على غير العادة، تشهد المجتمعات العربية والخليجية، أجواء مختلفة تماما فى شهر رمضان عن تلك التى اعتادت عليها شعوب بلادهم السنوات الماضية، فى ظل أزمة اجتياح فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" العالم، وانتشاره فى الخليج أيضا الذى يعلن يوميا عن اصابة العشرات ويتخذ اجراءات احترازية فى هذا الشهر الفضيل أكثر صرامة، للعبور إلى بر الأمان.
ففى المملكة العربية السعودية، غابت وجبات الكبدة الليلية، التى تنتشر فى شوارع المملكة والتى ارتبطت بشهر رمضان كونها من وجبات "التصبيرة" بين الأفطار والسحور ووجبة مشبعة بالبروتينات.
يقول فواز الدهاس مدير مركز تاريخ مكة المكرمة التابع لدار الملك عبد العزيز، أن شهر رمضان لهذا العام مختلف تماما، في ظل أزمة فيروس كورونا، وليس على مكة فحسب، بل على مدن العالم أجمع بحسب صحيفة سبق.
تحضر الكبدة فى السعودية بليالي رمضان- أرشيفية
ولفت الدهاس، إلى أن من العادات التي اشتهرت بها مكة في ليالي رمضان، انتشار محلات بيع الكبدة وتناولها في الهواء الطلق، والتي ستظل هذا العام غائبة بسبب جائحة كورونا.
وفى الإمارات العربية المتحدة، تتجنب الأسر إقامة الولائم والعزائم، ضمن الإجراءات الاحترازية لمكافحة تفشي وباء كورونا، حتى يمر هذا الطارئ الصحي على خير.
وبحسب تقرير صحيفة البيان الإماراتية خلال رمضان المبارك تكاد المنازل والمطاعم لا تخلو من الأكلات الشعبية كالمجبوس والثريد والبرياني واللقيمات؛ إضافة إلى الهريس الذي يعد المفضل على مائدة الإفطار في الإمارات.
ووفقا للصحيفة فان ليالي رمضان في الإمارات تضج بالحياة من خلال المجالس الشعبية التي يحضرها المواطنون، ويعقدها كبار المسؤولين، وخلال هذه المجالس تطرح مشكلة معينة يسعى الجميع إلى حلها في تقليد متوارث منذ مئات السنين، لكن هذه المظاهر لن نشهدها هذا العام ليس على مستوى الدولة فحسب، بل على مستوى الشعوب الإسلامية ككل، بسبب تداعيات الفيروس القاتل، إلى جانب اختفاء 9 مظاهر إضافية وهي: الصلاة في المساجد، والخيم الرمضانية، وموائد الرحمن، والولائم، وتبادل الأطباق بين الجيران، وتجمعات الإفطار، والسحور في المطاعم، وازدحام الأسواق وامتلاء عربات التسوق، الزيارات العائلية.
أما الآن مع قرار إغلاق معظم الأسواق وتعليق الأنشطة التجارية، وتطبيق مبدأ التباعد الاجتماعي، فأصبح من الصعب ذلك، ومائدة الإفطار ستقتصر على أفراد الأسرة الواحدة.
وفى دبي، تنظم دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي سلسلة من الدروس والمحاضرات الدينية "عن بعد " خلال شهر رمضان الفضيل في ظل هذا الظرف الإستثنائي بمواجهة فيروس كورونا المستجد، وذلك إيمانا منها بالحفاظ على صحة الإنسان التي حثنا عليها ديننا الحنيف.
وفى البحرين كان الأمر مختلفا بعض الشئ، بعد أن قررت السلطات فتح جامع الفاتح لصلاة التراويح بعدد محدود من المصليين، لكن بضوابط أقرها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية لفتح جامع الفاتح بمملكة البحرين، حيث ستتم بحضور الخطيب وعدد محدود من المصلين، من أجل نقل الخطبة والصلاة عبر أجهزة الإعلام الرسمية المرئية والمسموعة لإظهار شعيرة الجمعة واستفادة السامعين.وسيتم هذا أيضا بضوابط من بينها استخدام الكمامات في الأماكن العامة والتباعد الجسدي لأكثر من مترين، على أن يكون فتح الجامع تحت رقابة الجهات الصحية المختصة.
فضلا عن تقديم التلفزيون الخليجى دراما رمضانية لتشجيع المواطنين على البقاء فى المنازل، فى وقت تتخذ فيه سلطات بعض الدول الخليجية اجراءات حظر احترازيا للتحد من انتشار فيروس كورونا والعبور لبر الأمان بشعوبهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة