صور.. أصول تاريخية وموروثات ثقافية عمرها 750 عاما وراء واقعة مجسم الكعبة بالإسكندرية.. موكب "الكسوة" للمسلمين وزفة عيد القيامة للمسيحيين مناسبات ارتبطت بالوجدان الشعبى.. والمحافظ: المشكلة كانت فى خرق الحظر

الأحد، 26 أبريل 2020 12:00 ص

زفة كسوة الكعبة على كورنيش الاسكندرية عام 1912

الإسكندرية جاكلين منير

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شهدت محافظة الإسكندرية أول أيام شهر رمضان المبارك، زفة لمجسم كبيرة لـ"الكعبة" مصنوع من الخشب، ويحمله العشرات من أبناء منطقة محرم بك وسط الإسكندرية.

وأثار هذا المشهد الجدل الكبير على مواقع التواصل الاجتماعى بسبب اختراق هذا الموكب لقرارات حظر التجوال التى اتخذتها الدولة للحد ومنع انتشار فيروس كورونا، حيث تم تنظيم هذا التجمع الذى طاف شوارع منطقة وسط الإسكندرية فى وقت الحظر وتسبب فى تجمع العشرات بما يعد مخالفة لقرارات الإجراءات الاحترازية.

و على الرغم من أن زفة "الكعبة " لها أصول تاريخية و موروثات ثقافية شعبية، إلا أن الكثيرين أكدوا على أنه كان لا يجب خرق حظر التجوال و كان يجب أن يتم مراعاة الإجراءات الاحترازية للظروف الراهنة التى تمر بها البلاد.

وحول الأصول التاريخية لزفة "الكعبة" يقول مينا ذكى، مؤسس مبادرة الجولة ( مبادرة ثقافية وسياحة داخلية بالاسكندرية) إن الأمر له بعد تاريخى، حيث كان يتم تنظيم موكب "كسوة الكعبة" والطواف به على كورنيش الإسكندرية فى أوائل القرن الـ 20، موضحا فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن كسوة الكعبة كانت تصنع قديما فى مصر من أجوّد أنواع الحرير القباطى، وتخرج فى موكب مهيب بحراسة وزفة وزغاريد، وصولا الى مكة المكرمة، وهناك يقوم أمير بعثة الحج المصري، بإزالة الكسوة القديمة، ووضع الكسوة الجديدة،وقال أن هذا الموكب كان يطوف كافة ربوع مصر ومنه كورنيش الإسكندرية.

وأوضح "مينا ذكى" أنه فى عهد جمال عبد الناصر تمت الموافقة على طلب السعودية بتصنيع الكسوة داخليًا، كانت صدمة لكتير من الذين كانو ينتظرون الموكب للاحتفال به حيث ظلت مصر تحتفل بهذا الموكب 750 عاما، وجاءت فكرة عمل "مجسم" خشب تطور فيما بعد الى مجسم"الكعبة" لاستمرار الاحتفال و هذا الموروث الثقافى .

على الجانب الآخر قال مينا ذكى، إن الاقباط أيضا كان لهم نصيب من الزفة الشعبية، حيث كان يخرج موكب الجالية اليونانية للإحتفال بعيد القيامة المجيد "يوم الجمعة العظيمة" ويطوف شوارع الاسكندرية فى أوائل القرن التاسع عشر أيضا.

من جانبه علق اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، على واقعة "مجسم الكعبة "التى خرج فيها تجمعات، بأنها موروثات شعبية من البسطاء والطيبين، مشيرا إلى أنه فى كل عام يتم عمل مجسم للكعبة يعلق فى منطقة محرم بك بالشوارع الرئيسية.

وقال اللواء محمد الشريف، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": كل سنة يقوم أهالى المنطقة بذلك للتعبير عن فرحتهم بقدوم شهر رمضان، ولكن هذا العام كان خطأ فى ظل جائحة كورونا، كان لابد من عدم خرق حظر التجوال وكان يمكن الحفاظ على تلك الموروثات مع إتباع الاجراءات الاحترازية ،حيث كان من الممكن أن يتم تعليق المجسم بالحبال بأعداد قليلة وفى فترات النهاروليس بعد موعد الحظر، موضحا أنة تم إلقاء القبض على 20 شخص و عرضهم على النيابة ويواجهون تهمة مخالفة قرارات الحظر وتطبيق الغرامة عليهم المقررة من الدولة وهى 4 آلاف جنيه.

وأكد محافظ الاسكندرية أن مخالفة القانون وقرارات الحظر أمر مرفوض، مضيفا: نتصدى لأى تجمعات، كان يمكن تعليق المجسم بدون تجمعات وفى أوقات النهار فذلك أمر مقبول، مشيرا إلى أن الواقعة أثارت السخرية مرة أخرى على شعب الإسكندرية على مواقع التواصل الاجتماعى وهو أمر سيئ أن يتعرض شعب الإسكندرية للمرة الثانية للسخرية، مشددا على ضرورة زيادة الوعى بين الشعب، والتشديد على عدم مخالفة قرارات الحظر.

وكانت الإسكندرية قد اتخذت عدة قرارات ضمن الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار الفيروس، حيث تم تنفيذ كافة تعليمات رئاسة الوزراء من تخفيض عدد العمال بديوان المحافظة والأحياء، وتطبيق الإجراءات الوقائية من التعقيم والتطهير لها، مثل غلق الشواطئ وتكثيف الأحياء لحملات ضبط المخالفين لقرار الغلق، ومواصلة غلق المراكز التعليمية والحضانات وصالات الجيم ومحلات الألعاب الإلكترونية، تم غلق أكثر من 900 منشأة متنوعة إلى الآن، منع الأسواق العشوائية الأسبوعية وشدد على عدم إقامة سوق الجمعة وسوق الحمام، بالإضافة إلى تكثيف الحملات بالأحياء لمنع تجمعات الأسواق اليومى.

كما تم إصدار تعليمات مشددة بالتواجد الميدانى والمتابعة اللحظية للأحياء، وتكثيف الحملات على المقاهى والكافتريات لمنع تدخين الشيشة، وتم غلق المقاهى المخالفة بالشمع الأحمر، وتوقيع عقوبة مالية فورية على مخالفين قرار الغلق تصل الى 10 آلاف جنيه، متابعة أعمال رفع القمامة ومداومة أعمال تطهير صناديق القمامة والحاويات ومراكز تجميع القمامة على مستوى الأحياء.