركزا لإعداد محفظي القرآن الكريم ، وجعل إتقان حفظ القرآن الكريم وحسن فهم مقاصده ومعانيه شرطًا لجميع أنواع الترقي أو السفر للخارج ، وتخصيص برنامج يومي للحديث عن الكمال والجمال والقيم الإيمانية والأخلاقية في القرآن الكريم تحت عنوان في رحاب القرآن الكريم لوزير الأوقاف يذاع يوميا على الفضائية المصرية والنيل الثقافية وقناة نايل لايف وإذاعة القرآن الكريم، وأما التعليق المؤقت للجمع والجماعات فلعلة الحفاظ على النفس بناء على الرأي الطبي المتخصص.
كما أكدت وزارة الأوقاف أن ما طبقته هو نفس ما يطبق في الدول العربية والإسلامية، حفاظا على النفس البشرية في ضوء ما قررته وزارات الصحة في جميع الدول من ضرورة تعليق التجمعات منعا لانتشار عدوى فيروس كورونا المستجد.
واختتمت وزارة الأوقاف : "إننا على أمل في الله (عز وجل) بقرب زوال هذه الغمة، وقد شرعنا من الآن في إعداد وتجهيز المساجد وصيانتها ، مع تجهيز أكثر من 300 ألف متر سجاد لتجديد فرش المساجد ، مع خطة كبرى للنظافة والتعقيم المستمر، وتكليف المجموعة الوطنية لاستثمارات الأوقاف بسرعة تصنيع كبائن التعقيم لاستخدامها بالمساجد ، مع الاستعداد لتخريج الدفعة الأولى من محفظي القرآن الكريم والتوسع في المدارس والمقارئ القرآنية على مستوى الجمهورية ، وتفعيل مدارس تحفيظ القرآن الكريم الصيفية ، وسيجعل الله (عز وجل) بعد عسر يسرًا بمنه وفضله وكرمه" .