واحدة من الروايات الأفريقية التى استطاعت أن تتخطى حدود القارة السمراء، وتحقق شهرة واسعة، كانت رواية رواية "نوتردام النيل" للروائية الراوندية سكولاستيك موكاسونجا، التي صدرت عام 2012 في باريس، وحصلت على جائزتي "أمادو كوروما" و "الروندو" المرموقة، فضلا عن جائزة المعرض الدولي للكتاب في جنيف عام 2012.
الرواية محاولة من المؤلفة تروي فيها الكارثة التي حلت برواندا وبعرقِها وعائلتها، وكيف طردت من المدرسة لأنها تنتمي لقومية "توتسي"، والتي ماتت أمها ضمن قرابة الثلاثين من أهلها؟.
وبحسب الكاتب إبراهيم عادل، تقدم لنا سكلاستيك موكاسونجا روايتها التي تدور أحداثها داخل مدرسة داخلية "نوتردام النيل" التي تقع فوق قمة صخرية مرتفعة يجعلها أقرب للسماء، وهناك نجد نخبة نسوية جديدة لمجتمع رواندا وصورة واقعية لذلك المجتمع بمختلف أطيافه، إذ نجد الدبلوماسيين وأصحاب النفوذ وكيف يتعاملون مع الأقلية من ممثلي الشعب من البسطاء من قبال الهوتو أو التوتسي.
ترسم الرواية صورة دقيقة لذلك العالم على اختلاف أطيافه، وما يدور به من صراعات ومشكلات، كما يعد لوحة فنية عامرة بالتفاصيل الحية لصورة الطبيعة الخلابة هناك وما فيها من سحر وجمال، جمعت الرواية بين عرضها لشرائح المجتمع الراوندي من جهة وعرضها للتراث الإفريقي وما يزخر به من عادات وتقاليد وأساطير.
نوتردام النيل
تقول موكاسونجا" "كنت قد كتبت هذه الرواية ؛حتى لا أنسى، كنت أقول لنفسي ماذا لو استيقظت ذات صباح ووجدتني عاجزة عن حكي هذا التاريخ، سيكون كل هؤلاء الناس قد ماتوا بالفعل".
لقد قامت الكاتبة بتعرية كل المجتمع: "الأم الرئيسة بكل صرامتها- أو فلنقل قسوتها- تغض الطرف عن ذلك السفير الذي يأتي ليغازل خطيبته في الليسيه. والأب هيرمينيجيلد يستغل سلطته ليقيم علاقات مع البنات، والجميع من فرنسيين وبلجيك يغضون الطرف عن أي شيء – حتى لو كان قتلًا أو إبادة- لتظل العلاقات السياسية على مايرام".
ولدت الروائية الراوندية "سكولاستيك موكاسونجا" عام 1956 في رواندا لعائلة تنتمي لعرق التوتسي، تعيش وتعمل حالياً في باس- نورماندي، في عام 1960، انتقلت عائلتها إلى منطقة غير آمنة من رواندا، نياماتا في بوجيسيرا، في عام 1973، طردت من المدرسة وتم نفيها إلى بوروندي. استقرت في فرنسا عام 1992.